سنوات طويلة قضاها السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق بالعمل الدبلوماسى، وسفيرا مقيمًا لدى 4 دول كبرى، يعتقد البعض عن الدبلوماسيين بأن حياتهم جامدة، ولكن عندما تتوغل للوجه الآخر غير الظاهر للعامة تتعرف على الكثير من الأسرار التى تدهشك، برنامج "حكيم زمانه"، الذى يبث عبر تليفزيون اليوم السابع التقى السفير جمال بيومى فى حوار خاص، وإلى نص الحوار.
السفير جمال بيومى
س - السفير جمال بيومى من مواليد دمياط.. بم تحتفظ حتى الآن من طباع أهل دمياط؟
ج - أنا دمياطى حتى النخاع، ومازلت محتفظًا حتى الآن بصفات أهل دمياط بالقدرة على الجمع بين التعليم وتعلم الحرف والمهن اليدوية، وعمل شىء فى المنزل بنفسى، نسبة التعليم بدمياط هى 100% لأن كل دمياطى متعلم صباحًا ونجارًا بعد الظهر.
س - ماذا تعلمت من حرف يعمل بها أهل دمياط؟
ج - أنا سفير، ورغم ذلك لا توجد مهنة يدوية لا يمارسها السفير، صممت أشياء عديدة فى منزلى كالمناضد، وعندما يفسد اى شىء فى أثاث المنزل أقوم بإصلاحه بنفسى، وعندما احتاجت ذات يوم لتحويل أرضية طرقة منزلى للباركيه لم يتمكن صنايعى من عملها، فقمت بإحضار الباركيه وقمت بلزقه بنفسى، فأمر مشين أن يدخل كهربائى وسباك أو نقاش منزلى، فمازلت احتفظ بأدوات النجارة والسباكة فى منزلى حتى الآن.
س - أكثر من 60 عامًا بالعمل الدبلوماسى كيف بدأ الطريق؟
ج - المفاجأة اننى لم أكن أنوى دخول الخارجية فى بداية الأمر، ولكن دخلت بعد الثانوية كلية التجارة جامعة الإسكندرية، وتخصصت فى قسم الاقتصاد، وبعد التخرج قدمت لوظيفتين للعمل بالبنك المركزى والخارجية، فعملت بالخارجية وبدأت مشوارى الدبلوماسى.
س - 60 عاما مشوار كبير مع زوجتك.. كيف بدأت القصة؟
ج - كنت متميزا فى دفعتى وعينت معيدًا فى الاقتصاد وكانت هى بين الطلبة وعلمت أنها تريد الزواج بدبلوماسيا فدخلت الخارجية لأجلها لأننى كنت أريد أن اتزوجها، وكنت معجبًا بها للغاية، وسر علاقتنا أننى حكاء، فكنت أحكى لها الأفلام والقصص واتحدث معها عن ممارسة الرياضة كالتنس.
س - كم بلد سافرت؟
ج - عملت سفيرًا مقيمًا برومانيا، ثم بوخارست، وبعد ذلك بريو ديى جينيرو ، ثم ألمانيا، وأخيرًا سفيرًا بالكاميرون وسفير غير مقيم بغينيا.
س - ما أصعب المواقف التى قابلتك؟
ج - قمت حلال سنوات عملى بحصور بتفاوض مع 72 بلد لم أواجه أى موقف صعب، حتى اننى فى وقت من الأوقات عينت فى الخارجية مديرً لإدارة إسرائيل، وكانت رأس البر مصيف اليهود، وتعاملت معهم وتمكنت من التعامل معهم بدبلوماسية، حتى أننى سألت شيخ الأزهر الشيخ جاد الحق عن رأيه فى عملى كمديرًا لإدارة إسرائيل وقال لأ انت وابن عمك الذى استشهد فى حرب أكتوبر تتساويان هو حارب بالدبابة وأنت تحارب بالقلم والمنطق والعقل.
س - بنتين و6 أحفاد.. كيف كان إحساسك بأول حفيدة؟
ج - سعادة بالغة بالطبع.. تقول لى انا بكرية بنت بكرية بنت بكرية.. هى مهندسة فى كندا، واعتبرها مدير عام الأسرة ، وأخاف منها عند التحدث معها وتشعر أننى محبط.
س - ما القيمة التى ترسيها فى بناتك وترسيها فى أحفادك؟
ج - اللغة العربية ومدخلها القرآن الكريم، وهو ما حرصت عليه زوجتى بأن علمت بناتى القرآن الكريم واللغة العربية.
س - ما سر استقرار المنزل فى رأيك؟
ج - صبر الزوجة على الظروف الصعبة، نحن فى بداية عملنا كنا نتقاضى مهايا مضحكة، وهى أكثر الأشياء تعطلنا لكثرة التنقل وعدم الاستقرار، ولم يستقر هذا المنزل دون مساعدتها وتحملها للأمر وتدبيرها للأمور، فأصعب ما واجهنا فى شبابنا هو الفلس.
س - بم ترد على من يقول أن العمل بالخارجية يتطلب واسطة؟
ج - العمل بالخارجية يتطلب مثقفا ومتطلعا بشكل كبير وكثير من الشخصيات الشهيرة حاولت الالتحاق بالخارجية وفشلوا.
السفير جمال بيومى
س - كيف ترى بناء سد النهضة الإثيوبى؟
ج - إثيوبيا لا تحتاج لتوليد الكهربا، وعند شروعهم فى بناء السد قدمنا لهم نصائح عديدة عن خطورة بنائه فهو من الناحية الفنية هذا السد لا يقلقنى، ولكن الأمر الذى يقلقنى هو زيادة ارتفاع السد مما يمكن أن يسبب كارثة بسبب التربة الطفلية هناك، وإمكانية غرق دول وحدوث فيضان إذا ما حدث خلل فى بناء السد.