مازالت الحرب الأوكرانية مستمرة وقرارات الغرب بفرض عقوبات اقتصادية فى محاولة لعزل روسيا مستمرة أيضا، لكن يبدو أن الاقتصاد الروسى لم يتأثر بالشكل الكافى لدفع الرئيس فلاديمير بوتين للتراجع حيث كشفت دراسة أن روسيا تواصل الحصول على مبالغ ضخمة من خلال بيع النفط والغاز، على الرغم من مواجهتها أكثر العقوبات صرامة فى جميع أنحاء العالم.
وبحسب واشنطن بوست، حصلت روسيا على حوالى 100 مليار دولار مقابل وقودها خلال الـ100 يوم الأولى من الحرب، الذى بيع معظمه إلى الاتحاد الأوروبى، وفقا لتقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف فى فنلندا.
وأوضح التقرير أن ذلك يأتى فى الوقت الذى تحث فيه أوكرانيا الغرب على قطع كل سبل التجارة مع روسيا على أمل قطع "شريان الحياة المالي" للكرملين.
ويضيف التقرير أن الأسعار المرتفعة بشكل كبير عوضت الانخفاض الطفيف فى المبيعات الروسية، بعد أن وافق الاتحاد الأوروبى على وقف معظم واردات النفط الروسية، التى تعتمد عليها القارة بشدة.
خفض الاتحاد الأوروبى وارداته بمقدار الخمس فى مايو، لكن أسعار الصادرات الروسية ظلت فى المتوسط أعلى بنسبة 60% عن العام الماضى، وعلى الرغم من أن الاتحاد يهدف إلى خفض شحنات الغاز بمقدار الثلثين هذا العام، فإن حظرها بالكامل ليس أمرا واردا فى الوقت الحالي.
ويقول التقرير إن الاتحاد الأوروبى حصل على 61% من صادرات الوقود الروسية خلال الـ100 يوم الأولى من الحرب، بقيمة حوالى 57 مليار يورو (أى ما يعادل 60 مليار دولار).
وفقا للتقرير، تأتى عوائد روسيا من الوقود فى المقام الأول من بيع النفط الخام، تليها خطوط أنابيب الغاز، والمنتجات النفطية، والغاز الطبيعى المسال والفحم.
فى الوقت الذى سعت فيه الحكومات الغربية للضغط على موسكو وسارعت دول كثيرة للتخلص من الطاقة الروسية، انخفض حجم صادرات الوقود الروسية بنسبة 15 فى المائة فى مايو مقارنة بالفترة التى سبقت التدخل العسكري، إلا أن ارتفاع أسعار الوقود الناجم عن زيادة الطلب العالمى أبقى الأموال تتدفق إلى خزائن موسكو.
بينما أدى التدخل الروسى فى أوكرانيا إلى دفع التضخم المتزايد بالفعل فى معظم أنحاء أوروبا إلى مستويات قياسية، دعا بعض المسؤولين الأوروبيين إلى اتخاذ خطوات للتخفيف من ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة.
وقالت وكالة بلومبرج فى تقرير لها فى مايو إن الروبل الروسى يعد صاحب الأداء الأفضل مقارنة بالعملات الأخرى وانه يتقدمها فى القائمة خلال العام الجاري
وجاءت مكاسب الروبل نتيجة سلسلة من الإجراءات التى اتخذتها الحكومة للدفاع عن العملة المتداعية فى أعقاب العقوبات الغربية، بالإضافة إلى فرض ضوابط على رأس المال، أجبرت روسيا المصدرين على بيع العملات الأجنبية وتطالب بدفع ثمن الغاز الطبيعى بالروبل.
على الجانب الآخر، يقول المحللون الاستراتيجيون إن الارتفاع ليس ذا مصداقية لأن العديد من متاجر تداول العملات توقفت عن التعامل فى الروبل على أساس أن قيمته التى تظهر على الشاشات ليست السعر الذى يمكن تداوله به فى العالم الحقيقي.
وفى روسيا، أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن بلاده تعمل على زيادة ميزانية الدولة وتعزيز قيمة الروبل، مشددا على أن العملة الروسية أظهرت أداء جيدا خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف فى كلمة له عن الاقتصاد: "نتعامل مع التحديات الاقتصادية بسبب العقوبات ونعمل على إحداث توازن اقتصادى من خلال تعزيز قيمة الروبل"، موضحا أن الحكومة الروسية تسعى إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لدعم فرص العمل فى روسيا. وتابع: "هدفنا تأمين الظروف الاقتصادية المناسبة فى مختلف الأقاليم الروسية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة