تعد القاهرة، عاصمة الثقافة الإسلامية، وهى من أهم المدن التراثية وأكبرها فى العالم، وتضم عددًا كبيرًا من الآثار من مختلف العصور الإسلامية، خاصة المساجد، كان أولها مسجد عمرو بن العاص، والأزهر الشريف الجامع والجامعة، وقلعة صلاح الدين، وآثار القاهرة القديمة، ولهذا يطلق عليها المؤرخون "مدينة الألف مئذنة".
القاهرة تلك المدينة الساحرة التى تحكى شوارعها وجدرانها تاريخ شعب مصر وحضارته العريقة التى أثرت البشرية على مر العصور فهى من أكثر المدن تنوعًا ثقافيًا وحضاريًا وتوجد فيها العديد من المعالم القديمة والحديثة فأصبحت متحفًا مفتوحًا يضم آثارًا فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية، فيعود تاريخ المدينة إلى نشأة مدينة أون الفرعونية أو هليوبوليس "عين شمس حاليًا" والتى تعد واحدة من أقدم مدن العالم القديم كما تضم منطقة القاهرة "حصن بابليون" فهو من الآثار الرومانية القديمة وتضم أيضًا الكنيسة المعلقة وشجرة السيدة مريم وهى الشجرة التى استظلت بها السيدة مريم فى رحلتها من فلسطين لمصر هربًا من بطش الرومان.
أما القاهرة الإسلامية بطرازها المعمارى الفريد والتى بدأت ملامحها تظهر مع الفتح الإسلامى لها، على يد عمرو بن العاص عام 641م وبنائه لمسجد يحمل اسمه، وعلى أرض القاهرة بَنيت مدينة الفسطاط والعسكر والقطائع فى العصر العباسى وعندما دخل الفاطميون مصر فى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمى ووضع قائد جيوشه جوهر الصقلى يوم 17شعبان 358 هـ الموافق 6 يوليو عام 969 م حجر أساس مدينة القاهرة لتكون عاصمة جديدة لمصر "شمال مدينة القطائع" أسماها القاهرة وشيد بها "جامع الأزهر" والذى يعد أشهر جامعة إسلامية فى العالم وقد اتخذ هذا التاريخ "6 يوليو" ليكون عيداً قوميًا للمحافظة.
ومن العصر الفاطمى حتى الأيوبى والمملوكى، شهدت القاهرة أرقى فنون العمارة الإسلامية التى تمثلت فى بناء القلاع والحصون والأسوار والمدارس مثل قلعة صلاح الدين ومدرسة السلطان برقوق ومدرسة الأشرف قايتباى وخان الخليلى ومسجد الرفاعى ومسجد الحسين وغيرها.
كل هذا التاريخ العريق للقاهرة جاء نتيجة لما تتمتع به من موقع استراتيجى متميز مما أهلها لتكون العاصمة السياسية لمصر على مر العصور، هذا إلى جانب كونها العاصمة الثقافية والفنية والعلمية والتاريخية للعالم العربى والإسلامي، وقد أطلق على القاهرة العديد من الأسماء فهى مدينة الألف مئذنة (سماها الرحالة القدماء بذلك لكثرة الجوامع المبنية فيها ومدينة مصر المحروسة وقاهرة المعز.
ويؤكد اختيار القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية على مكانة مصر فى قلب العالم الإسلامى باعتبارها ملتقى للثقافات على مر العصور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة