تمر اليوم الذكرى الـ222 على ظهور لقاح الجدري في أمريكا الشمالية لأول مرة، بينما يعتقد أن أول لقاح خاص المرض الفيروسى ظهر من قبل إدوارد جينر في عام 1796م، حيث تتبع ملاحظته أن حالبات الألبان اللاتي أصبن بالوقس (جدري البقر) لم يُصبن بعد ذلك بالجدري وهو ما أظهر أن المُلقّح ضد جدري البقر يكون محميا كذلك ضد الجدري.
وللمصادفة فذكرى اكتشاف لقاح الجدرى تمر مع تفشى سلسلة جديدة من المرض في بعض دول لعالم، وحثت منظمة الصحة العالمية على التحذير من تفشي المرض، مؤكدة أنه "قد لا يكون قابلاً للاحتواء، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
ولعبت التجارة العالمية وتوسع الإمبراطوريات دورا كبيرا في نشر الجدري حول العالم. وكان المرض فتاكا، إلى درجة أنه يؤدي إلى وفاة نحو ثلث المصابين به من البالغين، وثمانية من بين كل 10 أطفال. وفي مستهل القرن الثامن عشر، كان المرض يودي بحياة نحو 400 ألف مصاب سنويا في أوروبا وحدها.
وكانت المرافئ أكثر عرضة للوباء، وفي عام 1721، تفشى الجدري في مدينة بوسطن الأمريكية وحصد أرواح ثمانية في المئة من سكانها. أما عن الناجين، فكان المرض يترك آثارا تلازمهم طيلة حياتهم، كالعمى والندوب المقززة.
وفي عام 1796، بعد أن جمع أدلة من المزارعين والمزارعات اللائي يحلبن الأبقار، قرر جينر أن يجري تجربة، لكنها كانت خطيرة، كونه أجراها على أحد الأطفال.
إذ استخلص جينر صديدا من جرح في يد شابة تحلب الأبقار مصابة بجدري البقر، تدعى سارة نيلمز، وأدخلها في خدوش على جلد جيمس فيبس البالغ من العمر ثماني سنوات. وعانى الطفل من أعراض طفيفة لبضعة أيام، وبعد أن تعافى حقنه جينر بمادة استخلصها من بثور شخص مصاب بالجدري. ولم يصب جيمس أو أي من الأشخاص الذين خالطهم بالجدري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة