افتتحت منذ قليل الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ورئيس مجلس محافظي البنك، منتدي القطاع الخاص، والذي ينعقد لأول مرة على هامش اجتماعات مجلس محافظي البنك بمشاركة ممثلي كبرى الشركات ومؤسسات الأعمال على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي 2022 المقامة خلال الفترة من 1-4 يونيو الجاري بشرم الشيخ؛ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية تحت شعار "بعد التعافي من الجائحة: الصمود والاستدامة".
وشارك في افتتاح المنتدى الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، والسادة الرؤساء التنفيذيين للمجموعة، عدد من رؤساء المؤسسات التنموية والتمويلية الإقليمية والدولية، وممثلي القطاع الخاص.
وخلال كلمتها أعربت الدكتورة هالة السعيد عن اعتزازها باستضافة مصر لأول مرة منذ 30 عامًا لاجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، مؤكدة أن هدف "منتدى القطاع الخاص" هو دعم كل الجهود التنموية للقطاع الخاص في الدول الأعضاء.
وأشارت السعيد إلى التحديات التي يواجهها العالم الناتجة عن صدمات مختلفة، لافتة إلى أزمة كوفيد-19، ثم تداعيات الأزمة الجيوسياسية والحرب الروسية الأوكرانية التي حدثت قبل التعافي الكامل من أزمة كورونا، مؤكدة أن كل تلك التداعيات تؤثر بشكل كبير على كل دول العالم، وهو الأمر الذي يحتم التعاون وإفساح مجال أكبر للقطاع الخاص من أجل المشاركة في جهود التنمية.
وقالت الدكتورة هالة السعيد إن القطاع الخاص شريك أساسي في جهود التنمية بكل الدول، مؤكدة أن تلك الفترة أكثر إلحاحًا من أجل مزيد من هذه الشراكات والدعم للمساعدة على توفير مزيد من فرص العمل.
واستعرضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ورئيس مجلس محافظي البنك؛ جهود الدولة المصرية في إطار العمل على إشراك القطاع الخاص في عملية التنمية، مشيرة إلى إطلاق مصر برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في 2016 والمرحلة الأولى منه والتي قامت على ثلاثة توجهات رئيسية هي الإصلاح المالي، والإصلاح النقدي، وتهيئة البنية الأساسية من أجل مزيد من مشاركة القطاع الخاص.
تابعت الدكتورة هالة السعيد؛ أن الاستثمارات التي استثمرتها مصر في البنية التحتية خلال السنوات الماضية كان هدفها توفير جودة حياة للمواطن المصري، وجذب استثمارات القطاع الخاص المحلي والأجنبي، مشيرة إلى تطوير شبكة الطرق والموانئ والكهرباء.
وأشارت السعيد إلى المرحلة الثانية من برنامج الإصلاح الاقتصادي، وهي برنامج الإصلاح الهيكلي الذي يهدف إلى الحفاظ على مكتسبات المرحلة الأولى من الاصلاح الاقتصادي، موضحه أنه كان لا بد من النظر إلى جزء ومكون مهم يتمثل في مكون الاقتصاد الحقيقي، ليأتي تركيز المرحلة الثانية على القطاعات الإنتاجية.
وتابعت السعيد أنه كانت هناك حاجه لأن يكون الاقتصاد المصري أكثر قدرة على مواجهة الصدمات والأزمات، مشيرة إلى قيام وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بوضع الجزء النهائي لتلك الخطة قبل أزمة جائحة كوفيد19، لتتم وفقًا للنهج الذي تتبعه الدولة المصرية دائمًا بشكل تشاركي، موضحه أنه تم عقد مجموعة كبيرة من الحوارات المجتمعية مع القطاع الخاص والمجتمع المدني بشكل مستمر لمدة حوالي 16 شهر، لينطلق برنامج الإصلاحات الهيكلية في أبريل 2021.
وتابعت السعيد أن خطة البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية تقوم على زيادة الوزن النسبي لقطاعات الصناعة، والزراعة، والاتصالات تكنولوجيا المعلومات باعتبارهم الثلاث قطاعات الإنتاجية التي تستطيع مساندة الاقتصاد.
وأكدت السعيد أن الاقتصاد الحقيقي والقطاعات الإنتاجية هي الأساس في الاقتصاديات لمواجهة أية أزمات، وتابعت السعيد أن تلك القطاعات الثلاثة تتقاطع مع مجموعة من المحاور تتضمن محور مهم هو تحقيق البيئة الموازية للقطاع الخاص، حيث يتم من خلال الحوارات المختلفة مع ممثلي القطاع الخاص في مصر للوقوف على التحديات التي تواجه القطاع، والعمل على تسهيلها بوضع خطة عمل لإزالة تلك العقبات، من أجل عملية ميكنة سريعة في الجمارك والضرائب، مشيرة إلى القيام بوضع حوافز لتوطين صناعات معينة، الأمر الذي يسهم في الإسراع للمزيد من مشاركة القطاع الخاص.
كما أشارت السعيد إلى إعلان الدولة المصرية والسيد رئيس مجلس الوزراء منذ أيام عن تخارج الدولة من عدد من القطاعات وطرح تلك القطاعات إلى القطاع الخاص، مؤكدة أن استثمارات الدولة منذ 2014 لتهيئة البيئة الاستثمارية، كانت فترة استثنائية جاءت بعد مرحلة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، لذا قامت الدولة خلال فترة قصيرة وبشكل استثنائي بضخ حجم كبير من الاستثمارات لرفع جودة البنية التحتية وتهيئتها للقطاع الخاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة