دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، دول العالم إلى التضامن مع اللاجئين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وتوفير المزيد من أماكن لإعادة التوطين لهم، ليتمكنوا من المساهمة بشكل أفضل فى مجتمعاتهم الجديدة.
وحث جوتيريش - في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للاجئين والذي يصادف 20 يونيو من كل عام، وفقا لبيان مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، الجميع على التفكير في شجاعة ومرونة أولئك الفارين من الحرب والعنف والاضطهاد والاعتراف بقيمة التعاطف الذي تبديه المجتمعات التي ترحب بهم، موضحا أن أعداد اللاجئين اليوم بلغت في العالم مستويات قياسية.
وقال إن "الحرب في أوكرانيا تسببت في أكبر وأسرع موجة نزوح تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فقد بلغ العدد الإجمالي للنازحين قسرا 100 مليون شخص - وهو رقم يشكل إدانة قاتمة لعصرنا"، مؤكدا أن هذا اليوم يؤكد مبدأ أساسيا من مبادئ إنسانيتنا المشتركة، فهو مبدأ حق كل شخص في البحث عن الأمان أيّا كانت هويته، أو المكان الذي يأتي منه، أو الوجهة التي أُجبر على الفرار إليها".
ووفقا للقانون الدولي، فإن الحق في طلب اللجوء هو حق أساسي من حقوق الإنسان ويجب أن يكون بمقدور الأشخاص الهاربين من العنف أو الاضطهاد عبور الحدود بأمان.
وتابع "يجب ألا يواجهوا التمييز عند الحدود أو يتعرضوا للحرمان ظلما من صفة اللاجئ أو اللجوء بسبب عرقهم أو دينهم أو جنسهم أو بلدهم الأصلي ولا يمكن إجبارهم على العودة إذا كانت حياتهم أو حريتهم معرضة للخطر، شأنهم شأن كل إنسان، ينبغي معاملتهم باحترام، موضحا أن ضمان سلامة اللاجئين ليس إلا الخطوة الأولى، مشيرا إلى أنه عند إعادة توطينهم، يجب منح اللاجئين فرصا للتعافي والتعلم والعمل والازدهار؛ وأخرى تمكنهم من العودة إلى ديارهم إذا اختاروا ذلك، أو إعادة بناء حياتهم في مكان آخر، بأمان وكرامة، مشجعا الجميع على التعهد ببذل المزيد من أجل اللاجئين والدول التي تستضيفهم.
وأردف جوتيريتش، الذي شغل منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من 2005 إلى 2015، قائلاً: "دعونا نتعهد ببذل المزيد من الجهد لما فيه مصلحة اللاجئين في كل مكان – ولما فيه مصلحة البلدان التي تستضيفهم وهي تواجه بنفسها سلسلة من التحديات.. دعونا نقف صفا واحدا في تضامن..دعونا ندافع عن سلامة نظام الحماية الدولية.. ولنضع إنسانيتنا المشتركة نصب أعيننا دائما".
وأوضح البيان، أن جوتيريش قام بزيارة لاجئين من العراق وأفغانستان يعيشون الآن في مدينة نيويورك ويعملون فيها ويزيدون من حيويتها.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، على تويتر عقب الزيارة، "إن ملايين اللاجئين في جميع أنحاء العالم، يساعدون في إدخال حياة جديدة وازدهار وتنوع للمجتمعات المضيفة لهم، ويجب أن نواصل دعمهم"، مشددا على الدور الحيوي للدول المتقدمة في استقبال اللاجئين وتزويدهم بالفرص، أياً كانوا ومن أينما جاءوا.
ووفقًا لأحدث بيانات الأمم المتحدة، يوجد حاليا حوالي 1.2 مليون نازح داخليا في العراق من بين أكثر من 6 ملايين نزحوا في البداية بسبب العنف الذي تسبب فيه تنظيم داعش الإرهابي من 2014 إلى 2017، كما يستضيف العراق أكثر من 290 ألف لاجئ من سوريا ودول أخرى - معظمهم في إقليم كردستان، الذي كان يضم في أوائل عام 2020 نحو 25 من أصل 26 مخيماً في البلاد.
ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يشكل الأفغان أحد أكبر تجمعات اللاجئين على مستوى العالم، وهناك 2.6 مليون لاجئ أفغاني مسجل حول العالم، منهم 2.2 مليون مسجلون في إيران وباكستان وحدهما، و3.5 مليون نازح داخليا.