قفزة في الصادرات 31 % خلال 4 أشهر فقط بـ 2022 لتسجل 1.27 مليار دولار
رئيس المجلس التصديري يتوقع 15% زيادة بنهاية العام
إطلاق بعثة تجارية في أنجولا بمشاركة 14 شركة مصرية
افتتاح مكتب تمثيلي في دولة كينيا ليكون نواة بالقارة السمراء
يعد قطاع الصناعات الهندسية المصرية أحد أبرز القطاعات التي يمكن أن تقود الصادرات المصرية خلال السنوات القادمة، وتكشف الأرقام أن هذا القطاع يعد الحصان الرابح للصادرات والصناعة الوطنية، ويوفر مليارات الجنيهات في الإنتاج المحلي عبر اتاحة آلاف السلع التي يحتاجها السوق الداخلي، مما يساهم في زيادة الاعتماد على الصناعة الوطنية والحد من الاستيراد، خاصة أن استيراد السلع الهندسية كان يستحوذ على نصيب كبير من فاتورة الاستيراد السنوية، فماذا يحتاج هذا القطاع وكيف يمكن تلبية احتياجات المصانع الهندسية حتى تواصل تحقيق قفزتها التصديرية، إذ كشفت أرقام صادرات أول 4 أشهر من 2022 تحقيق قفزة تصديرية 31%، وأجاب المهندس شريف الصياد رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية في حوار لليوم السابع على أبرز التساؤلات حول مستقبل هذا القطاع.
ماذا يحتاج قطاع الصناعات الهندسية لاستمرار صحوته؟
أكد المهندس شريف الصياد رئيس المجلس التصديرى، أن المجلس التصديري يواصل جهوده في ملف معامل الاعتماد الوطنية لإصدار شهادات المطابقة للصناعات الهندسية من خلال القطاع الخاص المصرى طبقاً للمواصفة القياسية الدوليةISO 17025 ، مؤكداً أن خطوة وجود معمل اعتماد مصري يساهم في التسهيل على القطاع الهندسي عند التصدير وأن المجلس التصديرى نسق مع المجلس الوطني للاعتماد "ايجاك" في ملف حصول أول معمل مصري على الاعتماد الدولى لإصدار شهادات المطابقة للصناعات الهندسية، وأن هذه الخطوة من شأنها الاسهام في زيادة الصادرات للقطاع واختصار الوقت وأن إصدار شهادات المطابقة من شأنه تقليل التكلفة وتقليل زمن الحصول على شهادات المطابقة من حوالي 6 إلى 9 أشهر حالياً إلى شهر واحد فقط وهذا الوقت كان يتم إهداره في انتظار الشهادة، مشيرا إلى أن وجود معامل مصرية معتمدة دوليا يمكن الشركات والمصانع من الحصول على شهادات المطابقة لمنتجاتها والتصدير للأسواق الخارجية دون إرسال المنتجات لدول خارجية للحصول على هذه الشهادة.
هل وجود معامل اعتماد فقط ما يحتاجه قطاع الصناعات الهندسية؟
هناك 5 مطالب تم عرضها في اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في يناير الماضي وهي صرف المستحقات التصديرية في البرنامج الجديد لدعم الصادرات في فترة لا تتجاوز 3 أشهر من تاريخ تقديم مستندات الشحن، وإيجاد برنامج لتعميق التصنيع المحلي، ورفع الجمرك عن الخامات التي لا بديل محلي لها، وخفض تكاليف خطوط الشحن إلي أفريقيا وإيجاد خط شحن مباشر، وخامسًا توفير معامل محلية لإصدار شهادات المطابقة، و النمو المحقق في صادرات الصناعات الهندسية سيستمر خلال الأعوام القادمة، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أهمية تنفيذ المطالب السابقة أو على الأقل مطلبين أو ثلاثة منها، من أجل الاسهام في خفض تكاليف الإنتاج والتواجد بقوة في الأسواق الدولية.
مستقبل صادرات الصناعات الهندسية.. كيف تراه في ظل الظروف الحالية؟
الصادرات يمكن أن تحقق قفزات كبيرة بنسب تتراوح بين 40 و50% لكن مع ضرورة الأخذ في الاعتبار تحقيق عدة 5 عناصر رئيسية التي ذكرتها سابقاً، والتي أبرزها خفض تكاليف إنتاج السلع الهندسية والذي يعد أحد أهم أوجه دعائم زيادة التصدير وتحقيق مستهدفات غير مسبوقة، وكذلك إزالة الجمارك على المكونات والمستلزمات الإنتاجية بوصفها أحد عناصر التكلفة الإنتاجية، وهو ما سيجعل سعر المنتج النهائي منافسا في الأسواق الدولية، وكذلك العمل على ضرورة تعميق التصنيع المحلي للمكونات الرئيسية في العملية الإنتاجية، وخلق حزم تشجيعية لجذب مستثمرين أجانب لتصنيع مكونات استراتيجية ورئيسية ليس لها بديل محلي.
تكلفة الشحن ارتفعت للغاية منذ بداية أزمة كورنا كيف يمكن التعامل مع هذا الموقف؟
أزمة الشحن رفعت التكاليف بشكل مبالغ فيه من 2000 إلى 14 ألف دولار، وهنا هذه الأزمة كانت كاشفة وضاغطة على القطاع، وهنا يجب عمل خطوط ملاحية مباشرة إلى أفريقيا بتكلفة منخفضة وذلك لكون السوق الأفريقي أحد أهم الأسواق الواعدة ويعد سوقا قابلا للمنتج المصري، الأمر الذي يجعل التواجد فيه وترويج المنتج أمر ليس بالصعب شرط التواجد بصورة سريعة وبتكاليف أقل.
ماذا عن مستقبل صادرات الصناعات الهندسية حتى نهاية 2022؟
صادرات القطاع ارتفعت بنسبة 31% خلال أول 4 أشهر من عام 2022، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وارتفعت قيمة صادرات القطاع 1.27 مليار دولار مقابل 974 مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من عام 2021، وذلك مع استمرار صحوة صادرات قطاع الصناعات الهندسية المصرية، و شهر أبريل شهد تحقيق 27% فى شهر أبريل 2022 بالمقارنة بنفس الشهر 2021، حيث بلغت 291.9 مليون دولار في أبريل 2022 مقابل 230.6 مليون دولار في أبريل 2021، ونتوقع استمرار صحوة الصادرات حتي نهاية العام الجاري وقد تصل نسب الزيادة السنوية تتراوح بين 15 والتوقعات كانت ستكون أكبر بكثير من هذا الرقم لولا أزمة الاعتمادات المستندية وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية التي ضغطت على الأسواق بقوة، إضافة الي استمرار صعود تكاليف الشحن.
رؤية المجلس للسوق الأفريقي وخطة البعثات؟
المجلس التصديري للصناعات الهندسية يستعد لتنظيم بعثة تجارية الى دولة انجولا خلال الفترة من 20 يونيو الى 24 يوليو 2022، وذلك في إطار خطة زيادة الصادرات والنفاذ إلي السوق الإفريقي الذي يعتبر أحد أبرز الأسواق التي يركز عليها المجلس التصديري، وهذه البعثة المرتقبة تستهدف 8 قطاعات رئيسية في الصناعات الهندسية وهي قطاع الأجهزة المنزلية والكهربائية والصناعات الكهربائية والالكترونية والطلمبات والمراجل والمحركات ووسائل النقل والآلات والمعدات ومكونات السيارات والآلات الزراعية وأدوات المائدة والمطبخ.
والسوق الانجولي أحد أكبر وأهم الأسواق في أفريقيا حيث يعد اقتصادها من أسرع الاقتصادات نمواً في القارة الأفريقية بناتج محلي إجمالي يتجاوز 62 مليار دولار، وهو ما يجعل انجولا أحد أبرز الأسواق المستهدفة لزيادة الصادرات إليها، وسيتم العمل مع هذه القطاعات كمرحلة أولى لضمان التركيز على تحقيق النتائج المرجوة من البعثة، وهي زيادة الصادرات للسوق الانجولي والتوسع في وجود السلع الهندسية في كافة الأسواق الافريقية وسيمثل 14 شركة مصرية هذه البعثة لتوقيع اتفاقات مستقبلية.
المهندس شريف الصياد
إذن هل الحل في البعثات التجارية فقط لزيادة الصادرات؟
أخذنا خطوة في المجلس بفتح مكتب تمثيلي في دولة كينيا يكون نواة لمعرض دائم أو بضائع جاهزة، ونجرى هذه التجربة لمدة عام وبعدها سنقيم التجربة كونها صالحة لعرض المنتجات أو وسيلة ترويج أفضل، وقد نتوسع في السنغال و شمال أفريقيا، وكينيا بها عدة ميزات لذلك تم اختيارها لتكون بداية وجود مكاتب لقطاع الصناعات الهندسية، أبرزها أنها دولة ضمن الكوميسا وثانيا سهولة ووضوح القوانين وهي مدخل للدول الحبيسة عبر ميناء مومباسا، ولدينا أيضا استقدام بعثات المشترين الدوليين ولدينا ولدينا حدث ضخم بالربع الأخير من 2022 وهو معرض هاتس HATS المتخصصة في الأجهزة وأدوات الطبخ وهي النسخة الرابعة منه وحقق نجاح كبير جدا وسيكون هناك 30 أكثر من شركة مصرية وأكثر من 75 مشتري أجنبي والغالبية العظمى من المشاركين من الدول الأفريقية.
ماذا عن التعاون مشروع تطوير التجارة في مصر؟
المجلس التصديري للصناعات الهندسية مذكرة تفاهم مع مشروع "تطوير التجارة وتنمية الصادرات في مصر الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" والذي يهدف إلى وضع إطار لمجالات التعاون والأنشطة المشتركة التي سيتم القيام بها على مدار الثلاث سنوات القادمة بهدف تعزيز صادرات شركات الصناعات الهندسية الصغيرة والمتوسطة خاصة الشركات ذات الجاهزية للتصدير وهناك مجالات للتعاون تشمل تقديم الدعم الفني وبناء قدرات الشركات في عدة محاور ومنها الاندماج في سلاسل القيمة العالمية والتجارة الإلكترونية والتحول الرقمي مع إعطاء أهمية خاصة للشركات المدارة من قبل سيدات الأعمال، وإعداد دراسات الأسواق، وبناء قدرات المجلس كجهة داعمة للتصدير من خلال تطوير كافة الخدمات المقدمة لقطاع الصناعات الهندسية، وتقديم برامج تدريبية للفريق التنفيذي بالمجلس، بالإضافة إلى تطوير سياسات التجارة والاستثمار وتحسين البيئة المؤسسية في هذه المجالات.
دائما كان هناك بعض المطالب للتسهيلات الجمركية .. أين وصلتم في هذ الملف؟
دا سؤال جيد وبالفعل تم توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس التصديري للصناعات الهندسية و وحدة دعم المصدرين والمنتجين بمصلحة الجمارك المصرية، لتيسير اجراءات الصادرات المصرية بما يمكن الشركات المصدرة من النفاذ إلى الأسواق الخارجية، ويهدف لتسهيل الاجراءات الجمركية للشركات أعضاء المجلس التصديري للصناعات الهندسية للاستفادة من الخدمات التي تقدمها مصلحة الجمارك ومنها انضمام الشركات الى برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد وتقديم تيسيرات فيما يتعلق باجراءات تجديد التراخيص التي تصدر من الجمارك وكذلك تسهيل الحصول على دورات التخليص الجمركي لأعضاء المجلس والمشاركة بفاعليات وورش العمل و برامج التوعية بغرض نشر المعرفة الجمركية على التحديات التي تواجه الشركات أعضاء المجلس.
هل هناك شركات من دول أفريقية تبدى رغبتها للاستيراد من مصر الفترة القادمة؟
الحقيقة أن المجلس لا يتوقف عن التواصل مع كافة الشركات المستوردة في الخارج ونظم المجلس لقاءات ثنائيه مع احدي الشركات الكينية الكبري و 6 شركات من الشركات المصرية في قطاعات مختلفة واعربت الشركة عن اهتمامها بالمنتجات المصرية وجودتها وكذلك رغبتها للاستيراد من مصر، وهذا الأمر يتم بشكل متكرر ومستمر فقنوات الاتصال التي يفتح المجلس مع المستوردين الدوليين لا تتوقف أبدا.
كيف ترى برنامج دعم الصادرات؟
هناك بنود جيدة في البرنامج الجديد لدعم الصادرات خاصة دعم الشحن إلى أفريقيا والذى ارتفع إلى 80 % وقد يصل الدعم إلى 100 % لشحن الصادرات لبعض الدول، وهذا مشجع وبقوة للتصدير، وهناك دول حبيسة يمكننا المنافسة فيها عبر برامج الدعم والسلع الهندسية تحتاج المعارض المباشرة ليس المعارض الافتراضية فقط، ونحن كمجلس تصديري نعتمد أكثر على المعارض التقليدية وبعثات المشترين وهي أفضل طرق التسويق ومهما كانت المعارض الافتراضية سهله في تنفيذها لكن يظل المعرض هو المصدر الأهم في عمليات الترويج لكن ظروف كورونا فرض علينا أعباء جديدة فيما يتعلق بصعوبة تنظيم المعارض لكن نجحنا في تنظيم نسخة من أكبر معرض في مصر HATS ومستمرين بنسخة أخرى هذا العام،
كيف تنعكس بعثات المشترين الأفريقية على الصادرات؟
نستقدم بعثات مشترين من دول أفريقية، ولاحظنا أن المستورد الأفريقي عندما يزور المناطق الصناعية المصرية ينبهر بحجم ووضع الصناعة المصرية، وكيف أصبحت متطورة، ونري ذهول من الإمكانيات الصناعية التي وصلت لها مصر، وهذا يفتح الباب أمام الصناعة المصرية للانطلاق في أفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة