فى ظل أزمات متتالية يواجهها رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، تأتى موجة من إضراب العاملين بالسكك الحديدية ليزيد من الضغط على الحكومة حيث يطالب المضربون بزيادة الأجور، وقالت صحيفة الجارديان أن أكبر موجة من إضرابات العاملين فى السكك الحديدية فى بريطانيا ستبدأ مساء الاثنين، مع إلغاء رحلات قطارات فى مختلف أنحاء البلاد طوال أغلب الأسبوع.
وسيبدأ منتصف ليل الثلاثاء الجولة الأولى من ثلاث إضرابات يستمر 24 ساعة، بمشاركة 40 ألف من العاملين بالسكك الحديدية بما فى ذلك العاملين فى الإشارات والصيانة وفى القطارات. وسيتم تشغيل خُمس القطارات فقط خلال أيام الإضراب ووقف الخدمات فى أغلب مناطق شرق وجنوب غرب إنجلترا، وويلز واسكتلندا.
وتأتى الإضرابات للمطالبة بتحسين الأجور ومحاولة إصلاح نظام السكك الحديدة مع أنماط العمل فى فترة ما بعد كورونا التى أضرب بالعائدات، وستسبب ستة أيام من التعطيل حيث سيتم تشغيل قطار واحد كل ساعة بين السابعة والنصف صباحا والسادسة والنصف مساء فى أغلب الطرق الرئيسية الحضرية وداخل المدن. وستبدأ الخدمات لاحقا وسيتم تخفيضها فى الأيام التالية.
ويتولى الإضراب الموظفين فى شبكة السكك الحديدية والعاملين فى المحطات وعلى متنها ممن يعملون لصالح 13 محطة تشغيل فى إنجلترا. وقالت نقابة العاملين بالسكك الحديدية RMT أن الآلاف من الوظائف فى خطر فيما يتعلق بالصيانة، ومن المقرر إغلاق مكتب التذاكر، من أجل تجميد الأجور خلال وقت تعانى فيه البلاد من مستوى مرتفع من التضخم.
وسيكون إضراب عمال الإشارات ذى التأثير الأكبر، لاسيما فى المناطق القروية، مما يمكن أن يؤدى إلى إعلاق خطوط فى أماكن مثل ويلز حيث لا يوجد نزاع مباشر مع مشغل القطارات.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة تايمز أن الأطباء والمعلمين يهددون بالإضراب مع عمال السكك الحديدية لو لم تستجيب الحكومة لمطالبهم بزيادة الأجور، فى الوقت الذى أثار فيه قائد أقوى النقابات فى بريطانيا إمكانية تنظيم إضراب عام.
وفى الوقت الذى يواجه فيه راكبو القطارات أسبوع من الفوضى فى السكك الحديدية، انضم المعلمون إلى قائمة هؤلاء الذين يبحثون التصويت على اقتراح تنظيم إضراب، إلى جانب الأطباء والممرضات والعاملين المدنيين وموظفى الحكومة المحلية وموظفى البريد وحراس المرور.
ومن المقرر أن يبدأ المعلمون إجراءات الإضراب ما لم يحصلوا على تحسين كبير فى الأجور بحلول يوم الأربعاء. كما أنه من المرجح أن يحدد العاملون بالصحة الوطنية مطالبهم الخاصة بالأجور هذا الأسبوع.
ولو لم يتم رفع أجورهم بشكل كبير، فإن نقابة التمريض ستشاور مع أعضائها حول الإجراء الذى يتم اتخاذه. وسيعلن المحامون فى القانون الجنائى اليوم أيضا نتيجة تصوت الإضراب الذى من شأنه أن يؤدى على توقف "محاكم التاج".
ويريد المعلمون زيادة فى الأجور بنسبة تصل إلى 12% فى حين يطالب الممرضون بنسبة 5% فوق التضخم، والذى من المتوقع أن يصل إلى 11% هذا العام.
ووعد ميك لينش، الأمين العام لنقابة العالمين بالنقل والسكك الحديدية، بمواصلة الإضراب لحين التوصل إلى اتفاق فى النزاع حول خسائر الوظائف والأجور.
وهناك اعتقاد بأن شبكة السكك لحديدية عرضت زيادة 3% فى الأجور لعام واحد، لكن لينش أشار إلى ـن أراد زيادة أكثر من 7%. وشكا من أن أسبوع العمل قد يتم مده من 35 ساعة إلى 40 أو 44. وتعهد لينش بمواصلة حملتهم ما لم يكن هناك تسوية. وردا على سؤال عما إذا كان يدعم دعوات تنظيم أول غضراب عام منذ عام 1926، رد لينش قائلا أنه سيأخذ إضرابا عاما لو أمكن الحصول على ذلك".
وذكرت التايمز أنه من المقرر أن تبحث الحكومة البريطانية سريعا هذا الأسبوع تشريعا طارئا يسمح للشركات باستبدال الموظفين المضربين بعاملين مؤقتين لوقت محدود.
وسعى وزير النقل جرانت شابس إلى تحويل الألم السياسى لأسوأ إضراب بالسكك الحديدية منذ عام 1989 إلى حزب العمال، وطالب زعيم المعارضة كير ستارمر بأن يدين بشكل شخصى الإضرابات ويتخذ إجراءات ضد النواب الذين يدعمونها. وقال إن الوقت قد حان ليوقف العمال دعم مثل هذه الإضراب ويحث قادت نقاباته على الحديث وليس ترك العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة