انطلاق النسخة الثالثة لمنتدى أسوان للسلام والتنمية في القاهرة .. مكافحة الإرهاب والأمن الغذائي أبرز الملفات المطروحة للنقاش .."شكرى" يقدم مثالاً عملياً على التعاون البنّاء .. غادة والى تؤكد الحاجة للتصدي للفساد

الثلاثاء، 21 يونيو 2022 07:30 م
انطلاق النسخة الثالثة لمنتدى أسوان للسلام والتنمية في القاهرة .. مكافحة الإرهاب والأمن الغذائي أبرز الملفات المطروحة للنقاش .."شكرى" يقدم مثالاً عملياً على التعاون البنّاء .. غادة والى تؤكد الحاجة للتصدي للفساد انطلاق النسخة الثالثة لمنتدى أسوان
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انطلقت اليوم، الثلاثاء، فعاليات النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين التي تستمر لمدة يومين، تحت عنوان "إفريقيا في عصر من المخاطر المتتالية وقابلية التأثر المناخي: مسارات لقارة سلمية، قادرة على الصمود، ومستدامة"، ويأتي انعقادها انعكاساً لحرص مصر على الدفع بأجندة العمل الإفريقى خلال المرحلة الدقيقة التى تشهدها العلاقات الدولية.

وتتطرق نقاشات النسخة الثالثة - التي ستعقد بشكل (افتراضي وحضوري) في القاهرة - إلى عدد من الأولويات الهامة للقارة الإفريقية مثل دعم التعاون من أجل مكافحة الارهاب وتجاوز تداعيات جائحة كورونا وتحقيق الأمن الغذائي والدفع بجهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات.

وكان وزير الخارجية سامح شكري قد شارك اليوم، الثلاثاء، في فعاليات النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، والتي تعقد يومي 21 و22 يونيو الجاري تحت عنوان "إفريقيا في عصر المخاطر المتتالية وقابلية تأثر المناخ: مسارات لقارة سلمية وصامدة ومستدامة"، بمشاركة عدد من الوزراء الأفارقة والعديد من المسئولين بالمنظمات الاقليمية والدولية ومختلف الشركاء الدوليين المعنيين بموضوعات تعزيز السلام وتحقيق التنمية المستدامة.

وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري ألقى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى والتي تناولت التحديات المختلفة التي تواجه القارة الإفريقية وسبل مواجهتها، حيث أكد في مستهل كلمته أن حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على توجيه كلمة مسجلة إلى المنتدى يؤكد على ما توليه مصر من أهمية لمنتدى أسوان الذي يجسد ملكية أبناء القارة لمصيرهم وريادتهم في طرح حلول شاملة وفعالة للتصدي للتحديات التي تواجه القارة بالتعاون مع مختلف الشركاء.

وأضاف أن النسخة الحالية من المنتدى توفر مجالاً لإجراء حوار معمق حول التحديات المتشابكة التي تهدد أمن واستقرار إفريقيا، مع التركيز على إيجاد حلول مبتكرة تحقق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030.

وتابع المتحدث الرسمى، أن وزير الخارجية استعرض في كلمته كذلك رؤية مصر لمواجهة التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية في ظل تطورات استثنائية غير مسبوقة يشهدها العالم على مختلف الأصعدة خلفت الكثير من التداعيات السلبية، وعلى رأسها أزمة الغذاء العالمية وجائحة فيروس كورونا.

وأشار إلى الحاجة للعمل من أجل تنويع مصادر واردات الغذاء وتأمين سلاسل الإمداد لدول القارة، وضرورة تضافر الجهود الدولية لدعم الدول الإفريقية عبر تقديم حزم تحفيزية لاقتصاداتها وتخفيف ما تواجهه من أضرار، بجانب أهمية تبني نهجاً شاملاً لمكافحة الإرهاب والعمل على بناء مؤسسات وطنية إفريقية قوية قادرة على مواجهة المخاطر الإرهابية المتتالية.

كما أكد وزير الخارجية حرص مصر، في ضوء استضافتها ورئاستها المقبلة للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، على التنسيق مع الدول الإفريقية الشقيقة من أجل خروج المؤتمر بنتائج محددة تعزز عمل المناخ الدولي، وخاصةً فيما يتعلق بخفض الانبعاثات ودعم قدرات الدول النامية والإفريقية على التكيُف مع تغير المناخ وتوفير تمويل المناخ بجانب تنفيذ تعهدات المناخ.

وأشار في هذا الصدد إلى تركيز النسخة الحالية لمنتدى أسوان على القضايا المرتبطة بتغير المناخ في ضوء تأثيراته المتزايدة على التنمية والسلم والاستقرار في إفريقيا، ومن بينها الترابط بين التكيُف مع تغير المناخ وبناء السلام وتداخل تغير المناخ مع الأمن الغذائي والمائي والعلاقة بين النزوح وتغير المناخ في إفريقيا.

واختتم حافظ تصريحاته بالإشارة إلى توجيه وزير الخارجية الشكر لكافة الشركاء، من دول ومنظمات إقليمية ودولية وقطاع خاص ومراكز بحثية، الذين حرصوا على دعم المنتدى بمختلف الأشكال، موضحاً أن ذلك يقدم مثالاً عملياً على التعاون البنّاء الذي يهدف إلى تمكين دول القارة من تحقيق آمال وطموحات شعوبها في إطار التضامن والتكاتف الدولى.

بدورها، أكدت غادة والي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة والمدير العام لمقر الأمم المتحدة في فيينا، إلى أن تجديد الشراكة مع إفريقيا والارتقاء بها أولوية خاصة بالنسبة لها منذ أن توليت منصبها في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فبراير 2020، تمامًا كما غيّر جائحة COVID-19 عالمنا إلى الأبد.

وأشارت غادة والى إلى إطلاقها العام الماضي أول رؤية استراتيجية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لأفريقيا، مشيرة إلى المشاركة مع البلدان الأفريقية والجهات المانحة وكيانات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني وجميع أصحاب المصلحة لتحقيق أجندة 2030 وأجندة 2063.

وأكدت اهتمامها بالاستجابات المتكاملة والمتعددة الأطراف لحماية الناس ، والشباب في المقام الأول، من الجريمة والإرهاب اللذين يتركان المجتمعات أكثر هشاشة في مواجهة الأزمات - الأزمات التي بدورها تغذي الظروف المؤدية إلى الاستغلال الإجرامي والإرهابي، مشيرة إلى دعم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أفريقيا للاستجابة للمخاطر والتحديات العالمية المتتالية ، وتعزيز المرونة لمواجهة المخاطر والأزمات القادمة.

وأكدت أن الشباب يمكنهم أن يكبروا بصحة وأمان وفي المدرسة أعظم مورد لأفريقيا، لافتة إلى أن استبيان الشباب الأفريقي 2022 ، الذي أصدرته مؤسسة Ichikowitz Family في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضى، يرسم صورة مقلقة، موضحة أن 32% فقط من الأفارقة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 سنة متفائلين بشأن مستقبل بلدانهم، انخفاضا من 43% قبل عامين فقط، 72% قلقون بشأن تغير المناخ، موضحة أن أكثر من نصفهم أوضحوا أنهم يخططون للهجرة في السنوات القليلة المقبلة.

وأضافت غادة والي "بدون الأمل والفرص ، فإننا نجازف بفقدان وعد أفريقيا بالإحباط وهجرة الأدمغة، مما يجعل المجتمعات الأفريقية أكثر عرضة للجريمة والاستغلال ومخاطر التطرف العنيف."، مشيرة إلى أن أفريقيا لا تزال المنطقة الأكثر تضررا من الإرهاب، و 48% من الوفيات المنسوبة إلى الجماعات الإرهابية على مستوى العالم العام الماضي حدثت في أفريقيا جنوب الصحراء.

وأوضحت أن الروابط تؤدي مع الجريمة المنظمة إلى تفاقم التهديدات للسلام والأمن والتنمية، مشيرة إلى تورط الجماعات الإرهابية في عمليات الابتزاز والنهب والاتجار، لافتة إلى أن أحدث تقرير عن المخدرات العالمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والذي نطلقه الأسبوع المقبل، تورط الجماعات المسلحة غير الحكومية في تهريب راتنج القنب في منطقة الساحل.

ولفتت إلى أن القرصنة في خليج غينيا تمثل حوالي 90% من حوادث الاختطاف العالمية، موضحة أن قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأمين العام دعا إلى تقديم تقرير عن الوضع، بما في ذلك "الروابط مع الإرهاب في غرب ووسط أفريقيا ومنطقة الساحل".، حيث تتفاقم هذه التحديات العابرة للحدود بسبب الأزمات العالمية المتتالية التي ضربت أفريقيا أكثر من غيرها.

وأوضحت أن أفريقيا لم تلعب أي دور تقريبًا في ظاهرة الاحتباس الحراري ، حيث شكلت 3.9 % فقط من إجمالي انبعاثات الوقود الأحفوري في عام 2020، مؤكدة أن تغير المناخ له تأثير غير متناسب، حيث يتسبب الجفاف والفيضانات والكوارث الطبيعية في المجاعة وعدم الاستقرار والصراع، لافتة إلى أن أفريقيا بثرواتها الطبيعية الهائلة معرضة لجرائم الحياة البرية والغابات ومصايد الأسماك والتعدين غير القانوني والاتجار بالمعادن الثمينة، مشيرة إلى أن هذه الجرائم تساهم بالإضافة إلى التجارة غير المشروعة في النفايات الخطرة في أزمة الكواكب الثلاثية المتمثلة في فقدان التنوع البيولوجي والتلوث وتغير المناخ.

وأشارت غادة والى إلى تقرير البنك الدولي الذى أكد أن حوالي 86 مليون شخص في افريقيا جنوب الصحراء و19 مليون في شمال افريقيا سيقومون بهجرة داخلية بسبب تغير المناخ، مضيفة "الأشخاص المتنقلون أكثر عرضة للاتجار بالبشر. النساء والفتيات أكثر عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي".

وأوضحت أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يقوم بدعم أفريقيا بشكل أفضل لتنفيذ الرؤية الاستراتيجية الجديدة من خلال 39 مكتبًا إقليميًا وقطريًا وبرنامجيًا منتشرة في جميع أنحاء القارة، مشيرة إلى الحاجة إلى زيادة تعزيز الوقاية والقدرة على الصمود من خلال نُهج تشمل المجتمع بأسره.

ولفتت إلى أن البرنامج العالمي لمكافحة الإرهاب الذي سيُطلق قريبًا من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يعطي الأولوية لمشاركة النساء وجميع الشباب في الحلول المجتمعية كخط دفاع في خط المواجهة ضد التطرف العنيف، مشيرة إلى مثال آخر هو مشروع Peace Weavers مع اليونسكو ، والذي يشرك الشباب في الكاميرون وتشاد والجابون لوقف الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية وخلق دخل بديل من خلال ريادة الأعمال الاجتماعية.

وشددت على الحاجة إلى بناء استجابات أفضل للعدالة الجنائية وتعزيز إدارة الحدود من خلال المساعدة الفنية والتعاون الدولي. ويشمل ذلك تعزيز التعاون مع الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية، ودعم الشبكات الإقليمية مثل منتدى التعاون القضائي لبلدان الساحل وشبكة السلطات المركزية في غرب أفريقيا والمدعين العامين لمكافحة الجريمة المنظمة.

وأكدت على الحاجة إلى أن تعمل البلدان معًا للتصدي للفساد - وهو رد شامل يمثل حجر الأساس يمكن أن يوفر قوة لاتخاذ إجراءات ضد الجريمة وتمويل الإرهاب، ويساعد في وقف هروب رأس المال البالغ 88.6 مليار دولار والأصول المسروقة التي تغادر إفريقيا كل عام، موضحا ان الفساد كان من بين الأسباب الأربعة الأولى للهجرة المذكورة في مسح الشباب الأفريقي 2022.

FVxSbDRWIAEbhUj
 
FVxSbDTWAAE3pGI
 
FVxSbDVX0AAnJp8
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة