صناعة الأقفاص من جريد النخيل، تعد من الحرف الصعبة والخشنة التي لا يقدر عليها سوى ذوو القوة، ورغم أهمية وعراقة وقدم المهنة فإنها تواجه الإنقراض بسبب متاعبها الصحية وهجرة معظم العاملين بها إلى مهن وحرف يدوية أخرى، ومنافسة البلاستيك لها.
قال: "محمد عزت محمد السيد القفاص" 48 عاما مقيم قرية النوبة والدهاشنة مركز بلبيس محافظة الشرقية، وشهرته" القفاص" وأحد صناع الجريد تعلمت هذه الصنعة أبا عن جد فى سن السادسة، وأول شيء صنعته هو قفص البرتقال.
"المهنة فى طريقها للإنقراض وعايشين اليوم بيومه"
بحزن شديد قال العم "القفاص"، إن المهنة فى طريقها للإنقراض، بسبب ظهور الأقفاص البلاستيك والكراتين، و" عايشين اليوم بيومه والرزق بتاع ربنا"، موضحا أنه صحيا أقفاص الجريد أفضل من الأقفاص المعدة من البلاستيك، لرخص سعرها مقارنة بالبلاستيك، كما يمكن إصلاحها بسهولة في حال تفككها أو تهشمها، فضلاً عن أنها بدرجة حرارة مناسبة صيفاً وشتاءً ما يجعل الفواكه والخضراوات الموضوعة بها لا تفسد بسرعة على عكس أقفاص البلاستيك التي تصدر منها سخونة تؤدي لفساد محتوياتها.
وأردف العم "محمد القفاص" أن صناعة الأقفاص من المهن الشاقة، التي تحتاج إلى صبر وقوة تحمل، ومن مساوئ المهنة أنها تسبب لصاحبها أمراضاً كثيرة في الظهر؛ لأن طبيعة المهنة تتطلب أن يظل صاحبها جالسا لساعات طويلة، ومنكبا على الأرض، من أجل إنتاج 8 أقفاص يوميا أو كرسين من الجريد.
يشترى العم "محمد" الجريد من أصحاب النخيل، ويقوم بإستخدام سكين فى تنظيف الجريد من سعف النخيل، والمسندة والبلطة للتكسير والتقشير، داخل ورشة بطريق "بلبيس- الزقازيق" أمام قرية النوبة والدهاشنة.
بحزن شديد وعشق لمهنته قال العم "القفاص" أشهر صنايعى أقفاص النخيل، إنه حزين لترك العديد من الصنايعية المهنة مما يهدد بإنقراضها، كما أنه لا يمكن تطويرها أو تطوير أدواتها لأنها تعتمد على جريد النخيل وأدوات حادة صغيرة للتنظيف، وفى السنوات الأخيرة دخلت فى منافسة شرسة مع البلاستيك، وكثير من أصحاب المهنة تركوها بسبب عدم الإقبال على شرائها والتحول لمهن أخرى مما يهدد بإنقراضها، ونفسى تتطور لأن قضيت عمري فيها.
واستطرد "القفاص"، يومه يبدأ فى التاسعة صباحا حتى نهاية اليوم، يقوم بعمل العديد من أشكال الأقفاص سواء أقفاص الخضروات والفاكهة أو حتى غيات الحمام والدواجن، والكراسى والترابيزات، وتكون حسب الطلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة