أثبت على ماهر المدير الفنى لفريق فيوتشر، أن الطموح والإرادة قادرة على صنع المعجزات، فرغم أن الحظ عانده لاعبًا ليعتزل كرة القدم مبكرًا بسبب الإصابة، نجح المدير الفنى المخضرم فى تدوين اسمه بحروف من ذهب فى سجل المدربين الوطنيين القادرين على صنع الإنجازات واكتشاف النجوم.
وقاد على ماهر فريق فيوتشر مؤخراً للتأهل إلى بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية، بعدما احتل المركز الرابع فى جدول مسابقة الدورى العام برصيد 39 نقطة، ليخوض مسيرة مميزة ليس مع فريقه الحالى فقط، بل مع جميع الفرق التى تولى تدريبها مؤكداً جدارته الفنية فى كل مناسبة وأنه من طراز المدربين الكبار الذين يملكون طموح بلا نهاية وقادرون على اكتشاف العديد من المواهب من منجم الكرة المصرية، وحول انجاز التأهل أبرز التحديات التى واجهته تحدث على ماهر لليوم السابع كاشفا العديد من التفاصيل فى الحوار التالي:
حدثنا عن انجاز التأهل للكونفدرالية فى الموسم الأول بالدوري؟
الأمر لم يكن سهلا المنافسة فى الدورى صعبة جدا كل الفرق لديها أهداف تحاول تحقيقها، وحققنا هذا بفضل مجلس إدارة فيوتشر أولا، كل الإدارة كانت تدعمنى ووقفت إلى جانبى وأشكرهم على ثقتهم ودعمهم، لأنهم نموذج للاحتراف والاحترام، ومنحونى جميع الصلاحيات وهذا أمر يمنح أى مدرب الدافع وجعلنى "عايز اموت نفسى قبل اللاعيبة" لأكون على قدر هذه الثقة، استطعنا أن نحقق هدفنا بفضل ربنا ثم الإدارة واللاعبين والجهاز الفنى المحترم وأشكر عبد الظاهر السقا مدير الكرة لدوره الكبير مع الفريق.
ما هى أبرز التحديات التى واجهتكم كجهاز فنى لتحقيق هذا الانجاز؟
كجهاز فنى حققنا انجاز لأول مرة يحدث بعد أن قدنا فريقين مختلفين فى موسمين متتاليين إلى الكونفدرالية، ولم يحدث من قبل أن فريق فى أول مواسمه بالدورى العام يتأهل للمشاركة الأفريقية، نافسنا فرق فى الدورى منذ أكثر من مائة سنة، فريق فيوتشر تكون فى 7 أشهر فقط وكل مباراة فى الدورى كانت تشهد مستوى مختلف وكل فترة توقف كانت تفرق معنا، أشكر اللاعبين على مجهودهم، كلنا كان أمامنا هدف نريد تحقيقه كنا مضغوطين دائما لأننا فى منظومة كبيرة، والإدارة كانت تتمنى هذا الانجاز رغم صعوبته، وأن تدخل فى منافسة مع الأهلى والزمالك وبيراميدز فى المربع الذهبى هذا يعادل حصد بطولة الدورى، كل الفرق قوية والدورى صعب ولا يمكن التنبؤ بنتيجة أى مباراة.
كيف تعاملت نفسيا مع نجوم دكة الأهلى ليتحول مستواهم مع فيوتشر؟
ناصر ماهر الأهلى لم يكن يرغب فى استمراره وسعد سمير كان التفكير أنه أقرب للاعتزال الآن أصبح من أفضل المدافعين، وكريم نيدفيد لم يكن يلعب لأكثر من ثلاث سنوات، ومروان محسن كان يتعرض لانتقادات عنيفة والآن استعاد مستواه بشكل كبير، لم نكن نركز على الملعب والتدريبات فقط ولكن كان هناك جانب نفسى نعمل عليه، التوفيق حالفنا واللاعبين كان لديهم استعداد لاستعادة مستواهم، مثلا أحمد عاطف ومحمود مرعى ومحمد رضا، أصبحوا نجوم فى الفريق الآن.
هل وافقت على عودة عبد المنعم للأهلى بعد نصف موسم؟
بالفعل وافقت عندما سألتنى الإدارة، كنت أعلم باحتياج الأهلى للاعب، محمدعبد المنعم كان فى الأهلى وفرط فيه النادى وتألق مع فيوتشر وانضم للمنتخب والأهلى لم يستطع الانتظار على إعادته حتى نهاية الموسم، وكما تألق معنا عبد المنعم تألق لاعبين أخرين مثل سعد سمير وجنش ومحمود مرعى، وأشكر اللاعبين الكبار لقيادتهم زملائهم فى طريق النجاح، أسلوب الشغل مهم جدا مع اللاعبين وهناك لاعبين كثر يتمنوا أن يتواجدوا فى فيوتشر بعدما أصبح بوابة الانضمام للمنتخب، كأن هناك حفلة فى فيوتشر وجميع اللاعبين يريدون المشاركة.
بعد ضمان التأهل للكونفدرالية ما هو طموحكم فى البطولة؟
"انا عايز اخد كل حاجة"، ولكن نحتاج للهدوء أولا، حققنا هدفنا الأول بالتأهل، والأهم الآن أن نظهر بمظهر يليق بنادى فيوتشر وبالكرة المصرية بشكل محترم، وبهذا الفريق مع بعض التدعيمات نتمنى أن نكون نموذج مشرف لمصر فى أفريقيا.
هل هناك نية للتنازل عن أى نجم من الفريق فى الصيف؟
فريق سيخوض منافسات الكونفدرالية من غير المنطقى أن يتنازل عن نجومه، بالعكس نسعى للتدعيم فى الفترة المقبلة، الفريق الحالى محترم وأثبت جدارته وممكن أن ندعمه ببعض الاضافات.
ما رأيك فى ارتفاع أسعار اللاعبين؟
اللاعب المميز يستحق أن يتم تقديره ماديا بلا شك طالما أنه يقدم مائة بالمائة من مجهوده، لا يمكن النزول بالأسعار بالكلام، اللاعب هو من يحدد سعره بمستواه فى الملعب، مثلا الهداف الذى يسجل 20 هدفا فى الموسم هذا يستحق التقدير، والتقييم عندنا يجب أن يكون بالموسم وليس بالمباراة حتى يكون منطقيا.
هل تؤيد بقاء أحمد عاطف فى الدورى المصرى أم الاحتراف؟
أحمد عاطف مازال لديه الكثير ليقدمه ومن المبكر الحكم على مستقبله الآن، مازال لديه الكثير ليقدمه مع فيوتشر.
ماذا عن طموحك فى تدريب المنتخب أو الأهلى؟
تدريب المنتخب شرف كبير لأى مدرب وبالنسبة لى فالأمر سيأتى فى وقته، لكن كل تركيزى الآن مع فيوتشر لا التفت للكلام وسعيد جدا بالتواجد مع فيوتشر، لدينا مشروع وهدف واضح وقريبا يرى النادى الاجتماعى النور وهذا فكر مختلف، وعن تدريب الأهلى فهو بيتى الأول الذى اكن له كل الحب والتقدير وبالطبع قيادته شرف ليس لأى مدرب مصرى فقط بل لأى مدرب فى العالم.
ما رأيك فى اختيار مدرب أجنبى للمنتخب؟
بالتأكيد أن أنحاز للمدرب الوطنى، لكن الأجواء الآن والطريقة والتفكير والسوشيال ميديا، باتت تشكل مصدر قلق وتتدخل فى قرارات، حققنا انجازات مع الجوهرى وحسن شحاتة ودائما المدرب الوطنى يصنع الفارق، ولدينا كفاءات وفكر مختلف والمدرب الوطنى حاسس بالبلد وعايش مع الأجواء والجماهير، ولكن الظروف الآن غير متهيئة.
برأيك ما سبب تراجع مستوى الكرة المصرى الآن على المستوى الأفريقى وهل الأزمة فى المواهب أم المدربين؟
المشكلة تبدأ من قطاعات الناشئين، يجب أن يكون اللاعب لديه أساسيات كرة القدم، دائما يتم توجيه اللوم إلى المدرب، هناك دور كبير على المدرب والجهاز الفنى بالتأكيد والموضوع صعب، لكن أين اللاعب، يجب أن يكون اللاعب على قدر المسؤولية ولديه رغبة فى التألق، مجهود المدرب وحده لا يكفي.
أمر صحى أن يكون هناك علاقة حب بين اللاعبين والمدرب، ودائما أقول للاعبين " أى حد هيكسب الفريق هو الأقرب لقلبي"، لدينا نظام مختلف هناك بصمة للاعبين قبل التدريبات ويجب أن يقضوا سبع ساعات يوميا فى النادي.
ما تقييمك لتجربة موسيمانى مع الأهلي؟
موسيمانى مدرب محترم صنع انجازات مع الأهلى وأرقامه تتحدث عنه، ولكنى أعرف جماهير الأهلى جيدا، هى دائما ذواقه لا تريد المكسب فقط ولكن تطمح أيضا إلى الأداء الممتع، تريد كل شئ بطولات ومكسب وأهداف وكرة حلوة، فى النهاية الأمر انتهى برضاء الطرفين فى هذا الوقت، وموسيمانى استفاد من الأهلى والنادى أيضا استفاد بحصد البطولات، ولكن طموح الأهلى اختلف بات يبحث عن الأداء الممتع مع النتائج والبطولات، واللاعبين الموجودين فى الأهلى حاليا قادرين على تحقيق ذلك، " يقدروا يعدلوا مزاج الجماهير".
ما رأيك فى تجربة إيهاب جلال مع المنتخب؟
أحب وأحترم إيهاب جلال على المستوى الشخصى، ولكن اتظلم فى الظروف التى جاء فيها كانت صعبة، هو مدرب كبير.
من هو مثلك الأعلى فى التدريب؟
جوارديولا وسيميونى، أحب جدا، فى القوة الدفاعية والكرة الهجومية، وأتمنى أن أقدم مزيجا بين هذا الثنائى وهذا ما يشمل شخصية الفرق.
من سيحسم الدورى هذا الموسم برأيك؟
لسه بدري.
كيف تابعت القمة؟
الأهلى كان قادرا على حسم المباراة فى الشوط الأول ولكن اللاعبين شعروا أن اللقاء سهل ولذلك تصعبت المسؤولية وتقدم الزمالك، ولكن عندما شهر الأهلى بالخطر وصعوبة اللقاء نجح فى التعادل، ودائما يجب أن تنهى اللقاء عندما تتاح لك الفرصة.