وجهت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، التهنئة للعاملين بالوزارة، وذلك في كلمتها بمجلة التنمية الإدارية الصادرة عن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بمناسبة اليوم العالمي للخدمة العامة، وجاء نص الكلمة:
وقالت الوزيرة :"أتقدم بخالص التهنئة لكل الموظفين في الوزارات المصرية وبخاصة في وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للخدمة العامة".
وفي هذه المناسبة ونحن نحيا الآن في عهد الجمهورية الجديدة، أود أن أقول بأن وزارتنا – وزارة الهجرة – منذ أن عادت بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبتمبر عام 2015، لم تدخر جهدًا في العمل على رعاية الجاليات المصرية حول العالم، وربط المصريين بالخارج بالوطن الأم، وتعزيز مشاعر الوطنية والانتماء لديهم، حتى أصبحت الظهير الحكومي لوزارات الدولة.
وقد جاء قرار عودة وزارة الهجرة، تلبية لنداءات المصريين بالخارج بهدف تكوين رأي عام وطني، يساند القضايا الوطنية والقومية والاستفادة من خبرات المصريين بالخارج في شتى مجالات التنمية، ولتدعيم الروابط السياسية والاجتماعية والاقتصادية بينهم وبين الوطن الأم وبين بعضهم البعض، فضلا عن وضع سياسة شاملة لهجرة المصريين للخارج في ضوء أهداف التنمية المستدامة وصالح البلاد، ولوضع سبل مواجهة الهجرة غير الشرعية وتشجيع سبل الهجرة الآمنة عبر العديد من الفعاليات. وفي ضوء ذلك، أصبحت الوزارة الجهة المختصة بإدارة ورعاية شئون المصريين المقيمين خارج الحدود الجغرافية للدولة المصرية، في إطار من التنسيق والتعاون مع الوزارات والهيئات والجهات الحكومية الأخرى، كما عملت منذ انطلاقها على تسهيل التواصل مع المصريين بالخارج بالسبل المتاحة كافة.
فمنذ اللحظة الأولى التي كُلفت فيها الوزارة بمسئولية رعاية المصريين بالخارج، قررنا العمل على ربط الطيور المهاجرة بوطنهم، فعملنا على استقطاب العقول النيرة من خبراءنا وعلماءنا بالخارج عبر إطلاق المؤتمر الوطني "مصر تستطيع"، ليتحول الحلم إلى حقيقة بستة إصدارات بدأت من الغردقة بالمؤتمر الأول للعلماء المصريين بالخارج، مرورًا بقاهرة المعز التي شهدت "مصر تستطيع بالتاء المربوطة"، ثم طيبة عاصمة مصر الفرعونية "محافظة الأقصر" التي شهدت "مصر تستطيع بأبناء النيل"، وصولًا لمدينة الغردقة التي شهدت النسخة الرابعة "مصر تستطيع بالتعليم"، ثم القاهرة مرة أخرى في النسخة الخامسة "مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية"، ومؤخرا النسخة السادسة "مصر تستطيع بالصناعة" التي عقدت بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وإيمانا منّا بأن الجاليات المصرية حول العالم قوة ناعمة ومؤثرة، فقد حرصنا على إدماجها في كل القضايا الوطنية والمشروعات القومية مثل دعم حق مصر مياه النيل، والإسهام في المشروع القومي العظيم "حياة كريمة" لتنمية وتطوير قرى الريف المصري والمناطق الأكثر احتياجًا.
كما أننا لم نغفل أبناءنا من الشباب المصري المقيم بالخارج، في ظل توجه الدولة المصرية نحو تمكين الشباب وضخ دماء جديدة منهم في كل مؤسساتها، فقد وضعنا نصب أعيننا أبناء الجيلين الثاني والثالث للمصريين بالخارج، وقمنا بوضع برامج تضم تنظيم ملتقيات ومعسكرات لتوعيتهم بالتحديات التي تواجه وطنهم وبمقتضيات الأمن القومي المصري والاطلاع على الإنجازات وما وصلت إليه مصر من تطور وتنمية، هذا إلى جانب إطلاق الاستراتيجية الوطنية لشباب مصر الدارسين بالخارج، والتي جاءت لخلق مكون رئيسي لجميع الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الوزارة لأبناء الدارسين بالخارج، وكذلك إنشاء مظلة واحدة تجمع أبناء المصريين المغتربين لزيادة ربطهم بوطنهم، علاوة على إطلاق مركز وزارة الهجرة للحوار للشباب المصريين الدراسين بالخارج ليعمل كمظلة حوارية ومعرفية خاصة بشبابنا في الخارج لمتابعة متطلباتهم ومواجهة أي أفكار مغلوطة عن مصر.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أدركنا أن أبناءنا يتعرضون لمحاولات لطمس هويتهم العربية والمصرية، لذلك أطلقنا مبادرة "اتكلم عربي" لعدة مراحل عمرية، والتي حظيت برعاية كريمة من رئيس الجمهورية، حيث استهدفنا من هذه المبادرة مواجهة حرب طمس الهوية لأبنائنا وأطفالنا بالخارج من خلال تعريفهم بتراث وتاريخ وطنهم مصر وأهم مدنها والمناسبات الوطنية والدينية التي يحتفل بها المصريون، إلى جانب تعريفهم بكل إنجازات الدولة، وهذا يتم تنفيذه من خلال تنظيم معسكرات دورية لهم، ومن خلال إصدار تطبيق إلكتروني للمبادرة على الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب اللوحي بأنظمتها المختلفة.
وأنتقل الآن للحديث عن واحد من أهم ملفات الوزارة، وهو ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية، فقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لم تشهد خروج مركب هجرة غير شرعية منذ عام 2016، ثم أطلق المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" وكلف الوزارة بتنفيذها في ختام النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم 2019، بهدف التوعية من مخاطر الهجرة غير الشرعية وسبل الهجرة الآمنة في المحافظات الأكثر تصديرًا لتلك الظاهرة، وكان من أهم نتائج تنفيذ المبادرة هو تدشين المركز المصري الألماني للهجرة والوظائف وإعادة الإدماج الذي يقدم التدريب والمشورة من أجل التعريف بسبل الهجرة الآمنة وتوفير فرص عمل للشباب المصري تواكب متطلبات سوق العمل الألمانية، إلى جانب دراسة إقامة نماذج مشابهة له.
ولأن رعاية الصالح العام للمصريين بالخارج هو أهم الركائز التي تقوم عليها الوزارة، فقد أقمنا تعاونا كبيرا مع الجهات المعنية لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية بشمول المصريين بالخارج تحت مظلة تأمينية وتم إصدار أول وثيقة تأمين للمصريين بالخارج، حتى وصل عدد الذين حصلوا عليها إلى أكثر من 200 ألف مواطن بالخارج حتى الآن منذ انطلاقها مطلع العام الجاري وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية والهيئة العامة للرقابة المالية واتحاد شركات التأمين، كما وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار بإطلاق مُدد الإعارات والإجازات الخاصة بدون أجر للعمل بالخارج، وذلك بناء على مقترح وزارة الهجرة وبالتعاون مع الوزارات المعنية والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة استجابة لطلبات المواطنين.
وأخيرًا، أود أن أشير إلى أنه في خضم ذلك كله، لم نغفل بالطبع الأزمة الروسية-الأوكرانية وتداعياتها على أبنائنا الطلبة المصريين الدارسين في أوكرانيا، حيث حرصنا منذ اللحظة الأولى على تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بضرورة توفيق أوضاع أبنائنا الطلبة العائدين من أوكرانيا، واستجبنا لاستغاثاتهم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي لإلحاق عدد منهم بالجامعات الأهلية المصرية".
كلمة وزير الهجرة