أكرم القصاص - علا الشافعي

أميرة خواسك

عطية وأمثاله!

الأحد، 26 يونيو 2022 12:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أن أطلق مبروك عطية رسالته التي بشرنا فيها قائلًا لهذا وجبت الإجازة، وقد أعود أو لا أعود، لم يتحمل سوى ساعات قليلة يبتعد فيها عن الأضواء ليعود ويطل مرة أخرى بڤيديو جديد أكثر استفزازا، وأنا هنا لن أتناول ما يردده هذا الرجل ، فمن الواضح انه يستمرئ ما يثار حوله ، خاصة وقد نجح في تحويل الأمر لسيجال بين أنصار الحجاب وبين وأنصار الحرية .

المشكلة هنا ليست في مبروك عطية وحده ، لكنها فيه وفي أمثاله وفيمن ينشرون ويرفعون سعره ، ويمنحوه وقتا على الشاشات ، ويجعلون من أسلوبه المبتذل أمرا واقعا مفروضا علينا ، ولا بأس من حين لآخر أن يُحدث فرقعة إعلامية لا ينسى أن يذكرنا فيها انه أستاذ جهبذ وانه ينتمي لمؤسسة دينية وعلمية كبيرة ، بينما المؤسسة التي ينتمي إليها وهي جامعة الأزهر لم نسمع لها صوتا ولا تعليقا حتى الآن يوضح موقفها مما يفعله هذا الرجل !

منذ عدة سنوات قام صديق لأسرتي اعتاد عمل خاتمة قرآن وتواشيح دينية وغيرها ، واعتقد أن وجود شخصية دينية مثل مبروك عطية ستزيد هذه الليلة روحانية وبهاءا ، اجتهد الرجل حتى استطاع الوصول للسيد عطية ، الذي أحاله إلى سكرتيره الخاص ، وكانت المفاجأة أن للسيد مبروك عطية ثلاث شروط لحضور هذه الخاتمة .

أولا مبلغا كبيرا من المال ، وثانيا ، سيارة تقله ذهابًا وإيابا ، وأخيرا عشاءا فاخرا !! بهت المضيف الذي ينتمي هو الآخر إلى الأزهر ، وتعجبنا جميعا ففي ذلك الوقت لم يكن يتقاضى المال سوى المقرئين ، ولكن يبدو أن الأمر أصبح حرفة، وبنفس منطق الحرفة يدلي مبروك عطية بدلوه على الطريقة السينمائية أي " الجمهور عاوز كده   " لهذا ليس من المستغرب تلك الألفاظ النابية التي تصدر عنه ولا العبارات السوقية ، ولا التلميحات الخارجة التي يستخدمها بسبب وبدون ، ولا توزيع صكوك الغفران أو عذاب النار !

العيب إذن ليس في مبروك عطية ، لكن العيب في القنوات التي تفتح له أبوابها ، وتجعله يسحب بسطاء الناس إلى مزيد من الجهل والتخلف ، والعيب في المال والشهرة التي يمكن له ولأمثاله ابتذال أنفسهم وقلب الحقائق وتشويه صورة الإسلام من أجل حفنة دولارات!

هذه المهزلة يجب أن تتوقف فورا، والمسئولية هنا ليست مسئولية تلك القنوات أو حتى مسئولية الدولة أو جامعة الأزهر ، لكن آن الأوان إن يصطف المستنيرون في هذا البلد صفا واحدا بدلا من هذا التشتت للوقوف في وجه مبروك عطية وأمثاله للحد من تلك القوة التي تجر ملايين الناس إلى الخلف ، فتلك الخلافات والمعارك التي يثيرونها ويدفعوا المجتمع إليها دفعا قد حسمت منذ عشرات السنين ، وبدلا من أن نتقدم إلى الحاضر والمستقبل يعودون بنا قرونا إلى الوراء !

هؤلاء لن ينفع معهم حوار ولن يجدي جدال ، فالأمر كله يدور حول المادة والمنفعة ، لكن الواجب الآن هو عمل جبهة موحدة في مواجهة هذا التشوية الذي يكاد يكون متعمدا حتى نظل في خلافات عقيمة لا طائل منها سوى تشويه العقول .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة