استطاع قاتل الفتاة نيرة أشرف، أن يصنع حالة من التعاطف معه على صفحات التواصل الاجتماعى، بعد أقواله فى المحكمة، ورغم اعترافه بجريمته البشعة وأنه فعلها وهو فى كامل وعيه، إلا أنه وللأسف استطاع خلق حالة من التعاطف معه واستطاع أن يضع نفسه فى موقع الضحية بكلماته المسمومة مثل «كنت بصرف عليها وما كنتش مخليها عاوزة حاجة، وأعرفها وهى شغالة موديل، وأهلها قالولى منك ليها، وأنا كنت مرحلة ومحطة فى حياتها، ولو ما كنتش قتلتها كانت هتقتلنى هى، والكلمة الأكثر صعوبة هى «أمها هى السبب».
وهنا أتعجب من هذه الكلمات الشيطانية، كيف يجرؤ على اتهام أم منكوبة فى أغلى ما لها فى الحياة، يذبحها فى وضح ثم يتهم الأم أنها السبب، ويتهم الضحية بأنها كانت ستقتله، ويخوض فى تفاصيل حياتية ويصور ضحيته فى هيئة الفتاة سيئة السلوك وكأنها تلاعبت بمشاعره واستغلته؟! كيف استطاع الجانى أن يذبح نيرة مرة أخرى بأقواله فى المحكمة بعد أن ذبحها بسكين فى الشارع؟! وكيف ننقل كلامه على أنه حقيقة ونصدقها ونتعاطف معها؟!
القاتل شيطان استطاع تنفيذ جريمته فى وضح النهار وأمام المارة وبتخطيط مسبق، ومن ينفذ جريمة كهذه يستطيع أن يؤلف عشرات السيناريوهات ويختلق عشرات القصص الكاذبة حتى يبرئ ساحته، من يقتل يكذب بمنتهى الإتقان، لكن هنا يبقى دور المجتمع، الذى يجب عليه التصدى لهذه الأكاذيب ورفضها وعدم التعاطى معها قبل أن يتحول الجانى لمجنى عليه وتتحول الضحية لجانى، الاستماع لأقوال الجان حق أصيل فى القضية ودفاعه عن نفسه طبيعى لكن غير الطبيعى هو تداوله على أنه حقائق والانفعال به، وبدء توجيه أصابع الاتهام للضحية وأهلها غير إنسانى، القاتل مجرم مهما كانت دوافع الجريمة، وأقواله بنسبة كبيرة أكاذيب لا يمكن تصديقها بسهولة وحتى إن صدق، يجب أن نتريث قبل الانفعال والحكم حتى لا يختلط الحابل بالنابل وتضيع الحقائق فى الفضاء الإلكترونى.