محطات صنعت تاريخ العلاقات المصرية العمانية.. سفير عمان لـ"اليوم السابع": مصر تلعب دورا مهما بالمنطقة.. وزيارة الرئيس السيسى للسلطنة انطلاقة لمزيد من العمل المشترك.. والملف الاقتصادى يحتل جانبا كبيرا من النقاشات

الإثنين، 27 يونيو 2022 12:29 م
محطات صنعت تاريخ العلاقات المصرية العمانية.. سفير عمان لـ"اليوم السابع": مصر تلعب دورا مهما بالمنطقة.. وزيارة الرئيس السيسى للسلطنة انطلاقة لمزيد من العمل المشترك.. والملف الاقتصادى يحتل جانبا كبيرا من النقاشات عبدالله بن ناصر الرحبى
كتبت - إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس فى بناء الكيان والصف العربى، وهى لم تتوان يومًا فى التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وإنها لجديرة بكل تقدير".. بهذه العبارة وصف السلطان الراحل قابوس بن سعيد مكانة مصر بالمنطقة.
 
تأسيسًا على تلك العلاقات المتميزة التى تربط مصر وسلطنة عمان، يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارته الثانية للسلطنة والأولى فى عهد السلطان هيثم بن طارق، وبلا شك أنها تأتى فى ظروف استثنائية تمر بها المنطقة جاءت انعكاسًا لما يشهده العالم من تحديات ما يضفى على هذه الزيارة أهمية خاصة.
 
وحول هذه الزيارة قال السفير عبدالله الرحبى، سفير سلطنة عمان لدى القاهرة، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للسلطنة، هى ترجمة للتاريخ الكبير من الترابط والاحترام والتقدير ما يربط بين البلدين فى نظرتهما للقضايا الدولية المهمة فهى رؤية متشابهة، فكلا البلدين يؤمنان بأهمية معالجة القضايا والإشكاليات الدولية بالحوار والسلام هذه الرؤية المشتركة ما جعلت العلاقات ثابتة ومتطورة ولم تشهد أى انكسارات.
 
وأضاف «الرحبى»، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن هذه الزيارة ستكون انطلاقة إلى مزيد من التنسيق والعمل المشترك، والبرنامج المعد لزيارة الرئيس الذى يحتل الملف الاقتصادى جانبا مهما منه، وسيلتقى خلال زيارته بمجموعة من رجال الأعمال العمانيين.
 
وقال إن عمان ترحب بالرئيس السيسى الذى يحل ضيفًا عزيزًا على السلطنة، اليوم الاثنين، بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، القلوب مفتوحة قبل الأبواب لفخامة الرئيس، فى زيارته الثانية له لسلطنة عمان والأولى فى عهد السلطان هيثم.
 
وأضاف أن هذه الزيارة تأتى فى وقت يعيش فيه العالم اضطرابا ويواجه تحديات كبيرة، لذلك المحور الأساسى هو كيفية التنسيق من أجل أن تجتمع الأمة العربية كصف واحد، وتحافظ على أمن واستقرار شعوبها، فمصر تلعب دورًا مهمًا بالمنطقة وعمان أيضًا لها تجربتها السياسية المرتكزة على ثوابت مهمة، ولعل من أبرز الثوابث المشتركة بين الدولتين تأكيدهما على احترام القانون الدولى وإيمانهما بالحوار السلمى لحل الخلافات، ما جعل الدولتين موضع احترام وتقدير دول العالم.
 
واستكمل «الرحبى»: لا شك أن الملف الاقتصادى يفرض نفسه بقوة فى هذه المرحلة، ولذا ستكون له الأولوية فى النقاش أثناء زيارة الرئيس السيسى، وقد تنامت فى الفترة الأخيرة الزيارات المتبادلة فى هذا الجانب، فهناك الكثير من الوفود العمانية قد زارت مصر للاطلاع على الفرص الاستثمارية، كان آخرها وفد من رجال الأعمال العمانيين أعضاء غرفتى تجارة سحار وعمان، حيث عقدوا لقاءات مع رجال أعمال مصريون بالتنسيق مع هيئة الاستثمار واطلعوا على كثير من فرص الاستثمار خاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة، وهناك أيضا رجال أعمال مصريين قاموا بزيارات للسلطنة بالتنسيق مع السفارة. إن مثل هذه الزيارات سواء على مستوى رجال الأعمال أو المسؤولين بالحكومتين ستفضى بلا شك إلى نتائج تصب فى صالح شعبى الدولتين.
 
وشدد السفير، على خصوصية العلاقات التى تجمع مصر والسلطنة، مشيرًا إلى الروابط التاريخية بين البلدين، والتى تعود جذورها إلى عصر الفراعنة، مؤكدًا أن هذه العلاقة ثابتة ومتجذرة وتنمو بشكل مستمر، والسلطنة تكن لمصر التقدير والاحترام على المستويين الشعبى والرسمى.
 
وأشار «الرحبى»، إلى أن هناك محطات مهمة تاريخية فى مسار العلاقة بين الدولتين، وفى العصر الحديث منذ تولى السلطان الراحل قابوس بن سعيد فى سبعينيات القرن الماضى، ومواقف عمان تجاه مصر عالقة بأذهان المصريين، وهذه العلاقات تزداد نموًا يومًا تلو الآخر.
 
وأوضح أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، للسلطنة هى ترجمة للتاريخ الكبير من الترابط والاحترام والتقدير ما يربط بين البلدين فى نظرتهما للقضايا الدولية المهمة فهى رؤية متشابهة، فكلا البلدين يؤمنان بأهمية معالجة القضايا والإشكاليات الدولية بالحوار والنقاش السلمى، وهذه الرؤية المشتركة جعلت العلاقات الثنائية راسخة ومتطورة ولم تشهد أى انكسارات.
 
وأكد «الرحبى»، أن مثل هذه الزيارات المتبادلة مهمة للتنسيق بين البلدين فيما يتعلق بتطوير العلاقات بما يلبى تطلعات الشعبين.
 
وقال الكاتب الصحفى العمانى الدكتور أحمد بن سالم باتميرا، إن العلاقات العمانية المصرية تاريخية ووثيقة ومستمرة، موضحًا أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لسلطنة عمان امتداد طبيعى لمتانة هذه العلاقات الثنائية الوثيقة، وتتويجا لعشرات اللقاءات والاتصالات بين قادة البلدين الشقيقين فى السنوات السابقة.
 
وأكد أن زيارة ومحادثات الرئيس عبدالفتاح السيسى، للسلطنة ولقاءه مع السلطان هيثم بن طارق المعظم، تكتسب أبعادا مهمة ومحورية فى العلاقات الثنائية الطيبة من جهة، وما تمر به المنطقة العربية والعالم من أحداث وتطورات تتطلب من قيادتى البلدين مناقشتها بكل وضوح وشفافية للمِّ الشمل العربى وتجاوز الأزمات والتحديات، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة أن القمة المصرية العمانية تأتى وسط حراك سياسى ودبلوماسى عربى قبل انعقاد القمة الأمريكية مع قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعراق فى المملكة العربية السعودية الشهر المقبل.
 
وأضاف «باتميرا»، أن العلاقات المصرية العمانية قديمة وراسخة وتزداد رسوخا وثباتا فى عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبدالفتاح السيسى، مع هذه الزيارة لمسقط، فالتنسيق الكامل والتشاور الدائم هو سمة العلاقات بين البلدين الشقيقين على مختلف المستويات، مؤكدًا أن العلاقات ستبقى متميزة وراسخة لأنها مستمدة وراسخة من تاريخ طويل وأحداث مهمة حصنت هذه العلاقات عبر سلسلة من الوقائع التى لا يمكن نسيانها أو تجاهلها.
 
وأشار إلى أن تطلعات الشعبين الشقيقين المصرى والعمانى لهذه الزيارة ونتائجها كبيرة، لذا نتطلع لتعاون وثيق بين البلدين لتطوير العلاقات الثنائية فى كل المجالات.
 
ومن جانبه، أكد المحلل السياسى العمانى عوض باقوير، رئيس جمعية الصحفيين العمانيين سابقًا، أن هناك قرونًا من التواصل الحضارى بين العمانيين والأسر الفرعونية، وكان اللبان سلعة استراتيجية لعبت دورا كبيرا فى تقوية أواصر التعاون بين مصر وسلطنة عمان وتواصلت العلاقات بين البلدين منذ ذلك التاريخ لتواصل قوتها فى العصر الحديث.
وأضاف أن الشعب المصرى الشقيق لا يزال يتذكر بكل المحبة والتقدير موقف سلطنة عمان الداعم لمصر خلال عملية السلام المعروفة باسم معاهدة كامب ديفيد، والتى استعادت من خلالها مصر أراضيها فى سيناء، كما أن التنسيق السياسى والتعاون الاقتصادى والتعليمى متواصل بين القاهرة ومسقط وعلى ضوء ذلك فإن الزيارة المهمة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى سلطنة عمان، ولقاءه بالسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، تعكس أهمية تلك العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وأيضا هناك شعور متبادل بالمحبة بين الشعبين المصرى والعمانى وهناك آفاق واعدة لمزيد من التعاون فى كل المجالات.
 
وعلى الصعيد الاقتصادى، أوضح «باقوير» أن اللجنة المصرية العمانية ومجلس رجال الأعمال سوف يكون له إسهامه المميز فى المجال الاقتصادى والاستثمارى، خاصة أن هناك عددا من الشركات المصرية تعمل فى سلطنة عمان وهناك علاقات تعليمية راسخة، كما أن التنسيق السياسى متواصل، وهناك تقدير كبير للدور المحورى للشقيقة مصر فى ظل المتغيرات السياسية التى يمر بها العالم العربى، ومن هنا تعد زيارة الرئيس السيسى إلى عمان ولقائه المهم مع السلطان هيثم بن طارق والمسؤولين فى البلدين جانبًا من الأهمية من حيث التوقيت ومن حيث الظروف السياسية والتوتر الذى يميز منطقة الخليج العربى بشكل خاص فى ظل التوتر بين إيران والكيان الإسرائيلى وأيضًا تعثر مفاوضات الملف النووى الإيرانى، وهنا تعد التحركات من جانب القيادات العربية من الأهمية بمكان خاصة القيادة المصرية على اعتبار أن مصر تاريخيا تمثل الثقل العربى على صعيد الاستعداد الرسمى والشعبى والإعلامى، فهناك ترقب إيجابى لزيارة الرئيس السيسى التى تعد الأولى منذ تولى السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم فى الحادى عشر من يناير 2020 بعد رحيل السلطان قابوس بن سعيد مؤسس الدولة العصرية فى سلطنة عمان، فهناك استعداد إعلامى واضح وتخصيص صفحات لآراء الخبراء والمتخصصين حول مسار العلاقات العمانية المصرية وأهمية الزيارة، كما أن شبكات التواصل الاجتماعى تواصل الحديث عن الزيارة وأهميتها وتوقيتها، كما أن الشعب العمانى يهتم بالزيارة فهو يكن التقدير والاحترام للقيادة والشعب فى مصر، فى إطار تلك العلاقة التى ظلت مستقرة وجيدة منذ عقود وسوف تكون للزيارة نتائج مهمة، وقد تكون هناك اتفاقيات ومذكرات تفاهم على صعيد الاقتصاد والتجارة والاستثمار المشترك وفى مجال التعليم وبقية المجالات المختلفة، علاوة على تطابق وجهات النظر حول مجمل القضايا العربية والإقليمية.
 
وتابع أنه بالنسبة لانطباع الشعب العمانى حول الزيارة، فالشعب يرحب بالرئيس السيسى، خاصة أن هناك أواصر محبهة وتعاون وتقدير بين الشعبين، ولعل هذا التقدير ينعكس على حب العمانيين لمصر وشعبها وتقدير قيادتها السياسية، وتعد شبكات التواصل الاجتماعى هى انعكاس لرأى الناس حيث تصدرت صور الرئيس المصرى عددا من الشبكات الإخبارية مع الإشارة إلى أهمية اللقاء المرتقب بين السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان والرئيس عبدالفتاح السيسى، كما أن هناك اهتماما إعلاميا كبيرا بالزيارة وانطباعات المتخصصين والمواطنين عنها وأهميتها وانعكاسها على مجمل العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وأهمية دفعها إلى مزيد من التعاون فى كل المجالات خاصة الاقتصادية والتعليمية والإعلامية.

 

محطات تاريخية فى العلاقات الثنائية بين مصر وسلطنة عمان

1984
جاءت العبارة التاريخية للسلطان الراحل قابوس، خلال كلمته التى ألقاها بمناسبة العيد الوطنى الـ14 للسلطنة، فقال: «لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس فى بناء الكيان والصف العربى، وهى لم تتوان يوما فى التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وأنها لجديرة بكل تقدير».
 
2013
زيارة يوسف بن علوى بن عبدالله، الوزير المسؤول عـن الشؤون الخارجية، إلى مصر عام 2013، وكان فى استقباله المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية آنذاك، ليوجه رسالة إلى العالم بمواصلة دعم الأمن والاستقرار فى مصر.
 
2015
شاركت السلطنة بوفد رفيع المستوى فى حفل تنصيب الرئيس السيسى فى المؤتمر الاقتصادى الذى عقد بشرم الشيخ، وافتتاح قناة السويس الجديدة فى 6 أغسطس.
 
2017
زيارة وزير الخارجية سامح شكرى إلى سلطنة عمان.
 
كما صدر فى يناير قرار السلطان قابوس بالتوجيه لحكومته بتسهيل العقبات التى تواجه العمالة المصرية فى السلطنة وأمر السلطان بدراسة المشروعات المعروضة من الجانب المصرى لإنشائها بمصر ورصدت 250 مليون دولار للاستثمارات فى مصر.
 
2017
فى إبريل جاءت زيارة يوسف بن علوى الوزير السابق المسؤول عن الشؤون الخارجية، حيث التقى مع الرئيس السيسى، ثم جاءت زيارة سامح شكرى للمرة الثانية للسلطنة فى 14 نوفمبر من العام ذاته، فى إطار جولته العربية، لتؤكد متانة العلاقة بين البلدين.
 
2018
الزيارة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سلطنة عمان منذ توليه الرئاسة، ومثلت محطة مهمة فى مسيرة العلاقات الثنائية، أكدت خصوصية العلاقات بين البلدين.
 

قيمة صادرات سلطنة عمان للسوق المصرى

قيمة صادرات سلطنة عمان للسوق المصرى، فى حين تصل الواردات من مصر إلى 48 مليون ريال عمانى بنهاية عام 2016، وهناك تعاون ملحوظ بين رجال الأعمال المصريين والعمانيين، فعدد من الشركات المصرية الكبيرة تقوم بمشروعات ضخمة فى سلطنة عمان فى مجالات البنية التحتية ومشروعات الطرق والصرف الصحى والاستثمار العقارى السياحى، مثل شركة بتروجت وشركة المقاولات المصرية وشركة المقاولين العرب.

الاستثمارات العمانية فى مصر

تشكل الاستثمارات العمانية جزءا مهما من الاستثمارات الخليجية والعربية فى مصر، حيث يبلغ حجم الاستثمارات العمانية فى مصر 77.5 مليون دولار، حيث توجد 92 شركة عمانية فى مجالات الصناعة والسياحة والإنشاءات والزراعة، فى حين تبلغ الاستثمارات المصرية بالسوق العمانى 680 مليون دولار تقوم بها 142 شركة متخصصة فى مجالات البنية التحتية ومشروعات الطرق والاستثمار العقارى.
 
 
 
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة