قال المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الثلاثاء، إن المحادثات التي أجريت خلال قمة مجموعة دول السبع بولاية "بافاريا" كانت مركزة وبناءة، مشيرا إلى أن قادة المجموعة أعلنوا عزمهم وحرصهم على التصدي للهجوم الروسي على أوكرانيا والذي بدأ منذ أكثر من 100 يوم.
ومجموعة الدول الصناعية السبع، هي عبارة عن ملتقى سياسي حكومي دولي يضمّ (كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة)، ويُعتبر أعضاء المجموعة أكبر الاقتصادات المتقدمة في العالم وفقًا لصندوق النقد الدولي وأغنى الأنظمة الديمقراطية الليبرالية.
واعتبر شولتز - خلال مؤتمر صحفي في نهاية القمة - القصف الذي شهدته العاصمة الأوكرانية (كييف) أمس والذي استهدف أحد المراكز التجارية وراح ضحيته العديد من الضحايا، بمثابة دليل على الاعتداءات الوحشية ضد أوكرانيا، مشددا على أن الجميع يعلم جيدا أن قمة السبع تقف في صف أوكرانيا لتقديم الدعم لهذه الدولة.
وأوضح أنه تم خلال محادثات القمة الوضع في الاعتبار عواقب الهجوم الذي بدأ في 24 فبراير الماضي، مضيفا أنه لم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء أي أن العالم لن يعد كما كان عليه قبل الحرب.
ولفت إلى أن العالم يواجه اليوم تحديات ولهذا فإن التعاون يعد أمرا ضروريا، مؤكدا ضرورة وجود شركاء جيدين وأصدقاء، مضيفا أنه كان يشعر بالقوة خلال المناقشات التي أجريت في القمة وخلال المحادثات الثنائية وحتى في اللحظات غير الرسمية حيث إن القمة تمكنت من جمع الدول التي عقدت العزم على التعاون والتي تتفهم بعضها البعض بشكل تام.
وأشار أيضا إلى أنه يجب أن يستمر الحوار مع الدول التي كانت مدعوة للقمة مثل جنوب أفريقيا والأرجنتين وفيتنام وغيرها من الشركاء من أجل الوصول إلى هدف تحقيق الديمقراطية وتعزيزها لأهميتها التي يعرفها الجميع.
وقال المستشار الألماني إن هناك عدة رسائل ناتجة عن قمة مجموعة السبع: الأولى تتلخص في أن مجموعة السبع متحدة في دعمها لأوكرانيا، قائلا "نحن متحدون للتأكيد على أنه لا يجب أن يفوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه الحرب، يجب أن نواصل فرض العقوبات على هذا النظام، لذلك فإن الثمن سيصبح عاليا للغاية له".
وأضاف شولتز أنه يجب النظر فيما تفعله روسيا، لأنه من أجل الحفاظ على السلام في العالم، فإنه يجب أن يسود دور القانون كما أنه يجب ألا يكون هناك انتهاك لحدود أي دولة.
وأشار إلى أنه تم اتخاذ قرار بتنظيم المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا، موضحا "أننا نرغب في جمع 29 مليار دولار لهذا الأمر، بالإضافة إلى تعزيز المساعدات الإنسانية وتسليم الأسلحة لأوكرانيا".
ويرغب المستشار الألماني في تنفيذ ما يسمى بـ"خطة مارشال لأوكرانيا"، حيث تريد مجموعة السبع مساعدة أوكرانيا على إعادة البناء بعد الحرب.
ونوه المستشار الألماني إلى أن مجموعة السبع تقف "بشكل وثيق وثابت إلى جانب أوكرانيا"، وهذا ينطبق على كل من حالة الحرب الحالية وشحنات الأسلحة وإعادة الإعمار بعد الغزو الروسي.
وقال إنه تم النظر أيضا خلال القمة على جهود إعادة إعمار أوكرانيا في أعقاب ذلك، مشددا على الحاجة إلى وضع خطة من أجل هذا ثم تنفيذها.
وأوضح أن الرسالة الأخرى تتلخص في أنه يجب أن نكافح سويا ضد الجوع في العالم.. مشيرا إلى أن هذا يعد تحديا والذي تفاقم بسبب تداعيات الأزمة الأوكرانية حيث إن العديد من الأشخاص متخوفون من عدم مقدرتهم على إطعام ذويهم.
وأكد أنه في الوقت الحالي يوجد ملايين الأشخاص الذين لا يحصلون على الغذاء الكافي بالإضافة إلى تأثرهم بالوضع الذي تسببت فيه الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن هذا يعد تهديدا كبيرا للعديد من الدول وخاصة الدول الأفريقية.
وقال إن هذا هو السبب في تشكيل تحالف للدعم الغذائي والذي تم تبنيه وإعداده مع السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لذلك يمكن أن يتم إرسال السماد والمحاصيل في أوكرانيا لباقي العالم.
وتابع المستشار الألماني أنه سيتم البدء بمعاونة الدول التي تحتاج للاستثمار في التحول نحو الهيدروجين -على سبيل المثال- كمصدر للطاقة، والبحث في إمكانات الوفاء بأهداف قمة المناخ لعام 2021 لتقليل العواقب البيئية.
وأكد أنه على علم بوجود مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالاقتصاد والتضخم وأن الكثير من الدول لديها الكثير من المخاوف وأنه كان من الضروري على قمة مجموعة السبع أن تتطرق إلى هذا الشأن، مشيرا أيضا إلى تهديدات الوضع السياسي وأنه يجب مواجهة ذلك سويا.
وأضاف أنه "لا يجب أن ننسى ما يواجهه العالم على المدى الطويل وأنه يجب إحراز تقدم وتحمل المسؤولية عالميا عن المناخ في إطار نادي عالمي مختص بهذا.. ويجب حماية الدول التي تقع على المحك فيما يخص تغيرات المناخ"، مشيرا إلى أن هذا التحرك أدى إلى شراكات مع عدة دول إفريقية بمليارات الدولارات ودول أخرى تشمل فيتنام وإندونيسيا وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة