نتابع وزارة الثقافة، هذا عملنا ودورنا ورغبتنا، ونتمنى لها أن تقدم كل مفيد وجميل، وذلك لكونها الوزارة المسئولة عن صناعة الوعي، وما أدراكم ما صناعة الوعي، ومن هذا المنطلق، لنا الحق أن نتعجب من أمر ما، هو أن وزارة الثقافة ذات يوم قامت بفعل طيب هو تتبع المخطوطات المصرية المسروقة والمهربة والمعروضة فى المزادات العالمية، وبعدما نشطت الوزارة فى هذا الأمر توقفت فجأة كأن الأمر لم يكن.
في الحقيقة نحن لا نملك سوى الأسئلة ومزيدًا من الأسئلة: لماذا توقفت وزارة الثقافة عن مراقبة المزادات العالمية بحثا عن المخطوطات المصرية المسروقة، وهل دار الكتب والوثائق القومية لا تملك مشروعا لاستعادة الكنوز الضائعة؟ وهل كان هشام عزمي يفكر بشكل شخصي؟ وهل يمكن العودة مرة أخرى للبحث والتنقيب؟ ما الذي يمنع؟
تاريخ عودة المخطوطات
نجحت دار الكتب والوثائق القومية خلال الفترة من أبريل 2018 إلى نوفمبر 2019 فى استعادة 4 مخطوطات عرضت للبيع في صالات مزادات عالمية هى: مخطوط الكافيجى "المختصر فى علم التاريخ"، والجزأين الرابع والسادس عشر من ربعة قنصوة الغورى القرآنية، وذلك من خلال التفاوض المباشر، إضافة إلى أطلس سيديد لمحمود رائف أفندى الذى عُرض للبيع في ألمانيا وسلمه وزير الخارجية الألمانى إلى وزير الثقافة المصرى أثناء زيارته الأخيرة إلى القاهرة، وأخيرًا مخطوطة الجزء السادس عشر من مخطوطة الربعة القرآنية الخاصة بالسلطان قنصوة الغورى، أحد سلاطين مصر فى العصر المملوكى، والذى حكم مصر فى الفترة ما بين عام 1501 وحتى عام 1516، وعُرض المخطوط للبيع بصالة تشيسويك الإنجليزية للمزادات.
ربعة قنصوه الغورى القرآنية
ما الذي جرى؟
كل هذه المتابعات والعودة تمت فى عهد الدكتور هشام عزمي، الذى انتدبته وزارة الثقافة لشغل منصب رئيس دار الكتب والوثائق القومية بدايات عام 2018 قبل أن يشغل أمين عام المجلس الأعلى للثقافة بعد ذلك فى سنة 2019، فهل ذلك يعني أنه لم يكن هناك مشروع فعلى لدى الوزارة؟ وأن الأمر كان ناتجا من شخص هشام عزمي؟
الأمنية والواقع
بقراءة بسيطة ستقول لنا إنه فى نحو سنة واحدة أعادت الوزارة أربعة مخطوطات مهمة، فما الذي كان سيحدث لو أننا واصلنا هذه الفكرة، كم مخطوطا كان سيعود فى السنوات الثلاثة الماضية، وفى السنوات المقبلة؟.
مخطوط الكافيجى
جميعنا يعرف أن المزادات لم تتوقف عن عرض ما لديها، منها الرسمى ومنها ما دون ذلك، وأصحاب الحق فقط هم الذين يدافعون عن حقوقهم، بمعنى أن المزادات لن تتصل بنا أبدا لتقول لنا لديها مخطوط مسروق من وزارة الثقافة، بل علينا أن نثبت أنه مسروق وأن تتدخل الدبلوماسية المصرية وأن نظهر الغضب أحيانا والتعاون أحيانا أخرى، لكن أقول لكم إن الأمر يستحق.
لا أعرف ما الذي يفكر فيه المسئولون عن هذا الملف، هل نسوا المهمة أم انشغلوا بأشياء أخرى، أم أنهم يعدون لنا مفاجأة كبرى .. فى الحقيقة لا أعرف؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة