"فرحتى فى الدنيا راحت، وضهرى اتكسر، وقلبى ادفن لحظة ما دفنت فلذة كبدى، ابنى الوحيد يتيم الأب". لم تستطيع "جهاد" وهى تروى تفاصيل وفاة ابنها الوحيد "أحمد يوسف" ابن العشر سنوات، أن تحبس دموعها لحظات.
وقالت وهي تبكي: زوجى توفى فى ريعان شبابه 37 عاما منذ عامين فجأة دون معاناته من أى مرض، وحمدت الله على قضائه، ومكثت فى منزل أسرته أربي أطفالنا ولد وبنتين "أحمد" أكبرهم، وكان فرحة عمرى، وقبل وفاته بيوم واحد ظهرت نتيجته فى الصف الرابع الابتدائي وكان متفوقا دراسيا، وصورته قبل وفاته بأيام لكى أقدم له فى اختبارات نادى الشرقية الرياضى، وتنهمر فى البكاء: قالى يا ماما عايز ابقى زى محمد صلاح.
وعن يوم الحادث الذى لن تنساه الأم ولن يمحى من ذاكرتها للأبد، قالت الأم: كنت بخاف عليه جدا وأحذره من عدم السير ناحية ترعة القرية خوفا عليه، ويوم الثلاثاء الماضى خرج للهو ولم يعد، وعندما تأخر شعرت بالخطر عليه، وخفقان فى قلبى جعلنى أشعر بوفاته، وبدأت أبحث عنه ومعايا شباب القرية، الذين عثروا عليه متوفيا فى مياه ترعة طاروط، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على شاب مشتبه فى قتل ابنى، ولن أسبق تحقيقات النيابة، سوف أنتظر التحقيقات ولدي ثقة كبيرة فى النيابة العامة ورجال الأمن أن حقى ابنى فى أيادى أمينة لكونه طفلا يتما. لم يقترف ذنبا.
فيما سرد السيد طه محامى بالقرية وجار الطفل، أن القرية كلها حزينة على المصاب الأليم الذى وقع وأبكى قلوب الجميع، على رحيل الطفل اليتيم" أحمد" دون ذنب اقترفه، موضحا أن ضباط المباحث بمركز شرطة الزقازيق، لم يتوانوا للحظات فور تلقيهم بلاغا بغياب الطفل، وحضروا للقرية وقاموا بتفريغ الكاميرا وفى ذات الوقت كانت هناك مجموعات من شباب القرية تبحث عنه وعثروا عليه جثة هامدة بمياه ترعة طاروط، ووثقت الكاميرات آخر مشادة للطفل يستقل دراجة هوائية رفقة شاب ليس من القرية، استدرجه للصيد، وبعدها اختفى الطفل، ونظرا لما هو معروف عن الشاب من سوء سلوك، أصبح لدينا اشتباه فى وجود شبهة جنائية فى وفاة الطفل، وسوف ننتظر ما تسفر عنه تحقيقات النيابة العامة مع الشاب.
تلقى اللواء محمد والى، مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد إشارة مستشفى الأحرار التعليمي، بوصول" أحمد يوسف" 10 سنوات مقيم قرية طاروط دائرة مركز الزقازيق، جثة هامدة، ادعاء حادث غرق بمياه ترعة طاروط، والاشتباه فى وجود شبهة جنائية فى الوفاة وتم التحفظ على الجثمان بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وتبين من التحريات الأولية، أن الطفل اختفى الساعة الثانية ظهرا يوم الثلاثاء الماضى، بعد أن خرج للهو بالشارع، وعندما شعرت الأم بتغيبه، حررت محضرا بعد ساعات من اختفائه بمركز شرطة الزقازيق، وفى فجر الأربعاء الماضى عثر مجموعة شباب من قريته على جثمانه بمياه ترعة طاروط جثة هامدة.
وأفادت التحريات أن كاميرات المراقبة وثقت آخر مشادة للطفل يستقل دراجة هوائية أمام شاب فى العشرينات من قرية كفر جمعة، وبتتبع خط السير تبين عودة الشاب بدون الطفل، وعثر مجموعة من شباب القرية على الجثمان بمياه ترعة طاروط، وبه آثار إصابة بالرأس، وتم انتشال الجثمان ونقله إلى مشرحة مستشفى الأحرار، وقامت الأجهزة الأمنية بالتحفظ على الشاب المشتبه فيه، وتم تحرير محضر بالواقعة، وإحالته للنيابة العامة بمركز الزقازيق التى صرحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
فيما شيع المئات من أهالى القرية والقرى المجاورة جثمان الطفل فى جنازة كبيرة خرجت من مسجد أبو السعود بالقرية، وسط حزن شديد فى المصاب الجلل الذى شهدته القرية.