تخطط أوروبا فى الوقت الحالى لتوفير الطاقة من خلال ترشيد استهلاكها وذلك بسبب الأزمة التى خلفتها الحرب فى أوكرانيا، والتى جعلت الدول الأوروبية أمام تحديات كبرى على صعيد الطاقة والثروات.
وتخطط أوروبا لتوفير الطاقة من خلال اللجوء الى ترشيد استخدام مكيفات هواء واللجوء الى المراوح مجددا، كما نصحت المفوضية الأوروبية بالعمل من المنزل ، وخفض السرعة على الطرق السريعة والتنقل بالقطار بدلا من الطائرة، وذلك لتقليل الاعتماد على النفط الروسى.
تدرس الحكومة الإسبانية حزمة قرارات تهدف إلى ترشيد الاستهلاك في الهيئات الحكومية ، وتقليل فواتير الكهرباء، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وضمن القرارات المقرر تعميمها علي العديد من الهيئات، وضع ضوابط لدرجة الحرارة في المباني العامة، وتركيب واسع النطاق للألواح الشمسية على أسطحها، وتشجيع الموظفين على العمل أكثر من المنزل.
وفي الصيف لن يكون تكييف الهواء في المكاتب قادرا على الانخفاض إلى أقل من 27 درجة مئوية، وهو ما سيجعل على الأرجح المروحة الإسبانية التقليدية عنصرًا أساسيًا في المكاتب، وفي الشتاء قد لا تتجاوز التدفئة 19 درجة مئوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة، وهي جزء من جهد على مستوى الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسى، ستشجع أيضًا موظفي الخدمة المدنية على استخدام وسائل النقل العام أو ركوب الدراجات في العمل ، وستقوم أيضًا بإطفاء الأنوار في وقت مبكر فى المبانى العامة.
وقالت وزيرة المالية الإسبانية ماريا خيسوس مونتيرو للصحفيين: "على الرغم من أن إسبانيا من بين دول الاتحاد الأوروبي الأقل اعتمادًا على الغاز الروسى، فمن الواضح أننا لسنا في مأمن من ارتفاع أسعار الطاقة".
وقال مصدر من الوزارة إن الإجراءات تهدف إلى تقليص استخدام الطاقة للإدارة المركزية للدولة الإسبانية بنسبة 25٪.
بالكاد تستخدم إسبانيا الغاز الروسي، لكن من خلال خفض استخدام الطاقة، تأمل الحكومة الإسبانية في مساعدة حلفائها على تجريد نفسها من الإمدادات الروسية من خلال إعادة تصدير المزيد من الغاز، الذى تشتريه إسبانيا من الدول المنتجة غير روسيا، حسبما قال أعضاء في السلطة التنفيذية.
ومن المنتظر أن تتلقى خطة توفير الطاقة مليار يورو (1.07 مليار دولار) من صناديق استرداد كورونا الأوروبية الملتزمة بتحسين كفاءة الطاقة فى المباني العامة الإسبانية.
وفى ألمانيا ، قررت السلطات الألمانية تشغيل محطات الفحم التى كان من المفترض أن تكون معطلة وذلك فى خطة لتأمين امدادات بديلة للغاز الروسى حتى 31 مارس 2024، مضيفة "يجب أن نكمل التخلص التدريجي من الفحم في ألمانيا بحلول عام 2030، وهذا أكثر أهمية من أي وقت مضى في الأزمة الحالية".
وفى إيطاليا ، تفرض السلطات حدودا لدرجات الحرارة لتكييف الهواء والتدفئة في المباني العامة"، ويشير وزير الإدارة العامة في إيطاليا ريناتو برونيتا، إلى أن المبادرة ستوفر من مليارين إلى 4 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا.
وفق الخطة الحكومية، فإنه بالنسبة لمكيفات الهواء، يتوقع أنه اعتبارا من 1 مايو 2022 وحتى 31 مارس 2023 سيتم منع المدارس والمباني العامة الأخرى في إيطاليا من ضبط مكيفات الهواء الخاصة بها على أقل من 25 درجة مئوية. مع عدم السماح بألا تتجاوز درجة التدفئة في المباني العامة خلال فصل الشتاء 19 درجة مئوية. ولا ينطبق هذا الإجراء على المستشفيات و دور رعاية المسنين.
ودعا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، "فرانس تيمرمانز" (Frans Timmermans)، مواطنى الاتحاد إلى خفض درجة حرارة التدفئة قليلا فى الشتاء وعدم تشغيل التكييف في وقت مبكر جدا في الصيف سيساعد في منح بوتين أموالا أقل.