أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

"الكلام" سلعة فى سوق "دعاة التنمية البشرية" تحقق أرباحاً مهولة.. كلهم "مستريحين" 3

الأحد، 05 يونيو 2022 12:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كتبت مقالين متتاليين، الأول منشور يوم 28 مايو الماضى، تحت عنوان "بعد اختفاء ظاهرة الدعاة الجدد.. انتشار خبراء التنمية البشرية والطاقة لخراب البيوت!".. والمقال الثانى منشور بتاريخ 29 مايو الماضى، تحت عنوان: "مستريحو التنمية البشرية".. تجارة بيع الكلام والشعارات والجرى وراء الأوهام! "2".حذرت فى المقالين، من خطورة تفشى ظاهرة ما يطلقون على أنفسهم "خبراء فى التنمية البشرية، وعلم الطاقة"، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدتُ أن المحتوى الذى يقدمونه عبارة عن محاولات حثيثة للإقناع، وقليل من النصائح المنمقة، ورسم صورة خيالية لتحقيق أهداف شاقة، لا تمت للواقع بصلة.

 ونبهت أيضا، إلى أنه وبشيء من الدراسة والبحث والتدقيق تكتشف أن دعاة التنمية البشرية يتشابهون إلى حد التطابق مع "المستريحين" الذين ينهبون أموال الناس، مستغلين مخاوف الإنسان وضعفه وطلبه للمساعدة، فيبدأون فى دغدغة مشاعره، بمجموعة نصائح عن الإرادة والقدرة وأن بداخل كل إنسان غول يستطيع تحطيم الحزن واليأس والإحباط، فى حالة القدرة على إخراج هذا الغول الكامن فى نفسه، والمتمثل فى الإرادة.

عقب نشر المقالين، فوجئت بحملة من هؤلاء المٌصبين أنفسهم دعاة التنمية البشرية، ضدى، وكأنى دخلت عش الدبابير، وأن هؤلاء صار لهم مريدون ودراويش يترنمون بقدراتهم، ويروجون لسلعتهم، وينظمون لهم الندوات والمحاضرات فى الجامعات الخاصة، والشركات، ثم وللأسف تسلل بعضهم إلى شاشات عدد من القنوات الفضائية، خاصة القنوات التى تبيع هواء، وتقديمهم باعتبارهم، القديسين المالكين لمفاتيح إنقاذ البشرية من الأمراض والعقد النفسية، من عينة الاكتئاب واليأس والإحباط.

إشكالية ظاهرة خبراء التنمية البشرية للقضاء على العُقد النفسية، وتحسين الحالة النفسية، فى 10 نصائح، وخلال 15 دقيقة، إنها تفشت، وفى ازدياد ملحوظ، وتسير على درب ظاهرة "الدعاة الجدد" أو المودرن، وكانت عواقبها وخيمة، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن "دعاة" التنمية البشرية، وعلوم الطاقة، يقدمون نصائح تتعلق بكل سلوك وقيم وعادات الإنسان، لا يمكن تعميمها، لاختلاف طبائع وثقافات وعادات وتقاليد ومذاهب الناس، بجانب وهو الأهم، أن محتوى ما يقدمه هؤلاء، عبارة عن نصائح منمقة، لا ترتكز على نظريات وأبحاث علمية موثقة.

 بجانب وهو الأخطر، أن نصائح هؤلاء، أثرت بالسلب على العلاقات الإنسانية، وأيضا العلاقات الزوجية، وزادت من نسب الطلاق بشكل لافت، فالنصائح تدور فى فلك، علاقة الرجل والمرأة، فتجد 12 نصيحة للتخلى عن الحبيب، و 10 نصائح للرد على الهجر، و 7 أشياء للكشف عن الخيانة، و 9 نصائح للزوجة للسيطرة على زوجها، أو العكس، إلى آخر هذه النصائح، الشبيهة بنفس فتاوى الدعاة الجدد، والتى كانت ترتكز على النصف الأسفل من الرجل والمرأة، وكأن الحياة قاصرة فقط على علاقة الرجل والمرأة فى الفراش!

نصائح "دعاة" التنمية البشرية، مثلها مثل فتاوى "الدعاة" الجدد، تحقق أموالا طائلة، على السوشيال ميديا، ومن عائدات الندوات والدورات التدريبية والمحاضرات وتأليف الكتب، ليصير الكلام المنمق والأكاذيب المغلفة بورق السوليفان الشيك، سلعة رائجة فى سوق "الكلام وتجارة الشعارات".

ناهيك عن أن الأمر يتجاوز الظاهرة، إلى تمكين متنامى وسريع فى المجتمع، ما يمثل خطورة إذا ما وضعنا فى الاعتبار عدم معرفتنا الكاملة بحقيقة هؤلاء، الأيديولوجية والفكرية، بجانب مهاراتهم العلمية، حتى لا نفاجئ يوما، أن هؤلاء المستريحين فى التنمية البشرية، غرسوا أفكارا كارثية فى عقول الشباب والبسطاء، مثلما غرس الدعاة الجدد من قبل فى تسعينيات القرن الماضى وأوائل الألفية الثانية، واستيقظ المجتمع على موجة كبيرة من الأفكار المتطرفة، جلبت وبالا على المجتمع بأثره.  

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة