أعلنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن الدكتور هشام سلام أستاذ علم الحفريات الفقارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومؤسس مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة بقيادة الفريق المصري المشارك دوليا، تمكن من توثيق حفرية ديناصور مفترس وضخم آكل للحوم، عاش قبل 98 مليون عاماً في الواحات البحرية بصحراء مصر الغربية.
وقالت الجامعة الأمريكية، إن الدراسة التي توثق اكتشاف الحفرية نشرت اليوم في دورية Royal Society Open Science والتي تعاون فيها فريق دولي من خبراء في علم الحفريات في الدراسة مع بلال سالم، المؤلف الرئيسي والمعيد بجامعة بنها وعضو فريق سلام لاب والمبتعث لجامعة أوهايو الامريكية.
وتمثل الحفرية الجديدة الفقرة العنقية العاشرة من رقبة ديناصور ضخم آكل للحوم، والتي تم اكتشافها في إحدى الرحلات الحقلية المشتركة بين مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وعلماء من وزارة البيئة في الواحات البحرية في 2016، وتنتمي الحفرية لديناصور من عائلة من الديناصورات تسمى أبيلوصوريات (Abelisauridae) أو ديناصورات "هابيل"، ويرجع أصل تسمية "هابيل" تكريمًا لروبرتوا هابيل (Roberto Abel)، العالم الأرجنتيني الذي اكتشف أول حفريات هذه العائلة.
ويقول هشام سلام المؤلف المشارك بالدراسة: "قبل نحو 98 مليون عاماً لم تكن تُعرف الواحات البحرية بهذا الاسم، بل كانت "واحة الديناصورات" بكل ما تعنيه الكلمة من معني، وكانت واحة تعج بالحياة، وسادت فيها صراعات دامية بين حيوانات مختلفة وعلى قمتها الديناصورات، عاشت ديناصورات تلك الواحة على طول ضفاف نهر قديم عرف باسم "نهر العمالقة"، حيث عاشت واحدة من أضخم الديناصورات أكلات اللحوم وأيضاً أكلات العشب."
ويشير بلال سالم المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة إلى أنه "على الرغم من شهرة الواحات البحرية بمحتواها الحفري الغني لوجود هياكل لأكثر الديناصورات شهرة في العالم، إلا أنه لم يتم تسجيل أي ديناصور ينتمي لعائلة ديناصورات "هابيل" من الواحات البحرية من قبل. ولذا فإن هذه الدراسة تكشف أسراراً مهمة عن الحياة السحيقة في المنطقة بتسجيلها لديناصور مفترس متوسط الحجم (يقدر طوله بنحو 6 أمتار) بين بقية عائلته، والأوسط حجماً بين أبناء عشيرته من ديناصورات الواحات البحرية."
ويتألف الفريق الدولي من العديد من الخبراء في الدراسة وهم: سلام، وباتريك أوكونور أستاذ التشريح وعلم الأعصاب بجامعة أوهايو، وعالم الحفريات مات لامانا بمتحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة الأمريكية، وسناء السيد، طالبة الدكتوراه بجامعة ميتشيجن ونائب مدير مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، بجانب فريق من جامعة بنها، وجهاز شئون البيئة المصري. قام الرسام العلمي المتخصص في الرسوم العلمية للحفريات أندرو مكافي بالعمل أو المساعدة في معظم الرسوم التوضيحية للورقة البحثية.
وتشتهر الواحات البحرية باحتوائها على عينات من الحفريات الأصلية المكتشفة لأول مرة للعديد من الديناصورات الاستثنائية خلال أوائل القرن العشرين، بما في ذلك أشهرها على الإطلاق أضخم ديناصور مفترس عاش على وجه الأرض وهو سبينوصورس. ولكن تم تدمير جميع أحافير الديناصورات البحرية التي تم جمعها قبل الحرب العالمية الثانية أثناء قصف قوات الحلفاء لميونخ في ألمانيا عام 1944.
وساهم اهتمام باحثي الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة مؤخرا باستكشاف الواحات البحرية في استعادة تراث المنطقة الحفري وإضافة أنواع إضافية للحفريات الغنية التي تم استكشافها من قبل.
وقال لامانا: "عندما بدأت أنا وزملائي في البحث عن الديناصورات في الواحات البحرية، حلمنا بيوم تستكمل فيه مجموعة بحثية مصرية محلية متخصصة في علم الحفريات العمل في تلك المنطقة. وبفضل هشام وسناء وبلال وآخرين في مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة تحقق هذا الحلم أخيرًا."
وقال أوكونور: "إن التوصل إلى أبيلوصوريات (Abelisauridae) أو ديناصورات "هابيل" في الواحات البحرية هو أمر مهم للغاية لمصر ومركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، حيث نستمر في التعرف من خلال هذه المجموعة من الديناصورات المفترسة على مجتمعات الفقاريات خلال العصر الطباشيري، وعلى وجه الخصوص، التعرف عل النظم البيئية بالقارات الجنوبية القديمة (جندوانا) وكيف تم الحفاظ عليها لفترة كبيرة من تاريخ الأرض خلال نهاية حقبة الحياة المتوسطة."
وكانت أبيليصوريات - والتي يمثلها إلي حد كبير ديناصورات كارنوتوروس -الأكثر شهرة في باتاغونيا في العالم الجوراسي- ذات مظهر مرعب وجمجة مخيفة وتعد من بين الديناصورات المفترسة الكبيرة الأكثر تنوعًا وانتشارًا جغرافيًا في أوروبا وقارات الجنوب خلال المراحل اللاحقة من حقبة الحياة المتوسطة أو عصر الديناصورات.
والحفرية الجديدة للديناصورات التي تنتمي لعائلة "هابيل" والتي لم يتم تسميتها بعد، تمثل إضافة جديدة للحفريات المكتشفة من قبل وهي الديناصورات آكلة اللحوم سبينوصورس وكاركردونتوصورس وبحرياصورس. تضيف تلك الحفرية نوعًا آخر إلى أنواع الديناصورات الكبيرة المفترسة التي جابت ما هو الآن الصحراء المصرية خلال منتصف العصر الطباشيري.
ومن النادر وجود ديناصورات من نهاية العصر الطباشيري في القارة الأفريقية بأكملها، حيث اندثرت قبل وقت قصير من اصطدام الكويكب المدمر الذي أنهى حقبة الحياة المتوسطة قبل 66 مليون سنة.
وعلي الرغم من ذلك، بدأت الصخور المكشوفة المحملة بالحفريات في واحات الصحراء الغربية الأخرى في كشف أسرار جديدة عن حقب ما قبل التاريخ. وقال سلام: "لقد بدأنا في معرفة القليل من المعلومات عن ديناصورات الواحات البحرية، ولكن لا تزال هناك الكثير من الأسرار تحت رمال الصحراء."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة