توجَّه الدكتور على محمد فخرو رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية ببالغ الشكر والامتنان إلى الدكتور شوقى علام مفتى جمهورية مصر العربية، وإلى مركز سلام لدراسات التطرف، قيادة وعاملين، مشيدًا بتوقيت المؤتمر الذى يأتى فى الوقت المناسب بسبب ما ابتُليت به الأمَّة من تطرف فى الفكر والخطاب الدينى والمذهبى الطائفى وفى السلوك المجنون الإرهابى من قِبل البعض.
جاء ذلك خلال كلمة له بعنوان "تجديد التراث الفقهى الإسلامى" ألقاها خلال الجلسة الثالثة فى مؤتمر "التطرف الدينى.. المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة" الذى نظَّمه مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، مضيفًا أن الأزمنة الحالية، فى وطن العرب وعالم الإسلام تتَّصف بشروخ وتمزقات هى خليط مركب من السياسة والعرقية والدين والمذهبية الطائفية.
ولفت النظرَ إلى أن ترتيب البيت الإسلامى لا يمكن أن يبدأ من السياسة وإنما من الدين نفسه: عقيدة وفقهًا وفكرًا وتصالحًا مع حركة التاريخ ومتطلبات العصور، ولأن الساحة الإسلامية ضخمة متشعبة فلا بد من الاختيار لإبراز بعض من أماكن الاحتقان التي تحتاج لإمعان النظر في أحوالها.
وأكد د. فخرو على أن كل دساتير البلدان العربية والإسلامية تقريبًا تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد أو المصدر الأساسي للتشريع القانوني.
وعن الحكم في المجتمعات الإسلامية ذكر أنه موضوع قديم بدأ بعد موت الرسول الكريم ولم ينتهِ حتى لحظتنا هذه. وزاد من أهمية حسمه تفجُّر موضوع الديموقراطية في الساحات العربية والإسلامية والعالمية.
وبخصوص التقريب بين المذاهب الإسلامية شدَّد على أنه موضوع يجب أن يجابَه بكل موضوعية وصراحة. فإلى أي حدٍّ يمكن التغلب على الخلافات العقيدية والفقهية والكلامية بين المذاهب.
واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة أن تكون هناك حاجة ملحَّة لمؤسسة أهلية تُعنى ببناء مدرسة فكرية فقهية إسلامية جديدة، تأخذ بأفضل وبأيسر وبأعقل ما في المذاهب والمدارس السابقة وتتجاوزها إلى آفاق أرحب وأجدى وأكثر التصاقًا بروح رسالة السماء التي بشَّر بها نبيُّ الإسلام، حيث إن الظاهرة الجهادية التكفيرية العنيفة تقلق الحكومات والمجتمعات العربية والكثير من الجهات الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة