ستظل أحداث ثورة الـ30 من يونيو، تمثل لحظة فارقة فى تاريخ الوطن، لا تغيب عن أذهان المصريين، يوم الذى انتصر فيه الشعب بإرادته الصلبة وتماسكه على محاولات اختطاف وانتزاع هويته وتهديد حضاراته العريقة، والتى اختار فيها المصريون المستقبل الذى يريدونه لأبنائهم ونجحوا فى الحفاظ على وطنهم ومقدراته، وكتابة شهادة وفاة جماعة الإخوان الإرهابية.
فقد كان عام حكم الإخوان، مرحلة عصيبة عانى منها الشعب المصرى الكثير والكثير فى مختلف المجالات، وعدم الاستقرار الأمنى وتحويل الميادين إلى تهديدات بالقتل وسفك للدماء، بجانب أزمات انقطاع الكهرباء المتتالية وطوابير الخبز واختفاء الوقود من المحطات وغيرها من الأوضاع المعيشية الصعبة، إلى أن توحدت إرادة المصريين وتمكنت من الانتصار على جماعة الإخوان ومحاولاتها.
وأكد النائب عبد الهادى القصبي، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، أن ثورة 30 يونيو شكلت علامة فارقة فى تاريخ مصر، يوم انتقلت فيه مصر من اللا دولة إلى دولة بمعنى الكلمة رسخت الأمن والاستقرار والحياة الكريمة للمواطن المصري، والتى ستظل ملحمة وطنية خالدة شهدت انتفاضة الشعب ضد مخططات التآمر والتقسيم وأخونة مؤسسات الدولة .
وأشار "القصبي" إلى أننا اليوم نجنى ثمار ما خرجنا من أجله فى الميادين فيما تشهده مصر من تعزيز مسار التنمية والعمران والحفاظ على كرامة المواطن، وهو ما يتطلب مزيد من الجهد من الجميع للحفاظ على ما وصلنا إليه من ثمار وتنمية المكتسبات التى حصلنا عليها، باصطفاف الشعب خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى .
وشدد رئيس لجنة التضامن، إنه لولا ثورة 30 يونيو لانتهت المنطقة العربية بالكامل، متابعا: "علينا أن نستعيد المشهد قبل ثورة 30 يونيو، وما كانت عليه الأوضاع حينذاك، وكيف راهن الرئيس السيسى بحياته من أجل أن يحمى ثورة الشعب المصرى العظيم، الذى كشف أكاذيب وألاعيب الجماعة الإرهابية، وخرج عن بكرة أبيه ليعلن رفضه لهذه الجماعة.. علينا أن نتذكر مشهد الشارع المصرى .. وكيف كانت الجماعة الإرهابية تتعدى على مؤسسات الدولة وتنشر الخوف والفزع والهلع.. والتهديدات بالقتل وسفك الدماء فقد كانت الدولة بلا أمان وعدم وجود مؤسسات".
ولفت إلى أن يقظة المصريين ووعيهم أسهم فى استعادة الدولة المصرية وذلك بانتصار القوات المسلحة لإرادة المصريين والاستجابة لمطالبهم، مطالبا الجميع بضرورة استكمال جهود نشر الوعى وتحصين النفوس من السموم التى تطلقها الجماعة الإرهابية فى مختلف وسائل الإعلام الإرهابية، ومواقع التواصل الاجتماعى، قائلا: "لدينا قيادة واعية وحكيمة لا ولن تفرط فى حقوق المصريين، ونسير بميزان دقيق فى كافة القضايا وحكمة عالية لا إفراط ولا تفريط".
ويقول النائب طارق الخولي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، أن ثورة الـ30 من يونيو هى واحدة من أعظم الثورات فى تاريخ البشرية بإنقاذنا من براثن التخلف والتطرف، وشكلت حائط صد فى مواجهة الإرهاب والحفاظ على هوية الدول، قائلا " هى ثورة الهوية بامتياز واستعادة مصر ممن خطفوها وحاولوا طمس هويتها ليظهر معدن المصريين الأصيل الذى انتفض للحفاظ على الدولة وتراثها".
ولفت إلى أنها غيرت مجرى التاريخ المصرى لمئات السنين، قائلا" تعظيم سلام إلى كل فئات المجتمع الذين خاضوا هذه الثورة دون خوف وضحوا بأنفسهم وأرواحهم ولم يخافون من شيء وإنقاذ مصر من سيناريو سودوى لجماعة فاشية وضعت شعار نحكم مصر أو نحرقها.. تحية للشعب المصرى فى ثورة المصريين ومنفذ إرادة المصريين الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أنفذ لجماهير الشعب المصرى ودخل التاريخ كواحد من أخلص وأشجع أبناء مصر ".
وأضاف أن الشارع لم يكن خائف من الإخوان والخوف الوحيد كان على الوطن اللى بيضيع، بسبب المشاهد التى رأيناها للدول التى سقطت ، وكان الهدف إنقاذ الدولة ممن اختطفوها"، مؤكدا أن تسارع الإخوان على السلطة هو الذى ساهم فى كشفهم وهم لا يؤمنون بفكرة الوطن أو الحدود.
أكدت الكاتب الصحفية سكينة فؤاد، أن ثورة 30 يونيو، كانت هبة من الله كللت إرادة الشعب والذى أدرك خلال العام الكارثى الذى حكمته الجماعة بأن كل ما فى مصر من تاريخ وحضارة وثقافة مهدد، وأنها ليست على قدر حكم مصر والتى عملت على تفكيك مؤسسات الدولة وزرع أعضاء الجماعة فى جميع مفاصل الدولة، قائلة" المعجزة الإلهية حدثت بإدراك المصريين ضرورة الخروج لإسقاط وسحب الشرعية المشكوك فى الوصول إليها من الإخوان وفرض شرعية المصريين.. ثم جاء ٣ يوليو وإعلان الجيش المصرى الامتثال لإرادة المصريين وسط لفيف من رموز هامة للدولة المصرية وكانت ثورة الخلاص من جماعه لا تريد الخير لمصر" .
ولفتت إلى أن كل ذلك كان البداية لمسيرة إنقاذ لحماية مصر من حرب أهلية كانت مهددة أن تلحق بها مثلما جرى لأشقاء أعزاء من الدول العربية وكان الخطر يتزايد والتهديدات تتزايد، لتأتى ثورة 30 يونيو وتوقف كل تلك المخططات.
وتابعت قائلة" لتمضى مصر فى بناء دولة ٣٠ يونيو...مرحلة بناء وتعمير واستعادة لوجه مصر الحضارى وإنهاء عار العشوائيات وإحياء الريف المصري.. والقيام بمحاولات جادة لنشر العدالة الاجتماعية فى مقدمتها "تكافل وكرامة" وإحياء لمناطق الثروات المصرية مثل قناة السويس والتنمية اللوجيسيتة والتى كانت مهددة بالخروج عن سيطرة مصر وتمكين واسع للشباب والمرأة وإعادة بناء قواتنا المسلحة لتصبح واحده من أقوى جيوش العالم.
واعتبرت "فؤاد" أن الدولة نجحت فى إحداث التوازن بالعلاقات الدولية وإعادة الريادة العربية وتعدد مصادر التسليح، مشددة أن المرأة عاشت عصرها الذهبى بتمكينها وعدم وجود استثناء يحرم مصر من كفاءاتها لأن الدولة أدركت أن الاستفادة من كفاءة وقدرات المرأة من أهم عوامل استقواء الدولة الجديدة، قائلة " كما تم تحويل مصر إلى دولة منتجة لا تعتمد على ما يزرعه الآخرون، لتنجح الدولة فى إحراز إنجازات هامة بمختلف القطاعات ومحور نجاحها يرتكز على إرادة هذا الشعب العظيم الذى يستحق أن تتوفر له جميع عوامل التمكين الذى لولاه ما كانت ثورة ٣٠ يونيو...إرادة الشعب هى الحامية والمفتاح السحرى لكل ما حدث فى مصر خلال هذه السنوات بالغة الخطورة من عمرها لذلك لابد أن تتوفر له كل أدوات الاستقرار والتمكين له وهو ما يؤمن به الرئيس السيسى ويعمل عليه ".
وقالت الكاتبة الصحفية، أن مصر تمكنت من استعادة سيناء التى زرعت فيها جماعة الإخوان، و مصر ما زالت تحارب الإرهاب وتحقق انتصارات كبرى عليه خلال المرحلة الحالية.
ولفتت سكينة فؤاد، إلى أن اجتماع خارطة الطريق كان لحظة تاريخية، حيث استجاب فيها الجيش المصرى لدعوة الشعب لإنقاذه من حكم الإخوان، موضحة أن ثورة 30 يونيو هو انتصار لإرادة المصريين على جماعة كانت ضمن أدوات ومخططات ما يحدث فى المنطقة من تفتيت وتخريب وإعادة ترسيم حدود و30 يونيو أنقذت مصر من حجم مؤامرات لا زالت مستمرة حتى الآن وتنكشف خطورتها تباعا ، قائلة "ولكن إرادة هذا الشعب وإيمانه بمدى ضرورة ثورته التى وصفت أعدادها بغير مسبوقة فى تاريخ الثروات البشرية، خرج فيها الشعب المصرى ليستنقذ وطن وهويته الحضارية والثقافية والمدنية".
وأكد الدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار، أن ثورة 30 سَطَّرْت ملحمة تاريخية حفاظًا على الهوية والوطن، وكانت شاهد حى على جسارة وعظمة القوات المسلحة صاحبة العقيدة درع وسيف الوطن وحامية إرادة المصريين.
وقال أن ثورة 30 يونيو كانت انتصار جديد سطر حروفه المصريين بإرادة حرة ضد طغيان جماعات الإرهاب، وزلزال شعبى بَدَّدَ مخططات الأعداء وأجندات العملاء، فقد كان المصريون من الميادين خير سند وصمام أمان الوطن واستقراره، لم تكن هتافات الملايين الغاضبة إلا ضربات قاصمة لكل مكيدة تحاك تجاه البلاد ودول الجوار، استطاع المصرى بعبقرية أن يعيد رسم الخارطة العالمية مجددا بالثورة الشعبية التى خرج منها منتصرًا على براثن الجماعة الإرهابية.
وأضاف أن غضبة المصريين جاءت من وازع وطنى خشية على بلادهم الانزلاق فى مأزق الظلام الدامس على يد جماعة خاطفة لا تعرف حدود الأوطان ولا معنى الانتماء والهوية أو الأصالة، صَانَ الشعب الجسور بلاده غير عابئ تهديدات الجماعة وميليشياتها المسلحة أو أبواقها الإعلامية المسلطة لإخضاع الشعب، فإن الشعب الذى واجه عبر التاريخ المحتل وحافظ على أركان الوطن، جددها فى التاريخ رفضه الخضوع أمام جماعات الشر وأجندات التفريط والانهيار.
وشدد أن جيش مصر عمود الخيمة مظلة الأمان والسلامة كان دومًا وكالعادة خيّر سند وعضد للمصريين فى حماية إرادتهم الحرة ضد جماعات السواد المنبوذة، لننطلق نحو بناء جمهورية جديدة تصون أبناءها وأحفادها وتكفل حياة كريمة لكل سكانها، قائلا "مصر يونيو انطلقت من شرنقة إلى العالمية باتت مصدرًا للطاقة وَمُسْتَقِرًّا للامين، وملجإ وسند لكل الأشقاء، عادت لحضن القارة السمراء، وباتت صدارة البلدان فى المحافل الدولية مصر التى اجتازت التحديات بسواعد أبنائها وصاحبة قرارها وسيادتها".