تستمر المعاركة بين اليمين واليسار فى البرازيل على خلفية الاستعداد للانتخابات الرئاسية فى أكتوبر القادم، وشارك شارك الرئيس البرازيلى، اليمينى المتطرف، جايير بولسونارو والرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فى تجمّعين لمناصريهما فى سلفادور دى باهيا فى شمال شرقى البلاد؛ حيث توعد الأول بالنصر فى السباق الانتخابي، فيما تعهد الثانى بكسر العزلة الدولية، وذلك قبل ثلاثة أشهر من موعد الاقتراع.
ويحظى لولا دا سيلفا بنسبة مرتفعة من تأييد فوزه فى الانتخابات المقررة فى أكتوبر، ولدى بولسونارو نية تصويت 31% مقارنة بـ 45% لدى لولا دا سيلفا، حسبما أوضح مسح أجرته وكالة كويست Quaest
خلف لولا، من حزب العمال (حزب العمال، يسار) وبولسونارو من الحزب الليبرالى (PL، يمين) يظهر مع 6٪ سيرو جوميز، ممثل حزب العمال الديمقراطى (PDT، يسار الوسط)، يتأخر عن الانتخابات البرازيلية مع 2٪ سيمون تيبيت من الحركة الديمقراطية البرازيلية (MDB، محافظ) وأندريه جانونيس من أفانتى المحافظ).
ستجرى الانتخابات فى 2 أكتوبر، وإذا لم يحصل أى مرشح على أكثر من 50٪ من الأصوات الصالحة زائد واحد، فسيتم الاقتراع فى 30 أكتوبر.
فى تلك الجولة الثانية النهائية، سيفوز الرئيس السابق لولا دا سيلفا بنسبة 53٪ مقارنة بـ 34٪ لبولسونارو، وفقًا للاستطلاع نفسه.
ودائما ما يثير بولسونارو الجدل بسبب تصريحاته، والتى كانت آخرها أن "العودة إلى اليسار فى البرازيل، ستصبح أمريكا الجنوبية كلها مصبوغة باللون الأحمر، وفى رأيى، لن يترك السلطة، وتصبح الولايات المتحدة الأمريكية معزولة فعليا".
وقالت صحيفة "أو جلوبو" البرازيلية أن الرئيس البرازيلى يرى أنه فى حال فوز اليسار فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى أكتوبر القادم، ستتبع البلاد نفس المسار الذى سلكته فنزويلا والأرجنتين وتشيلى وكولومبيا، وقال "ستكون البرازيل سيارة أخرى فى هذا القطار"، مؤكدا أن أمريكا الجنوبية بأكملها ستصبغ باللون الأحمر ".
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات بولسونارو جاءت خلال لقاء أجراها معه تاكر كارلسون، من قناة فوكس نيوز، حيث سأل مقدم البرنامج الرئيس الحالى عما ستكون عليه البرازيل إذا فاز منافسه، الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والذى وفقا لاستطلاعات الرأى يقترب من تحقيق فوز محتمل فى الجولة الأولى.
وفى إشارة إلى أوجه التشابه بين السياسة فى البرازيل والسياسة فى الولايات المتحدة، أشار كارلسون إلى أن بولسونارو "يعارضه تحالف من المليارديرات وأساتذة الجامعات وسى أن إن"، وعلق رئيس البرازيل قائلا "كان انتخابى معجزة تقريبًا. لم يكن لدى أى شيء فى مصلحتي. كنت مجرد عضو منعزل فى الكونجرس، مضيفا "وسائل الإعلام لم تعطنى أى رؤية أو مساحة، بل على العكس، هاجمونى طوال الوقت خلال الحملة".
ومن ناحية أخرى، طالب سفير الاتحاد الأوروبى فى البرازيل، إجناسيو بيانيز، جميع المشاركين باحترام نتائج أكتوبر المقبل فى البلاد، وكذلك المؤسسات المسئولة عن تنظيم الانتخابات، وقال "بالنسبة لنا، من المهم جدًا احترام المؤسسات الديمقراطية" وأن "تُحترم النتيجة".
ستتوجه البرازيل إلى صناديق الاقتراع يوم 2 أكتوبر لانتخاب رئيس ومحافظين وتجديد الهيئات التشريعية.
وأكد السفير أنه يرى "استقطابًا كبيرًا للغاية" فى السباق الرئاسى، والذى كان المرشح الأول له هو الرئيس التقدمى السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يليه على مسافة الرئيس الحالى جاير بولسونارو.
وقال "نحن كمراقبين نريد أن تجرى الانتخابات فى أفضل بيئة ممكنة حيث يحترم الجميع منطقيا المؤسسات وخاصة المؤسسات الانتخابية".
فى الأشهر الأخيرة، ألقى بولسونارو بظلال من الشك على شرعية نظام التصويت الإلكترونى الذى استخدمته البرازيل منذ عام 1996 ووجه انتقادات لاذعة ضد طريقة تصرف المحكمة الانتخابية العليا (TSE)، التى تشرف على الانتخابات فى البلاد.
وتعتبر المعلومات المضللة أهم بطل فى تلك الانتخابات، خاصة بعد أن تم الترويج لعدد من المعلومات الكاذبة والمضللة على الشبكات الاجتماعية وعلى رأسها التى تخص فيروس كورونا ولقاح كوفيد 19.
وشهدت آخر انتخابات عام 2018 كميّات كبيرة من المعلومات الزائفة والمضلّلة خصوصاً على تطبيق "واتسآب"، لكنّ تحديدها كان أسهل.
وقالت المتخصصة فى الاتصال التى تنسق تقصّى الحقائق لدى جامعة PUC الكاثوليكية، بوليانا فيرارى بأن "من بين استراتيجيات سيناريو المعلومات المضللة المعقدة، إثارة الشكوك بالنسبة لمستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وخلط الأمور كثيراً إلى حد أن المستخدم لن يعرف بمن يثق".