ملحمة إنسانية تنتفض على الواقع، تكاد تفتنك وتبهرك بمجرد أن تقع عيناك عليها، لا تملك سوى الإحساس بالشجن لدى رؤيتها، وتنسيك أنها منحوتة طينية وقعت بلمسات عصرية لتحكي عن مشاعر البشر في مواجهة ضغوط الحياة، فهو عمل نحتي يبث روح الإبداع بشحنات انفعالية تفتش عن نبض لجمادها ومحرر لروحها، تكاد تسمع صرخاتها وآهاتها المكبوتة بينما تحاول الهروب من خلجات القلب، تحاكي الواقع بقساوة الحجر، تنحت المشاعر والأفكار وكأنها تشكو من خلالها معاناة بعض البشر، تصور الحزن والألم والغضب برؤوس حائرة وعيون تحمل دموعها المعاناة والأسى، وتجسد الخيانة والغدر والظلم بشخوص هشة أنهكتها أعباء الحياة وهول المشقة.
بمشروع تخرج مميز يحمل عنوان "ضغوط الحياة"، نجحت الفنانة فرح محمد خريجة قسم النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة أن تحظى بإشادة كبيرة جدا من أساتذتها في الكلية، لإبداعها وتميزها في تجسيد الواقع وما تعيشه النفس البشرية من أزمات وصراعات ومشاعر وأحاسيس نتيجة ضغوط الحياة معتمدة على الفن والإبداع كمخرج من الصراعات الإنسانية في عمل نحتي بديع، أظهرت من خلاله تفردها في عالم النحت وقدراتها وإمكانياتها الفنية المميزة.
وفي هذا الصدد، قالن فرح محمد ابنة محافظة الغربية لـ"اليوم السابع"، إنها أرادت أن تتميز بفكرة مشروع التخرج الخاص بها، فقررت أن يناقش المشروع موضوعا واقعيا وحقيقيا يلامس الناس ويناقش ما يعيشونه من صراعات نفسية بسبب ضغوط الحياة اليومية، مشيرة إلى أن جميعنا مشتركين فيما نعيشه من مشاكل وأزمات وضغوط نفسية، الكل مر بأزمة في حياته وعاش بعدها صراعا نفسيا ما بين مشاعر الخوف والقلق والحزن والألم والقهر.
وتابعت أن المشروع يقوم على مبدأ التعبير، أي كيفية ترجمة وتجسيد المشاعر والأحاسيس المكبوتة لدى الإنسان والتي قد يخفيها تارة، وتارة أخرى يطلق سراحها لتظهر على معالم وتفاصيل وجهه وجسده، معلنا لمن حوله عما يعيشه من ألم وقهر وضغوط نفسية، وذلك في عمل ومجسم فني نحتي يجسد ذلك الواقع وتلك المعاناة ويعبر عن آلام وأحزان البشر نتيجة ضغوط الحياة.
وأشارت إلى أنها استطاعت من خلال العمل أن تعبر عن الصراعات النفسية للبشر وترمز لها من خلال تكوين العمل المزدحم بالتفاصيل، وملامح الحزن والقهر والألم التي تظهر على تفاصيل الوجوه، فضلا عن الأجساد الهزيلة والوجوه الشاحبة التي تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة لتقاوم ما تعانيه من ضغوط تمزق أرواحها وأجسادها، وما يظهر على أجساد الشخوص من تفاصيل توحي بالهشاشة والضعف والارتجاف لهول المشقة والتعب، وما يظهر على أجساد أخرى من معالم القوة كمحاولة لمقاومة ضغوط الحياة وتخطيها.
وأوضحت أنها حاولت أن تجسد مختلف المشاعر والأحاسيس التي قد يعيشها الإنسان نتيجة ضغوط الحياة في عمل فني واحد مزدحم بالتفاصيل التي تحكي وتنطق بكلمات لا حصر لها من المآسي والألم، حيث جسدت الشخص الهزيل جسمانيا، المستسلم والضعيف واليائس من الحياة والذي يظهر على معالم وجهه قدر كبير جدا من الحزن والأسى حتى يكاد يبكي مما يعيشه من ضغوط ومعاناة، كما جسدت الإنسان الذي يحاول أن يواسي غيره ويطمئنه بالرغم مما يعيشه هو أيضا من آلام وأحزان، كما صورت ضغت البشر وقسوتهم على بعضهم البعض في ظل المعاناة من ضغوط الحياة، وصورت الإنسان الذي ما زال يحتفظ بقدر من الصبر والقوة التي تعينه على تحمل أعباء الحياة وضغوطها ويقاوم وينازع محاولا هزم اليأس والاستسلام، ولم تنسى أن تجسد الشر والخيانة في عملها النحتي المعبر عن واقع بعض البشر في ظل المعاناة، فقد صورت الانسان الخبيث الأناني الذي تسيطر عليه قوى الشر ويحاول أن يبحث لنفسه عن مخرج ينقذه من ضغوط الحياة في مقابل إيذاء من حوله وقهرهم والضغط عليهم.
وأكدت أن العمل لا يتجزأ في تفاصيله، بل هو عمل فني يقوم على الوحدة، يحتوي على تفاصيل عديدة ولكنها مشتركة ومرتبطة ببعضها البعض، مشيرة إلى أن العمل بكل ما يحتويه من تفاصيل ومشاعر عديدة ومختلفة، فهو يقدم رسالة محددة وهي أن كيف يمكن لضغوط الحياة مهما كانت طبيعتها أن تؤثر على البشر وتغرقهم في الأحزان وتقودهم وتدفعهم لأن يؤلموا غيرهم ويضغطوا على من حولهم، مشيرة إلى أن كل من شاهد العمل شعر وكأنه يعبر عنه وعما مر به من معاناة وما يعيشه من آلام في ظل ضغوط الحياة.
الفنانة-فرح-محمد-صاحبة-مشروع-ضغوط-الحياة
تصوير-لواقع-الانسان-في-ظل-معاناته-من-ضغوط-الحياة
ضغوط-الحياة-في-عمل-فني
ضغوط-الحياة-في-عمل-فني-لفرح-محمد
ضغوط-الحياة-في-عمل-فني-للطالبة-فرح-محمد
فرح-محمد-خريجة-قسم-النحت-بكلية-الفنون-الجميلة-جامعة-المنصورة
مشروع-تخرج-الفنانة-فرح-محمد-بفنون-جميلة-المنصورة
منحوتة-تجسد-واقع-الانسان-في-ظل-ضغوط-الحياة
منحوتة-فنية-تجسد-ما-يعيشه-الانسان-من-ضغوط-في-الحياة
منحوتة-فنية-عن-ضغوط-الحياة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة