"أثر الشعور بالفقد شعور داخلي لا يستطيع الإنسان أن يراه ولكن يشعر به دائما، يلازمه مرورا بالمواقف".. بهذه الكلمات لخصت الفنانة هبة شريف المحمودي خريجة قسم النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة فكرة مشروعها النحتي، التي استطاعت من خلاله أن تجسد ما يعيشه الإنسان من آلام ومواجع نتيجة الفقدان وما قد يمر به بعد الفقدان من مشاعر وأحاسيس دفينة لا يستطيع أن يعبر عنها لمن حوله ويطلع بها غيره، ولكن نجحت هي بحسها الفني ولمساتها الساحرة أن تصورها بمشروع نحتي يكاد ينطق من فرط تفاصيله الفنية المعبرة.
وفي هذا الصدد، قالت الفنانة هبة شريف المحمودي ابنة محافظة الغربية لـ"اليوم السابع"، إنها جسدت من خلال عملها الذي يحمل عنوان "فقدت.. ثم"، صورا من الشعور بالفقدان في حركة جسدية وتعبيرية، مشيرة إلى أنها أرادت أن تجيب من خلال العمل على العديد من التساؤلات التي تدور في مخيلاتنا عن الشعور بالفقد، بداية من مفهوم "الفقد"، فربما يفقد الانسان سعادته، فيحزن، وما الذي يشعر به نتيجة الفقد؟ وهل يختصر الفقد علي فقدان الشخص؟ هل للفقد أشكال؟، فيعيش الإنسان وهو كاتم بقلبه ثلاثة أرباع خيباته، حزنه وبؤسه ويأسه ومأساته، ولكن ربما لا تظهر .
وتابعت حديثها قائلة: "الفقد أو الشعور بالحزن شعور داخلي لا يستطيع الإنسان أن يراه ولكن يشعر به دايما ويلازمه مرورا بالمواقف، حيث أن الفقد ليس مختصرا على فقدان شخص نحبه ويؤثر فينا دائما، فيبقي أثره عليه مما يجعله يشعر بفقدانه في كل خطوة وفي كل لحظة، وهذا يظهر من خلال ملامح الوجه التعبيرية المشتتة لفتاة تظهر بالعمل، وربما يفقد الإنسان شعوره بالأمان ويلازمه الشعور بالوحدة، ويظهر ذلك في بفتاة أخرى بالعمل تظهر في شكل حركي محتضنة نفسها نتيجة شعورها بالوحدة، فضلا عن الملامح التعبيرية والملمس المتداخل ببعضه البعض، وأحيانا يشعر الإنسان بأنه مقيدا داخليا في اختياراته واتجاهاته، ونجد هذا الشعور يتجسد في ملامح امرأة جالسة مقيدة بالأحبال بملامح تعبيرية قوية وملمس خشن يوحي بالضغط النفسي".
وأشارت إلى أن ربما يفقد الانسان حريته في اتجاهاته واختياراته، ربما يفقد شخص يلازمه في روحه وعقله، ربما يفقد شغفه، حلمه، ذاته، ماضيه، ومهما قرر الإنسان التجاوز، الشئ المفقود داخله لا يتركه وهذا يظهر بوضوح في الخطوط المستقيمة التي تظهر في خلفية العمل حيث تعطي إحساسا بالسجن الذي يحيط بالإنسان داخليا عندما يشعر بالفقدان، وكأنه محاصرا بكل هذه المشاعر التي تقيده، مضيفة أن البعض منا قد يدخل في حالة نفسية من الامبالاة، فلا يشعر ولا يهتم بشيء، نتيجة ما تعرض له في حياته من صدمات ومشاكل عديدة، وأحيانا قد يشعر باليأس والإحباط، فقدان الشغف في المحاولة والاستمرارية، مؤكدة على أن العمل الفني الذي قدمته عرض كل هذه الحالات وجسد وصور مختلف المشاعر والأحاسيس التي قد يعيشها الإنسان نتيجة الفقد.
وكان الدكتور محمد عطية البيومي نائب رئيس الجامعة للتعليم والطلاب بجامعة المنصورة، قد تفقد معرض مشروعات تخرج الدفعة الرابعة فنون والدفعة الثانية عمارة بكلية الفنون الجميلة بالجامعة، وأشاد خلالها بالجهد المبذول من طلاب كلية الفنون الجميلة وأساتذتها لإقامة هذا المعرض، فضلا عن المستوى المتميز لطلاب الكلية والذى يعكس الحس الفني وارتفاع مستوى مهاراتهم.
وأشار الدكتور عمر غنيم عميد كلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، خلال تقييم مشاريع الخريجين، إلى أن هذا المعرض يتضمن 250 عمل فني بأقسام الجرافيك والتصوير والنحت والديكور، موضحا أن الأعمال الفنية تتناول كافة جوانب الحياة، حيث ناقشت أعمال الديكور المناطق السياحية والفنادق والنوادي، وركزت أعمال الجرافيك على التصميمات المطبوعة والموضوعات التجريبية، واهتمت أعمال النحت بالموضوعات الواقعية، واستعرضت أعمال الفنون التعبيرية السينما والتليفزيون والمسرح.
آلام الفقد في منحوتة فنية للفنانة هبة شريف المحمودي
عمل فني يصور آلام الفقد
عمل فني يصور ما يشعر به الانسان نتيجة الفقد
مشروع تخرج بعنوان فقدت ثم للفنانة هبة شريف المحمودي
مشروع نحتي بفنون جميلة المنصورة بعنوان فقدت ثم
منحوتة فقدت ثم
منحوتة فنية للفنانة هبة شريف المحمودي
هبة شريف المحمودي تقدم مشروعا نحتيا عن مشاعر الفقد