تمر اليوم ذكرى رحيل الإمام محمد عبده فى 11 يوليو من سنة 1905، وقد اشتهر بإصلاحه الدينى، فكيف فكر فى هذا الإصلاح، ما مفهومه، وكيف قدمه؟.
حسب كتاب "الدين والسلطة والمجتمع: مقاربات نقدية" تأليف محمد عبد الوهاب" يمثل الإصلاح الدينى جزءاً لا يتجزأ من رؤية الإمام محمد عبده (1849 – 1905) التجديدية، تلك الرؤية التى عبر عنها من البداية بالقول "ارتفع صوتى بالدعوة إلى أمرين عظيمين" الأول تحرير الفكر من قيد التقليد وفهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف، والرجوع فى كسب معارفه إلى الينابيع الأولى، واعتباره من ضمن موازين العقل البشرى، أما الأمر الثانى فهو إصلاح أساليب اللغة العربية فى التحرير.
ويحدد الإمام منهجه فى الإصلاح فى القوى، "وقد خالفت فى الدعوة إليه (الإصلاح والتجديد) رأى الفئتين العظمتين اللتين يتركب منهما جسم الأمة: طلاب علوم الدين، ومن على شاكلتهم وطلاب فنون هذا العصر ومن هو فى ناحيتهم، وتبعا لذلك فإن مشروع الإمام فى الإصلاح والتجديد يتجاوز حدود إصلاح المؤسسات الدينية التقليدية كالأزهر ليصبح مظلة أكبر للإصلاح فى كل شىء فى الأصول والفروع فى الفقه والتصوف فى علوم الكلام والتفسير مع ممارسه الاجتهاد ضمن إطار ضبطه بمحددين أساسيين: المحدد الأول أن تكون الحاجه أساس التجديد وأن يكون ملائما ومتوافقا مع الكتاب والسنة، والمحدد الثانى التأكيد على ضرورة وأهميه التجديد والعمل على ذلك مع التدريج فى الإصلاح.
لقد أوضح الإمام محمد عبده لمحمد رشيد رضا فى أول لقاء جمعهما شتاء العام 1898 إنه يعمل للإصلاح الدينى على خطين متوازيين هما خط الإصلاح العقدى والفقهى والفكرى وخط إصلاح المؤسسات التى أجملها فى ثلاث الازهر والاوقاف والمحاكم الشرعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة