قالت صحيفة نيويورك تايمز إن السن أصبح يمثل مشكلة مزعجة للرئيس الأمريكى جو بايدن وفريقه فى البيت الأبيض والديمقراطيين، فى الوقت الذى يبحث فيه فرص الترشح للرئاسة لفترة ثانية.
وقالت الصحيفة إنه عندما يغادر الرئيس بايدن يوم الثلاثاء فى جولة تستغرق أربعة أيام فى الشرق الأوسط، فإنه من المفترض أن سيكون مرتاحا أكثر مما كان عليه لو اتبع الخطة الأصلية.
فكانت الرحلة فى الأصل مرفقة مع زيارته لأوروبا فى الشهر الماضى، بما يعنى أن الرئيس كان سيقوم رحلة شاقة لمدة 10 أيام، لكن اتضح لفريق بايدن أن مثل هذا السفر الطويل قد يكون مرهقا بشكل غير ضرورى لرئيس يبلغ من العمر 79 عاما، أو جنونا على حد تعبير أحد المسئولين. وأشار المساعدون أيضا إلى أسباب سياسية ودبلوماسية.
لكن الحقيقة هى أن إدارة الجدول الزمنى لأكبر رئيس فى التاريخ الأمريكى يمثل تحديات. وبينما يصر بايدن على أنه يخطط للترشح لولاية ثانية، أصبح عمره مشكلة مزعجة بشكل متزايد له ولفريقه ولحزبه أيضا.
فبعد عام ونصف فقط من ولايته الأولى، أصبح بايدن بالفعل أكبر من رونالد ريجان بأكثر من عام عند نهاية فترته الرئاسية. ولو خاض الانتخابات فى عام 2024، فإن بايدن سيطلب من البلاد أن تنتخب رئيسا سيكون عمره 86 عاما فى نهاية فترته الثانية، ليختبر الحدود الخارجية للعمر والرئاسة. وتظهر استطلاعات الرأى أن العديد من الأمريكيين يعتبرون بايدن أكبر من اللازم، ولا يعتقد بعض المخططين الإستراتيجيين الديمقراطيين أنه يجب أن يترشح مرة أخرى.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه هذا الأمر موضع حساس فى الجناح الغربى. ففى المقابلات التى سمح ببعضها البيت الأبيض ولم يسمح بالبعض الآخر، أفاد أكثر من عشرة من كبار المسئولين والمستشارين الحاليين والسابقين، بشكل موحد، إلى أن بايدن يظل مشارك فكريا، ويطرح أسئلة ذكية فى الاجتماعات ويستجوب المساعدين فى نقاط الخلاف، ويتصل بهم فى وقت متأخر من الليل. ويؤيد النقاط الضعيفة فى مذكرة ويعيد كتابة خطابات مثل تصريحاته عن الإجهاض يوم الجمعة.
لكنهم أقروا بأن بايدن يبدو أكبر سنا مما كان عليه قبل سنوات قليلة، وهى مسئولية سياسية لا يمكن خلها من خلال حيل البيت الأبيض التقليدية مثل تغييرات الموظفين أو خطط الاتصالات الجديدة.
كما أن مستوى الطاقة الخاصة به مثير للعجاب بالنسبة لرجل فى عمره، إلا أنه لم يعد كما كان. وغالبا ما يتنقل أثناء المشى، ويخشى مساعدوه أن يتعثر فى سلك أو يتغير فى الكلمات فى الفعاليات العامة. ويحبسون أنفاسهم ليعرفوا ما إذا كانوا سيصل إلى النهاية بدون زلة.
وعلى الرغم من أن مسئولى البيت الأبيض يصرون على أنهم لا يقومون بأى ترتيبات خاصة مثلما كان فريق ريجان يفعل، إلا أنهم يحاولون بشمكل خاص حماية عطلات نهاية الأسبوع التى يقضيها بايدن فى ديلاوير.
ويظل بايدن بعيدا عن الأنظار فى الليل وأصبح يشارك فى أقل من نصف المؤتمرات الصحفية أو الظهور الإعلامى مقارنة بأسلافه السابقين.
وكان بايدن قد سقط من على دراجته فى ديلاوير الشهر الماضى، ولم يبد أنه يعانى من أى إصابات، إلا أن الحادث لفت الانتباه بشكل واسع. ولاحظ فريق البيت الأبيض أن الخبر فى صدارة أخبار الأسبوع، على الرغم من أن الرئيس مارس الرياضة لخمسة أيام طوال الأسبوع مع مدرب على الأرجح وأن كثير من الرجال فى عمره نادرا ما يستقلوا دراجة.
بايدن نفسه قال أن الأسئلة بشأن لياقته من الطبيعى طرحها، مطمئنا الأمريكيين بأنه بصحة جيدة.
ومع ذلك، فقد أثرت الأسئلة المطروحة حول مدى لياقة بايدن على مكانته العامة. ففى استطلاع للرأى أجراه مركز هارفارد للدراسات السياسية الأمريكية واستطلاع هاريس فى يونيو، قال 64% إنهم يعتقدون أنه يظهر أكبر من أن يصبح رئيسا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة