أوروبا تتأهب لكابوس قطع روسيا لإمدادات النفط.. موسكو تمنع الغاز عن خط نورد ستريم-1 بدعوى الصيانة.. وخبراء يحذرون من اندلاع أعمال العنف بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم

الأربعاء، 13 يوليو 2022 12:00 ص
أوروبا تتأهب لكابوس قطع روسيا لإمدادات النفط.. موسكو تمنع الغاز عن خط نورد ستريم-1 بدعوى الصيانة.. وخبراء يحذرون من اندلاع أعمال العنف بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم النفط -أرشيفية
كتبت -مروة الغول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتأهب أوروبا بأسرها لكابوس قطع روسيا لإمدادت النفط عن الدول الأوروبية كرد فعل للعقوبات الدولية المفروضة علي موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وذلك وفقا لما قالته الكاتبة الصحفية كريستينا لو في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
 
وأضافت الكاتبة، أن هذا الكابوس أصبح حقيقة ماثلة بعد قيام روسيا بمنع إمدادت الغاز عن أوروبا من خلال خط أنابيب نورد ستريم-1 بدعوى القيام بأعمال صيانة قد تستمر لمدة 10 أيام.
 
وأوضحت - نقلاً عن خبراء دوليين في مجال الطاقة - أن القارة الأوروبية تتأهب حالياً لأكبر أزمة طاقة تتعرض لها عبر تاريخها بسبب قطع روسيا لإمدادات الغاز والنفط عنها، ولاسيما أن الدول الأوروبية تعتمد على روسيا بنسبة تصل إلى 40 % في توفير احتياجاتها من الطاقة مما جعل الواردات الروسية تمثل شريان حياة بالنسبة لدول أوروبا.
 
وقالت إن تلك الأوضاع أثارت قلق ومخاوف قادة الدول الأوربية، ولاسيما في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار الطاقة عالمياً، ما دفع العديد من الدول إلى اللجوء إلى خطط طوارئ لمواجهة الأزمة الحالية.
 
ولفتت إلى رأى خبير الطاقة العالمي أليكس مونتون الذي يقول إن هذه الأزمة تعتبر الأسوأ في تاريخ أوروبا بأسرها، ولاسيما مع قدوم فصل الشتاء وفي ظل الزيادة الرهبية في الأسعار، مضيفا أن المخاوف تنتاب الدول الغربية من أن تستخدم روسيا واردات الطاقة كسلاح حرب ولا تستأنف إمداد أوروبا بالغاز عبر خط الأنابيب التي تقول أنه توقف بسبب أعمال صيانة، خاصة أن خط الأنابيب هذا هو المصدر الرئيسي حالياً لإمداد أوروبا ولاسيما ألمانيا بالطاقة بعد توقف خط أنابيب نورد ستريم -2 في فبراير الماضى.
 
وفي نفس الوقت، أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك - كما تقول الكاتبة - عن اعتقاده أن جميع الاحتمالات قائمة وأنه من الوارد أن تستأنف روسيا إمداداتها من الطاقة ومن الجائز أيضاً أن تقطع تلك الإمدادات.
 
وأوضحت الكاتبة أن الأزمة الحالية تثير الكثير من المخاوف لدى قادة الدول الأوروبية مع اقتراب فصل الشتاء وازدياد الاحتياج لموارد الطاقة في الدول الغربية للتدفئة، مشيرة إلى آراء الخبراء الدوليين الذين يرون أن منع روسيا لواردات الطاقة سوف يعرض أوروبا لشتاء قاسي وسوف يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
 
وأضافت الكاتبة أن الخبراء يحذرون كذلك من اندلاع أعمال العنف على خلفية تذمر الشعوب الأوروبية من نقص موارد الطاقة وارتفاع أسعارها وزيادة معدلات التضخم، ولاسيما أن بعض الاضرابات اندلعت بالفعل في بعض الدول الأوروبية مثل النرويج.
 
وأوضحت أن ألمانيا اضطرت إلى اتخاذ إجراءات توفير للطاقة منها ترشيد استخدام الماء الساخن وإغلاق حمامات السباحة من أجل تخفيف الآثار الناجمة عن أزمة الطاقة، مضيفة أن هذ الحال لا ينطيق على ألمانيا وحدها وإنما يحدث في جميع الدول الأوروبية.
 
وأعرب الخبراء الدوليين - كما تشير الكاتبة - عن مخاوفهم من أن الآثار الموجعة للموقف الروسي سوف تستمر لفترة طويلة، ولاسيما في ظل افتقار الدول الأوروبية لمصادر بديلة، وعلى الرغم من المساعي الحثيثة التي يبذلها قادة الدول الأوروبية للاستغناء عن واردات الطاقة الروسية وإيجاد مصادر أخرى إلا أن الأمر سوف يستلزم سنوات وسنوات حتى تتمكن أوروبا من تقليص اعتمادها على واردات روسيا من الطاقة.
 
وأكد المستشار النمساوي كارل نيهمر أن الاتحاد الأوروبي يستعد جيدا لسيناريو لم تعد فيه روسيا تزود أوروبا بالغاز، مشيرا إلى أنه رغم الارتفاع الحاد في الأسعار إلا أنه يرفض تحديد سقف لأسعار الطاقة.
 
وأشار نيهمر - في تصريحات اليوم الثلاثاء -  وفقا لـ"أ ش أ"، إلى أهمية اجتماع مجلس وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم لمناقشة أزمة الطاقة، موضحا أن بلاده تستعد جيدا للوضع المضطرب في أسواق الطاقة وتتعامل مع حقيقة غياب روسيا عن تزويد أوروبا بالغاز.
 
وأوضح أن هناك عددا من الدول يرغب حاليا في تحديد سقف مباشر لأسعار الطاقة، مشيرا إلى أن الأمر مازال محل حوار سياسي في النمسا.
 
يشار إلى أن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" توقفت اعتبارا من الأمس بسبب أعمال الصيانة لمدة عشرة أيام؛ بينما تتوقع دول أوروبا أن تتوقف الإمدادات لفترة طويلة بسبب تصاعد الخلاف السياسي الأوروبي الروسي.
 
وفي سياق متصل، أكد وزير خارجية النمسا ألكسندر شالينبرج، أن الأزمة الدولية الراهنة بسبب الأزمة في أوكرانيا تزداد تعقيدا بسبب "الحصار الروسي على الصادرات الغذائية" والذي قد يتطور ليصل إلى أزمة إنسانية طاحنة خاصة في دول شمال إفريقيا. 
 
وذكر الوزير - في تصريحات اليوم - أن التطورات الجيوسياسية الحالية تشكل تحديات كبيرة للعالم بأسره وبشكل خاص للدول النامية.
 
وأوضح أن تداعيات وتأثيرات الحرب في أوكرانيا طالت اقتصادات جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن العديد من الإنجازات التي تحققت في التنمية والرعاية الصحية في السنوات الأخيرة معرضة لخطر الانتكاس.
 
وبين أن النمسا من خلال وكالة التنمية الوطنية ستواصل جهود مساعدة الدول النامية على تخفيف أعباء أزمتي الغاز والطاقة في المرحلة الراهنة. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة