كثيرا ما يقال إن الموسيقى لغة عالمية، لا تحتاج لمعرفة لغة المغنى، لكى تستمتع بالأغنية، والموسيقى، فاختلاف اللغة لم يمنع بعض الأغانى من الانتشار الواسع فى كافة أرجاء الكوكب، فأصبحت هذه الأغانى تتصدر محركات البحث عالميا، يدندن نغماتها الجميع فى جميع بلدان العالم، بغض النظر عن لغتهم الأم.
وبالطبع يمكن القول إن ما لفت الانتباه فى تلك الأغانى بشكل خاص، وجعلها تحظى بانتشار عالمى كبير، هو اللحن، والموسيقى والإيقاع، لأن الكثير من محبى الأغنية، لايفهمون كلماتها، ولا يتحدثون لغتها، وفي كل مجتمع هناك أغنيات لها رصيد هائل من الجماهيرية، وهو أمر يتحقق في جميع الدول بمختلف لغاتها، وليس من الغريب أن الأغانى التى تحتل الصدارة فى الغالب ناطقة بالإنجليزية، إلا أن هناك أغانى لا تتحدث الأنجليزية، استطاعت تحقيق أرقام مشاهدة عالية وتصدر القائمة.
ورصد تقرير فى صحيفة اندبندنت عربية، أوسع الأغانى انتشارا، والتى لفت كل أنحاء الكرة الأرضية، وسادت نغماتها فى كل الأرجاء، من الشرق للغرب، وجنوبا وشمالا.
ومن أبرز الأغانى التى حققت شهرة وطفرة كبيرة، هى اغنية "جانجام ستايل"، والتى وصلت عدد مشاهداتها 4.4 مليار مشاهدة، منذ طرحها على اليوتيوب عام 2012، والأغنية هى للمطرب الكوري ساي، الأغنية كورية اللغة والهوى والهوية، تتحدث عن أسلوب حياة من يقطنون حي مترف شهير في العاصمة الكورية الجنوبية.
وساى بدأ مشواره الفنى منذ بداية الألفية الثالثة، لكن الشهرة الكبرى جاءته في يوليو 2012، حينما أصدر "جانجام ستايل"، بما تحمله من رقصات معبرة، وإيقاعات مليئة بالحياة، وكانت أغنية العام بالفعل، وأخذت الأغنية بيد صاحبها إلى الشهرة غير المحدودة، وتحوّل من مغن كوري مشهور بين من يتحدثون اللغة إلى نجم أيقوني تؤدي رقصاته وحركاته المرحة في البرامج الترفيهية الكبرى وفي إعلانات أفخم الماركات، وفقا لاندبندنت عربية.
وعلى الرغم من أن ساى، قدم عدة أغانى، وأعمال بعدها، إلا أن جانجام ستايل هي أيقونته وتميمة حظه التي وضعته في قائمة الأرقام القياسية بجدارة، إذ سجلت حينها رقماً غير مسبوق في موسوعة جينيس، كما تجاوز عدد مشاهديها خلال عشر سنوات عبر موقع "يوتيوب" فقط الأربعة مليارات مشاهدة.
وظلت "جانجام ستايل" فى الصدارة، إلى أن جاءت أغنية "ديسباسيتو"، لتسحب البساط من تحت قدميه، والتى حققت 7.8 مليار مشاهدة، فى خمس سنوات، منذ طرحها مطلع عام 2017.
واستمرت طوال فترة طويلة متواصلة، هي الأغنية الرسمية للتجمعات المبهجة، وقد أداها البورتريكيان دادي يانكي، ولويس فونسي، ووجدت الأغنية التي جاءت باللغة الإسبانية، والتى لا تعتبر لغة عالمية أولى صدى لدى كثيرين، وبينهم جاستن بيبر الذي عبر عن إعجابه بها.
وتصدرت الأغنية العاطفية المشاهدات والتقييمات في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن أحد مطربيها وهو لويس فونسي يقيم بالولايات المتحدة في الأساس، وكانت لديه قبلها سلسلة من النجاحات، وبينها تجربة جمعته بالمغنية كريستينا أجيليرا، لكن النجاح الذي حققته "ديسباسيتو" وتعني "ببطء" ورقصتها كان له تأثير مغاير تماماً، وتميزت الأغنية بحركاتها الراقصة.
وديسباسيتو، لم تكن الأغنية الأسبانية الأولى، فى الانتشار، فسبقتها الأغنية الشهير فأغنية "مكارينا" مثلها مثل بقية الأغنيات التي أشعلت سكان العالم، ولم يقتصر نجاحها على مجتمعها المحلي فقط، ارتبطت برقصة شهيرة وبحركات تشبه في بدايتها التمرينات الرياضية سرعان ما تتحول إلى إيقاعية، وقد طرحت الأغنية للمرة الأولى عام 1993، لكنها لم تعرف الشهرة إلا بعد طرح كليبها الراقص، حيث كانت النشيد الرسمي لحفلات جيل التسعينيات، وهي من أداء فرقة لوس ديل ريو، التي تشكّلت بمدينة إشبيلية عام 1962، وصدرت ضمن ألبوم لهم يحمل عنوان "أنا أحب".
ومن بين الأغنيات التي استقبلها العالم بحفاوة "واكا واكا"، للمغنية الشهيرة شاكيرا، حيث كانت رسالة الأغنية وعنوانها "قد حان الوقت لأفريقيا"، وكانت للأغنية حضور خاص فى مسيرة النجمة الكولومبية شاكيرا التي أدت الاستعراض غناءً ورقصاً بمناسبة كأس العالم 2010، الذي أقيم في جنوب أفريقيا، وظهر في الشريط المصور كبار نجوم كرة القدم في العالم حينها.
كما شاركت فرقة فريشلي غراوند الجنوب أفريقية في الأداء، وتجاوزت مبيعات الأغنية المليون أسطوانة خلال شهور، وصُنفت كواحدة من أكثر الأغنيات مبيعاً ومشاهدة على مدار التاريخ، وحصدت عشرات الجوائز، وعلى الرغم من أن العبارات الإنجليزية معروفة المعاني في العمل، لكن أطلق الجمهور على الأغنية اختصاراً "واكا واكا" حتى وهم لا يعرفون معنى هذا اللفظ، وحتى اليوم تحتفظ الأغنية بشعبيتها وجماهيريتها، وحققت على يوتيوب 3.1 مليار مشاهدة.
من ضمن الأغنيات التي لها رصيد في قلوب كثيرين حول العالم كذلك "بيلا تشاو ـ Bella ciao" أغنية المقاومة الإيطالية الشهيرة التي حققت انتشارها مع معارك الحرب العالمية الثانية، وتناوب على غنائها عشرات المطربين، وقد تكون أبرزهم الإيطالية ميلفا التي فارقت الحياة في أبريل من العام الماضي، بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها، بينما كانت نسختها الأبرز للأغنية التي تحظى بشعبية جارفة بين الجماهير في شتى أقطاب العالم من دون الاهتمام بمعانيها السياسية البحتة، كانت عرفت النور في ستينيات القرن الماضي.
كما برزت أغنية shape of you، للمغنى الشهير إد شيران، ضمن الأوسع انتشارا، وحققت مشاهدات عالية عبر موقع يوتيوب، إذ بلغت مشاهداتها 5.7 مليار دولار.
فيما ظهرت أغنية "Roar"، للمغنية كاتى بيرى، وحققت انتشارا واسعا، وحققت أكثر 3.6 مليار مشاهدة عبر يوتيوب، منذ إطلاقها سبتمبر 2013.
فيما تمكن جاستن بيبر من تحقيق أكثر من 3.5 مليار مشاهدة عبر يوتيوب، لأغنيته الشهيرة "sorry"، والتى أطلقها عبر قناته فى أكتوبر 2015.
فيما جاءت الأغنية الشهيرة، see you again"، لتكريم الفنان الراحل بول واكر، بطل سلسلة أفلام "فاست أند فيوريوس"، الذى توفى خلال حادث سيارة مروعة، وضمن الأغانى التى حققت انتشارا كبير، وحققت الأغنية عبر يوتيوب 5.5 مليار مشاهدة منذ طرحها فى إبريل 2015.