ـ القمة ترسم خارطة الطريق لحل أزمات المنطقة و تؤكد الرؤى المشتركة حيال عدد من القضايا بالمنطقة.. محمد بن سلمان: نأمل أن تؤسس القمة لعهد جديدة من الشراكة العربية الأمريكية
ـ بايدن: مصر دعامة رئيسية لصون السلم والأمن بالمنطقة ..أزمات الطاقة والمناخ وفتح آفاق جديدة للتعاون محاور لقاء القادة فى جدة
ـ عاهل البحرين: القمة فرصة لترسيخ علاقات الشراكة الاستراتيجية العربية الأمريكية
ـ "بيان جدة" أساس للعمل على توطيد وتعزيز الشراكة الاستراتيجية
ـ ترحيب أمريكى بالتزام السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية
ـ السعودية والولايات المتحدة توقعان 18 اتفاقية ومذكرات تعاون على هامش قمة جدة
تثبت مصر بما لا يدع مجالًا للشك قوة حضورها السياسى على الساحتين الإقليمية والدولية، وهو ما أكدته عبر مواقف تاريخية وشواهد سياسية، إنه دور لا يختلف أحد على أهميته تلعبه أم الدولة المصرية فهى الحاضرة على طاولة نقاش القضايا المحوية على الساحتين الإقليمية والدولية على حد سواء.
استمرارًا وتكريسًا لهذا الدور المحورى وفى إطار حرص مصر على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية على نحو يلبى تطلعات شعوب المنطقة، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة جدة "للأمن والتنمية" التى تعقد، اليوم السبت، فى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين، وبمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجى الست، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى.
وهى القمة التى وصفها الرئيس الأمريكى ببداية جديدة من العلاقات بين الولايات المتحدة والمنطقة العربية على كافة الأصعدة.
وعلى هامش القمة وجه الرئيس الأمريكى الدعوة للأمير محمد بن سلمان لزيارة واشنطن، كما وقعت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، مُذكرة تعاون بين البلدين فى مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمى وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار فى المنظومة الرقمية فى المملكة.
ومن المتوقع أن تُسهم الاتفاقية بشكل كبير فى دعم مساهمة الاقتصاد الرقمى فى الناتج المحلى للمملكة، وبموجب المذكرة؛ سيتعاون الجانبان السعودى والأمريكى على تعزيز وتشجيع التعاون فى مجالى الاتصالات وتقنية المعلومات والاقتصاد الرقمى من خلال دعم تقنيات الجيل الخامس وحلول التوسع التجاري، والتعاون فى البحث والتطوير فى تقنيات الجيل السادس.
لقاء الرئيسين
على هامش القمة الخليجية العربية، عقد لقاء ثنائى بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وجو بايدن تناولا القضايا التى تتعلق بأمن المنطقة وترسيخ سبل إحلال السلام، ومن جانبه أكد الرئيس الأمريكى أن مصر دعامة رئيسية لصون السلم والأمن بالمنطقة.
يأتى هذا فى الوقت الذى تناولت القمة الأمن الإقليمى وأيضا الأمن الغذائى وهى القضية التى فرضتها بقوة الازمة الأوكرانية الروسية.
بداية عهد جديد
من جانبه، قال ولى عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، فى كلمته أمام قمة جدة للأمن والتنمية، نأمل أن تؤسس القمة لعهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأمريكية لخدمة مصالحنا المشتركة وتعزيز الأمن والتنمية فى هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.
التنسيق المشترك
كان من أبرز أهداف القمة دعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء فى ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، وإلى تأكيد الشراكة التاريخية بين هذه الدول المشاركة، وتعميق التعاون المشترك فى مختلف المجالات وصولاً إلى تطوير سبل التعاون والتكامل فيما بين دول القمة، وبناء مشاريع مشتركة تسهم فى تحقيق تنمية مستدامة فى المنطقة، والتصدى الجماعى للتحديات البيئية، ومواجهة التغير المناخى، بما فى ذلك مبادرتى السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر اللتين أعلن عنهما ولى عهد المملكة العربية السعودية، وتطوير مصادر متجددة للطاقة، والإشادة باتفاقيات الربط الكهربائى بين دول مجلس التعاون والعراق والتأكيد على أهمية التعاون الوثيق والرؤى المشتركة حيال عدد من القضايا والأوضاع فى المنطقة.
فرصة لترسيخ التعاون العربى الأمريكي
من جانبه أعرب العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية الراسخة التى تجمع البحرين والسعودية من جهة والتى تجمع البحرين بسائر الأشقاء العرب من جهة أخرى.
وأكد ملك البحرين، أن انعقاد تلك القمة مثل فرصة مناسبة لترسيخ علاقات الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين دولنا الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، من أجل فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك فى مختلف المجالات الحيوية، ومواجهة التحديات المحدقة بالمنطقة، وتعزيز الجهود المشتركة لحماية الأمن والاستقرار الإقليمى والدفاع عن المصالح العالمية، وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة للسلام والنماء والازدهار، مثمنا الدور الحيوى الفاعل الذى تقوم به المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومساعيها الدائمة لتعميق الترابط والتعاون والتكامل بين دولنا والدول الحليفة والصديقة، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة والعالم.
وتهدف القمة إلى تأكيد الشراكة التاريخية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعميق التعاون المشترك فى مختلف المجالات، وتؤكد أهمية تطوير سبل التعاون التكامل فيما بينهم، وبناء مشاريع مشتركة تسهم فى تحقيق تنمية مستدامة فى المنطقة، والتصدى الجماعى للتحديات البيئية، ومواجهة التغير المناخي، كما تؤكد أهمية التعاون الوثيق والرؤى المشتركة حيال عدد من القضايا والأوضاع فى المنطقة، التى منها تأكيد موقف دول المجلس من دعم حل الدولتين للصراع الفلسطينى الإسرائيلى وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم الحل التفاوضى بين الحكومة اليمنية والحوثي، والترحيب بالهدنة وتمديدها، وأهمية الالتزام باستمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني.
كما تؤكد على وكذلك دعم العراق وأمنه واستقراره ورفاهه، ودعم الحلول السياسية لأزمات المنطقة كافة، وفقًا لقرارات ومبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة، وأهمية استقرار لبنان واستقلال قراره السياسي، ودعم أمن واستقرار أفغانستان وعدم تحولها إلى ملاذ آمن للإرهابيين والمتطرفين. وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والسعى لحصول أطياف الشعب الأفغانى كافة على الحقوق الأساسية وفرص التعليم.
وفيما يخص الأزمة بين روسيا وأوكرانيا تأتي القمة تأكيداً على الالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، ودعم جهود الوساطة، وتشجيع حل الأزمة سياسيًا من خلال المفاوضات، ودعم تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ودعم جهود ضمان توفر إمدادات الغذاء والطاقة.
دور مصري بارز
من جانبه أكد البروفيسور إيلى جولد رئيس مركز أبحاث "جولد"بواشنطن، والباحث في العلاقات العربية الأمريكية،في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن مصر تلعب دورًا قياديًا مهمًا ومشاركة الرئيس السيسى الفاعلة في المحافل الإقليمية والدولية التي نلحظها خلال 9 سنوات رسخت مكانة مصر المحورية ودورها القيادى، لذا فإن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى ضرورية في أي اجتماع أو مبادرة تمس الأمن العالمى أو الإقليمى، فهى أكبر وأقدم دولة في المنطقة، ومشاركتها الفاعلة منحت الرئيس السيسي مكانة رجل دولة في هذا السياق، وقد شاركت مصر منذ فترة طويلة في تدريبات دفاع جوي وأمن، وتدربت مع الولايات المتحدة وغيرها.
إيلى جولد
وعن أهمية قمة "جدة للأمن والتنمية" قال إن القمة قدمت فرصة مهمة لمناقشة العلاقات الأمنية الإقليمية، ومن بين أبرز القضايا التي نوقشت القضية الفلسطينية.
أضاف إيلى جولد، في تصريحاته الخاصة، الرئيس بايدن في وضع مثير للاهتمام، حيث أدت الحرب في أوكرانيا وسياساته المتعلقة بالبيئة إلى إبقاء أسعار الطاقة عند مستويات كبيرة. نتيجة لذلك ، فهو غير قادر على زيادة إنتاج النفط في الداخل ، والآن يجب أن يأتي إلى المملكة العربية السعودية للمطالبة بزيادة إنتاج النفط.
بيان سعودى أمريكى
وعقب الاجتماع الثنائى بين ولى العهد السعودى محمد بن سلمان والرئيس بايدن أصدر الجانبان بيانا أكد في مجمله على مواصلة ترسيخ اتعاون المشترك في كافة المجالات ، مستعرضين جوانب الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية خلال العقود القادمة، بهدف تعزيز مصالحهما ورؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الاستقرار والازدهار والأمن والسلام.
وشددا على أن البلدين يتشاركان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم يسودها الأمن والاستقرار والازدهار.
نوه الطرفان بأهمية تعاونهما الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة الراهنة في أوكرانيا وتداعياتها، مجددين التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية. ورحبت الولايات المتحدة بالتزام المملكة العربية السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام. واتفق الطرفان على التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل، وكذلك العمل معا كشركاء استراتيجيين في مبادرات المناخ وانتقال الطاقة، مع الإشادة بدور المملكة العربية السعودية الرائد في مستقبل الطاقة.
ومن جانبه أكد الرئيس بايدن على التزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة العربية السعودية والدفاع عن أراضيها.
وشدد الجانبان على أهمية الحفاظ على حرية حركة التجارة عبر الممرات البحرية الدولية الاستراتيجية، وأهمية التعاون المشترك في مجال الأمن السيبراني في حماية المصالح الأساسية لكلا البلدين وأمنهما الوطني. ورحب الجانبان بتوقيع مذكرات تفاهم بين الجانبين مؤخراً متعلقة بالتعاون في مجال الأمن السيبراني، كما أكد الجانبان دعمهما الثابت للهدنة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة، وشددا على أهمية استمرارها وإحراز تقدم لتحويلها إلى اتفاق سلام دائم.
العراق
وفيما يتعلق بالعراق، رحب الرئيس بايدن بالدور الريادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في تعزيز العلاقات مع جمهورية العراق، والاتفاقيات التاريخية التي تم توقيعها على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، لربط شبكات الكهرباء بين المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بالعراق، من أجل تزويد العراق وشعبه بمصادر كهرباء جديدة ومتنوعة.
القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الجانبان التزامهما الدائم بحل الدولتين، بحيث تعيش دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافيا جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل.
سوريا
أكد الجانبان على التزامهما بالحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها، ودعمهما لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للنزاع وفق الصيغة الواردة في قرار مجلس الأمن 2254 الصادر في عام 2015م.
لبنان
وبالنسبة لقضية لبنان واستقراره السياسى، عبر الجانبان عن دعمهما المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. كما أشار الجانبان إلى أهمية تشكيل حكومة لبنانية، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية .
أوكرانيا
أكد الجانبان على أن النظام القائم على سيادة القانون يكمن في صميم الأمن الدولي، مشددين على أهمية احترام مبادئ القانون الدولي ووحدة الأراضي والسيادة الوطنية. كما أكدوا مجددًا على المبادئ المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1/11- ESالصادر بتاريخ 2 مارس 2022م ، والذي دعمه جميع أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
السودان
وعبر الجانبان عن أهمية الحوار بين الأطراف السودانية وإحياء العملية السياسية. كما أشادا بالجهود التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة لدعم العودة إلى أسس الحل السياسي في السودان، وأعربا عن ارتياحهما للدور الفاعل الذي تقوم به المجموعة الرباعية من أجل السودان، متمنين للسودان وشعبه الاستقرار والازدهار.
ليبيا
وشدد الجانبان على دعمهما للشعب الليبي في الوقت الذي ينخرط فيه في العملية السياسية بوساطة الأمم المتحدة، للتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن. وأعرب الجانبان عن دعمهما الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الليبي المبرم بتاريخ 23 أكتوبر 2020، والدعوة الليبية إلى المغادرة الكاملة للقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 الصادر في عام 2021م.
أفغانستان
وأكدا ضرورة دعم أمن أفغانستان والتصدي للتهديد الذي يشكله الإرهابيون المتمركزون في أفغانستان. كما شددوا على أهمية مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان.
مكافحة الارهاب
وشدد الجانبان على أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف، والتزامهما المستمر بمواجهة تنظيمي القاعدة وداعش، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب، ومكافحة الدعاية المتطرفة العنيفة، وقطع قنوات تمويل الإرهاب.
18اتفاقية
وعلى هامش زيارة الرئيس الامريكى للسعودية، وقع الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، و وزراء الاستثمار والاتصالات والصحة في المملكة العربية السعودية، مع نظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية، 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، تأتي تلك الاتفاقيات في ضوء ما توفره (رؤية المملكة 2030) بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، من فرص واسعة للاستثمار في القطاعات الواعدة، وبما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.