"تزوجت عن حب منذ أقل من عام، واجهنا معًا تحديات كثيرة ليجمعنا أخيرًا بيت واحد، وطيلة الوقت يخبرني كم أنا جميلة وأنه سعيد بزواجنا، ومن جانبي لم أقصر أبدًا في العناية بنفسي وجمالي، أحرص دائمًا على أن أتعطر وأرتدي ملابس جذابة، حتى المكياج الأساسي لا أتخلى عنه حتى وقت النوم، وحين يطلبني للعلاقة أستجيب دائمًا حتى لو لم أكن راغبة في ذلك، أو لم أكن مستعدة، لهذا انهرت حين فوجئت به يزور مواقع إباحية بكثرة ويقضي عليها وقتًا طويلاً. حاولت أن أخفي صدمتي ولكنني لم أتمالك نفسي، وواجهته بذلك فاعتذر ووعدني أن يتوقف عن ذلك. طلب مني مساعدته لكنني أشعر بالإهانة، أشعر أنني غير كافية بالنسبة له ولا جميلة وإلا لماذا يلجأ لهذه المواقع؟ لا أشعر بالثقة أبدًا في أنه يمكن أن يتوقف عن مشاهدة هذه المواقع وأصبحت أنفعل كلما رأيته ممسكًا بهاتفه حتى لو كان يفعل أي شيء عادي، هل يمكن فعلاً أن يتوقف عن إدمان الإباحية؟ وهل بإمكاني فعل أي شيء لمساعدته؟ وهل سأنسى هذه الصدمة أم من الأفضل أن أنسحب من هذا الزواج؟"
***
نقلنا السؤال إلى الدكتورة إيمان الريس، المستشار الأسري والنفسي التي قالت: "من الصادم أن هذه مشكلة العصر بالنسبة للجيل الجديد والأزواج الجدد، ومن الظلم التفكير في ترك الزوج لهذا السبب، والكثير من الزوجات في السنة الأولى يكتشفن هذا الموضوع، ولكن لحسن الحظ أنه يمكن للزوجة أن تساعد في حل هذه المشكلة بالفعل، لكن يجب أن تعلم أن هذا سيتطلب منها مجهود كبير، فعليها أولاً ألا تتحدث مع أحد مطلقًا في هذا الموضوع، لا من الأسرة ولا الصديقات، وتعالج هذه المشكلة بنفسها.
يجب أن تعتبره تحدي بالنسبة لها، ولتتمكن من تقبله مجددًا وتتغلب على صدمتها عليها أولاً أن تحضر ورقة وقلم وتستخدمهما لتذكير نفسها بكل مميزات الزوج والأشياء التي تحبها فيه. الخطوة الثانية هي الاهتمام بالجانب الروحاني، فتربط الزوج دائمًا بالصلاة، ولكن لا تتعامل معه بتعالي وكأنها رقيب عليه وإنما يمكن أن تطلب منه أن يصليا معًا جماعة. من المهم أن تحرص على تشغيل القرآن باستمرار في البيت والأذكار.
ولتفريغ طاقة الزوج يفضل أن تكون العلاقة الحميمية بينهما يومية، وأن يشترك في جيم ليمارس الرياضة ويفرغ من خلالها طاقته وتشغله. ومن المهم أن يشغل الزوج وقته بأشياء مختلفة.
يمكنها أيضًا أن تضع نظامًا للبيت، وهو منع استخدام الموبايل ليلاً، وهذا ينطبق عليه وعليها، فلا تعامله كأنه معاقب بل تقول إن هذه القاعدة وضعت لتعزيز التواصل بينهما كي لا ينشغل أحدهما عن الآخر بالموبايل، ولاستثمار وقتهما في أشياء أخرى أكثر فائدة.
أخيرًا أشارت إلى أنه من الطبيعي أن نكتشف خلال السنوات الأولى من الزواج بعض المشاكل لدى الطرف الآخر، ولكننا لا نتخلى عنه بل نساعده على علاجها.
خدمة وشوشة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة