دعوة وشعار يعكس مضمونهما الكثير من التفاصيل حول قمة جدة الجماعية، والمُقررة اليوم السبت بالمملكة العربية السعودية، حيث دعوة ملكية للرئيس الأمريكى جو بايدن لزيارة السعودية، نشرت وكالة الأنباء السعودية «واس» نصّها، والذى أوضح أنها دعوة رسمية للقاء الرئيس الأمريكى بالعاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، بهدف بحث أوجه التعاون بين البلدين إلى جانب مناقشة سُبل مُواجهة التحديات التى تُواجه المنطقة والعالم، بالإضافة إلى قمة ثانية تجمع بينهما وقادة دول مجلس التعاون الخليجى، إلى جانب مصر والأردن والعراق، أيضا أعلنت وزارة الإعلام السعودية عن الشعار الرسمى للقمة والذى ظهر بأعلام الدول الـ10 المُشاركة فى القمة، مع مُسمى مكتوب خلالها، وهو «قمة جدة للأمن والتنمية».
الزيارة الأولى من نوعها
وتُعد زيارة الرئيس الأمريكى هذه هى الأولى من نوعها للمنطقة، ومع قبوله هذه الدعوة السعودية، فهناك مؤشر واضح لرغبة أمريكية فى فتح صفحة جديدة مع منطقة الشرق الأوسط، وسط تحديات سياسية واقتصادية واستراتيجية تُواجه العالم جراء أزمات مُتلاحقة بدأتها جائحة كورونا وتلتها الحرب الروسية الأوكرانية، مع غموض يُحيط بمعالم المستقبل فى ظل أزمات مُفاجئة تلقى تداعياتها على جميع دول العالم والمنطقة فى مختلف القطاعات، وهو ما يتطلب تنسيق شامل بين مختلف الدول المحورية حول العالم للحفاظ على الأمن والاستقرار والتنمية، التى باتت ركيزة أساسية للتصدى للتحديات الحالية والمستقبلية.
توافق ومؤشرات إيجابية
هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية التى تُبشر بنتائج إيجابية لقمة جدة، وسط توافق من قبل القادة المُشاركين حول أهدافها والعمل مُسبقا على توحيد الرؤى والأهداف، فإلى جانب البيان الملكى السعودى والشعار الذى تم الاستقرار عليه للقمة، قام ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى يونيو الماضى، بجولة خارجية شملت مصر والأردن، وكان قد سبقتها قمة ثلاثية فى شرم الشيخ جمعت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى والعاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتى تناولت آخر التطورات والتحديات التى تُواجه المنطقة، إلى جانب مسارات التعاون بين الدول الثلاث، كما كان الرئيس السيسى منذ مارس الماضى قد توجه إلى عدد من الدول الخليجية، وشملت زياراته التنسيق المشترك بين قادة مجلس التعاون الخليجى، ومن المقرر أن يلتقى الرئيس الأمريكى والرئيس السيسى على هامش قمة جدة، ومنذ أيام وجه الرئيس الإماراتى، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خطابه الأول إلى الشعب الإماراتى، أكد خلالها على النهج الإماراتى فى تعزيز دور الدولة التنموى والإنسانى إلى جانب ترسيخ الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة، بالإضافة إلى دعم السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم أجمع، وهو ما يعكس بدوره الرؤية الإماراتية حول كيفية ضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة، وأهمية التنسيق والتعاون بين الدول الفاعلة والصديقة، وخلال لقاء صحفى مع رئيس الوزراء العراقى، مصطفى الكاظمى أكد التوافق حول أهداف قمة جدة الرئيسية، والتى أوضح أنها تدور حول مناقشة سُبل التعاون فى ملفات الاقتصاد والطاقة والربط الكهربائى والأمن الغذائى والمتغيرات المناخية إلى جانب المشروعات الاستثمارية وضمان الاستقرار فى المنطقة، وهى المجالات ذاتها التى لفت إليها بيان الأردن حول مشاركة الملك عبدالله الثانى فى قمة جدة، ومن المقرر أيضا أن يلتقى رئيس مجلس القيادة الرئاسى فى اليمن، رشاد العليمى بالرئيس الأمريكى، على هامش قمة جدة لبحث الأزمة اليمنية وجهود مكافحة الإرهاب وتمديد الهدنة لتحقيق الأمن والاستقرار، بحسب وكالة سبأ اليمنية.
الأمن والسلام
إن ملف الأمن والاستقرار بالمنطقة حاضر بقوة على طاولة المباحثات، فإلى جانب المباحثات المُرتقبة سابقة الذكر، توجه الرئيس الأمريكى للقاء الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن أمس الجمعة، والذى أكد بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن زيارة جو بايدن الرسمية إلى بيت لحم تعكس اهتمامه بتحقيق السلام، لافتا إلى أن اللقاء مثلّ فرصة لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأكيدات من قبل الرئيس الأمريكى لأهمية تثبيت الأسس التى قامت عليها عملية السلام المستندة على قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين على حدود 1967. وفى مقال لبايدن تحت عنوان «القيم الأمريكية الأساسية» تم نشره عبر صحيفة «واشنطن بوست»، لفت إلى أهمية الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط بالنسبة للأمن الأمريكى، وأن هذا أحد المحاور المُهمة للحفاظ على أمريكا كبلد قوى وآمن، وهو ما يتطلب تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الدول المُشاركة فى قمة جدة، لا سيما المملكة العربية السعودية، والتى تُعد داعما رئيسيا لاستقرار سوق النفط، وهى قضية حيوية بالنسبة لأمن الولايات المتحدة الأمريكية.
بداية جديدة
وأخيرا، من المتوقع أن تكون نتائج قمة جدة مرحلة مُهمة فى تاريخ العلاقات الشرق أوسطية الأمريكية وبداية جديدة فى عصر التحالفات التى فرضتها الأزمات والتحديات على العالم أجمع، فقد بات من الضروريات التعاون والتشاور والتنسيق مع جميع ومختلف القوى حول العالم، ولما يتناسب مع ما فرضه علينا عصر العولمة الذى أصبح غير مُقيد بحدود جغرافية، وفى ظل ما نمر به من أزمات دفع بأهمية العمل الجماعى فى سبيل تحقيق الأمن والاستقرار للشعوب، ومن ثم التباحث وتبادل الرؤى حول سبل التنمية وتحقيق السلام والأمن القومى.
7 ملفات مهمة على طاولة قمة جدة:
• تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
• السعى إلى استقرار سوق النفط.
• مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.
• تحقيق الأمن الغذائى.
• ضمان أمن الطاقة.
• مواجهة التغيرات المناخية.
• مناقشة فرص التعاون الثنائى والمشروعات الاستثمارية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة