أحمد التايب

الآداب العامة فى خطر

الأربعاء، 20 يوليو 2022 01:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل سيطرة وسائل الحداثة على مجتمعاتنا وانتشار ثقافات مستوردة غزت البيوت والعقول، تتغلل عدة ظواهر مؤسفة فى حياتنا، أهمها غياب الشهامة والمروءة والتخلى عن الآداب العامة فى كثير من المواقف، وكنا قد كتبنا سلسلة مقالات حول ضرورة الحفاظ على القيم الأخلاقية والإنسانية والثوابت الدينية والوطنية، إذا أردنا النجاة، وفى هذا المقال نسلط الضوء على عدة ظواهر للأسف أصبحت آخذة فى الاتساع وتتطلب منا جميعا دق ناقوس الخطر، خاصة أنها تمس أبنائنا وبناتنا ومستقبلنا وقيمنا، وأول هذه الظواهر  غياب الذوق العام والتلفظ بألفاظ غير لائقة.
 
 بداية.. فإن الذوق العام هو مجموعة السلوكيات والآداب العامة التي تعبر عن قيم ومبادئ وأخلاقيات المجتمع، وتكشف عن هويته، لكن للأسف نعانى من تصرفات خادشة للحياء فى الشارع وعلى منصات السوشيال ميديا، وتلفظ الشباب بألفاظ غير لائقة دون احترام الآداب العامة، والكارثة أنها تتضمن تصرفات ذات طبيعة جنسية مما يتطلب دق جرس إنذار عاجل من الجميع والا سيكون الثمن غاليا وخاصة أننا نرى وقائع ومشاهد مأسوية لطريقة تعامل بعض الشباب والفتيات باستخدام ألفاظ وتصرفات وسلوكيات ما أنزل الله بها من سلطان.
 
وكم نعانى أيضا من سلوك آخر يحتاج منا إلى مراجعة جدية للعودة إلى الذوق العام النظيف، وهو تعمد رفع صوت أغانى ما تسمى بالمهرجانات في الشارع وفى وسائل المواصلات وفى إقامة حفلات الزفاف والخطوبة، دون اعتبار للسلوكيات العامة والآداب التى تربينا عليها جميعا، والتى كانت تضمن توقير الكبير واحترام الكبير للصغير، واحترام حق الجار  والطريق.
 
وكم نعانى من تصرفات البعض بالقيام بالبصق وإلقاء المخلفات دون وعى في الشوارع وأمام المنازل في مشاهد مؤسفة تتكرر  حتى فى وسائل المواصلات عندما يلقون الركاب مخلفات فى الشارع وكأنهم لا يقترفون جريمة فى حق المجتمع.
 
وكم نعانى من غياب الشهامة والمروءة فى المواصلات العامة، ونموذجا إشغال مقاعد كبار السن ، وتجاهل أن هذه الأماكن مخصصة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، ناهيك عن احترام آداب المجالس، فلا توقير ولا احترام.
 
 
وكم نعانى أيضا من ارتداء اللباس غير اللائق في أماكن العامة، ونموذجا "البنطلون المقطع" التي يحرص كثير من الشباب والفتيات على ارتدائه بزعم إنه موضة، رغم أنها لا تتناسب مع طبيعة التقاليد التي تنص عليها أعراف المجتمع والثوابت الدينية.
 
بل أن الخطر  فى اتساع ظاهرة التلفظ الغير لائق في الأماكن العامة من ألفاظ سيئة السمعة أو المخالفة للشرع والأصول والتربية السليمة، فنجد أطفالا يسبون ويتلفظون بألفاظ صعبة للغاية وكأنها شىء عادى، ونجد أيضا كبار يتلفظون بأشياء لا تتناسب مع الوقار والاحترام، ومكمن الخطورة أن هذه الظاهرة طالت المجتمع الأنثوى فنجد من تتلفظن بألفاظ وكأنها نسيت نفسها أنها أنثى.
 
أخيرا.. علينا جميعا دق ناقوس الخطر، وأن نعلم، أنه لا صلاح للمجتمع إلا بصلاح ذوقه العام، إذا أردنا النجاة من كوارث السوشيال ميديا وحرب الجيل الخامس التى تستهدف ضرب هوية الاوطان والمجتمعات.. 
 
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة