أمين صالح

الحوار الوطنى.. اختيارات مبشرة وجدية واضحة.. وأهداف منشودة

الأربعاء، 20 يوليو 2022 01:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمر العالم حاليا بأوضاع مضطربة سياسيا واقتصاديا، وهناك دول كبيرة ستفقد قوتها وأخرى ستحل محلها، وبالفعل سيبقى الأقوى، فالأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا كانت كاشفة للغاية، وقد تكون واحدة من أهم الأسباب التي تؤدى لهزة اقتصادية عنيفة تصيب العالم كله، لا سيما بعد القرارات التي يتخذها المركزى الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة على الدولار والتي تأتى بمثابة تنقيح للدول القادرة اقتصاديا على مجاراة الأحداث العالمية.

 

بالتأكيد يأتي الحوار الوطنى الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى في توقيت هام وحيوى للغاية، فلم يعد هناك مفرا من ترتيب الأوراق لمواجهة التحديات العالمية التي تتطلب ترتيبا داخليا من نوع خاص وتلاحما وتكاتفا يشبه إلى حد كبير ما احتاجته مصر خلال حرب أكتوبر، فالأوضاع الاقتصادية تطال الجميع في مصر دون استثناء والتحديات التي مرت بها الدولة بداية من أحداث ما بعد ثورة 25 يناير ومرورا بأزمة كورونا ثم الأزمة الروسية الأوكرانية تتطلب اقتصادا صلبا يستطيع مواجهة كل هذه الصدمات ومن ثم كانت إجراءات أكثر صعوبة لا مفر من أن يتحملها المواطنين سويا مع الحكومة.

 

وحقيقة الأمر أن الترتيب لحوار من هذا النوع لم يكن أمرا معتادا في كثير من الأحيان فعلى مدار السنوات الأخيرة لم تستطع القوى السياسية أن تصل إلى نقاط تواصل واتفاق كثيرة باستثناء وقت الأزمات أو الثورات والتي اتفقت فيها كثير من القوى على التكاتف وقتها، وباستثناء ثورتى 25 يناير و30 يونيو لم يكن هناك اتفاق كامل بين التيارات والأحزاب السياسية في مصر، لكن الأوضاع التي يمر بها العالم وكذلك الاضطرابات في المنطقة تحتم على الجميع أن يقفوا صفا واحدا لاختيار مسار أكثر قدرة على مواجهة التحديات.

 

اختيار الشخصيات القائمة على الحوار هذه المرة اتسم بالجدية والرغبة في إنجاحه فعلى سبيل المثال اختير الكاتب صحفى ضياء رشوان منسقا عاما للحوار والمستشار محمود فوزى رئيس للأمانة الفنية للحوار الوطنى فالأول يتمتع بثقل سياسى وله باع طويل في العمل الصحفى وكان مديرا لمركز الأهرام للدراسات لسنوات طويلة ويحظى باحترام الكثيرين.

 

أما المستشار فوزى فحدث ولا حرج فهو شخصية جادة وناجحة للغاية ، حيث قدم مردودا إيجابيا للغاية أثناء فترة عمله كأمين عام لمجلس النواب وحظى باحترام الجميع فهو يمتلك قيمة قانونية وحنكة عالية في إدارة مثل هذه الأمور، ولم يكتف بذلك فحينما تم تعيينه أمينا عاما للمجلس الأعلى للإعلام برع الرجل أيضا في استخدام مهاراته وتوظيفها لصالح نقلة نوعية كبيرة داخل مؤسسة هامة وحساسة للغاية في طبيعة عملها وأخرج عدد من التوصيات ومدونات السلوك التي كان لها أثرا فعالا في ضبط المنظومة الإعلامية في مصر، فهو رجل يتمتع بكفاءة عالية وكذلك نزاهة من نوع خاص فهو يكرث وقته للعمل ويحرص على تقديم نموذجا جيدا وبشهادة كثيرين ممن تعاملوا معه.

اللجنة نفسها التي تدير الحوار الوطنى ضمت شخصيات من تيارات مختلفة البعض يصنف منها على أنه معارض والبعض الآخر له اتجاه موال ، إلا أن غالبية هذه الشخصيات تتمتع بثقل سياسى واحترام كبير بين مختلف القوى الوطنية وهو الأمر الذى يضمن التوصل إلى مخرجات إيجابية للحوار بما يخدم صالح المواطن المصري.

الأهم من وجهة نظرى أن تصل اللجنة إلى نقاط رئيسية ومفصلية تصبح لكى تكون بمثابة خارطة عمل محددة المدة والأهداف لتحسين أوضع معيشة المواطنين وتقديم حلول أكثر واقعية للمشكلات التي يعانى منها الاقتصاد المصرى وكذلك تحسين بيئة العمل السياسى بما يضمن المرور بالدولة المصرية إلى الجمهورية الجديدة بآلية عمل أكثر نجاحا ، تضمن تقديم خدمات أفضل للمواطنين وتواكب التقدم الهائل وفى نفس الوقت تحقق لنا اقتصاد قويا قادرا على مواجهة التحديات العالمية.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة