انتهت كوريا الجنوبية وبولندا، من إعداد مذكرة اتفاق على إبرام صفقة سلاح ضخمة بقيمة 5ر14 مليار دولار تتضمن 48 طائرة مقاتلة خفيفة الوزن، وأكثر من 850 دبابة وقطعة مدفعية متطورة لتحديث الجيش البولندي وزيادة قدراته على مواجهة التحديات الإقليمية في أوروبا، خصوصًا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
ونقلت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية عن مسؤول بولندي بارز قوله إن الصفقة ستتضمن ما يقرب من 670 قطعة مدفعية ذاتية الحركة من طراز K9 Thunder، إضافة إلى 180 دبابة حديثة K2، التي يطلق عليها دبابة "الفهد الأسود" الكورية، والتي تصنف عالمياً بأنها الدبابة الوحيدة خارج بلدان "الناتو" التي تتمتع بخصائص التزود الذاتي بالقذائف (التلقيم الذاتي).
وتشير المجلة إلى أن تمتع دبابة "الفهد الأسود" الكورية بخاصية التلقيم الذاتي، تعني خفض طاقم الدبابة من 4 إلى 3 أفراد فقط، بما يؤهلها لأن تكون الدبابة الأجدر عالميًا على مضاهاة الدبابة الروسية T-14، والتي تصنفها دوائر عسكرية متخصصة مرموقة بأنها الأقوى عالميًا بلا منازع.
ويقول نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع البولندي، ماريوزيتش بلازتشزاك، إن الصفقة المزمع إبرامها "ستعزز بلا شك من أمن بولندا وستقوي الجيش البولندي. وتعد سرعة التسليم وتطوير الصناعة من المسائل الجوهرية. ونوازن دوما بين المصالح المتعارضة للجنود وصناعة الأسلحة. والصفقة تعد مربحة لكل الأطراف. وسنقوم بتوقيع الاتفاق الأسبوع المقبل."
ونتيجة لشراء الأسلحة الكورية، يدعي المسؤول الدفاعي البولندي "أن بولندا ستمتلك أقوى قوات برية بين الدول الأوروبية (و) حلف الناتو."
وتشير التقارير إلى أن بولندا تخطط لشراء حوالي 1000 دبابة من طراز "الفهد الأسود" الكورية K2، وهو ما يزيد عن تقديرات سابقة تحدثت عن شرائها لنحو 800 دبابة قبل اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية.
تتمتع دبابة "الفهد الأسود" الكورية K2 بمدى نيراني يصل تقريبًا إلى ضعف قدرات الدبابات الغربية الحديثة، رغم أن مداها لا يزال يمثل ثلثي المدى النيراني لنظيرتها الروسية T-14. وتشير تقارير الصفقة البولندية العملاقة إلى أنه في أعقاب شراء الـ180 دبابة K2، فإنه سيتم شراء 820 دبابة من الطراز المحسن لها K2PL، التي يتوقع بدء تسليمها اعتبارًا من عام 2026 بموجب عقود متتابعة، وسيتم إنتاج أجزاء من ذلك الطراز المعدل لدبابات "الفهد الأسود" الكورية داخل بولندا نفسها.
وستتضمن التعديلات المرتقبة على دبابات "الفهد الأسود" تعزيز دروعها، وتزويدها بنظام مراقبة جديد متعدد الاتجاهات، ونظم نيرانية أكثر فتكًا. وتحدثت تقارير أخرى، غير مؤكدة، عن شمول الصفقة أيضًا لنوعية أخرى أكثر تطوراً من طراز K3PL، وإمكانية أن تتجاوز أعداد الدبابات الكورية العاملة في الجيش البولندي إلى أكثر من 1000 دبابة.
وتقول المجلة الأمريكية إن الدبابات الكورية الجديدة ستمنح القوات البولندية تفوقًا هائلاً على الدبابات الروسية T-72 طرازي B3 وB3M، الذين يشكلان النسبة الأعظم في وحدات المدرعات القتالية الروسية في الصفوف الأمامية على جبهات القتال، مرجحة أنه حتى الدبابات الروسية الأكثر تفوقًا من طراز T-92M، ستجد صعوبة في الوقوف أمام نظيرتها الكورية K2، على حد تقديرها.
وبينت أن الأعداد الكبيرة من دبابات "الفهد الأسود" الكورية K2، التي سيتم نشرها في بولندا، ستجعل دبابات T-92 في الوحدات المدرعة الروسية تتضاءل أمامها كثيراً، ولاسيما في ضوء خطط الشراء الروسية الرسمية الراهنة، التي تشير إلى أنه لن يدخل الخدمة منها أكثر من 600 دبابة فقط.
وتنظر المجلة إلى أن شراء بولندا للدبابة الكورية K2 بأعداد ضخمة تفوق أعداد الدبابات على الحدود الروسية، يضعها بين أكثر صفقات السلاح تهديداً لأمن روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991.
وبينما لا يزال تطوير القدرات المدرعة الروسية تحيطه بقوة حالة عدم يقين، خصوصاً بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فإن إتمام صفقة شراء الدبابات الكورية K2، علاوة على التخطيط لشراء أعداد مماثلة من الدبابة التركية من طراز "ألتاي" المصممة على غرار k2، يثيران تساؤلات جدلية بشأن رد فعل وزارة الدفاع الروسية على التحركات البولندية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة