الوكالة الدولية للطاقة الذرية التى تأسست فى مثل هذا اليوم 29 يوليو من عام 1957م، وذلك رداً على المخاوف الكبيرة والتوقعات التى أثارتها اكتشافات التكنولوجيا النووية واستخداماتها المتنوعة، فمتى بدأت حكاية إنشاء وكالة دولية للطاقة الذرية؟
ترجع بداية الوكالة إلى خطاب الرئيس الأمريكى آيزنهاور المعنون "تسخير الذرة من أجل السلام" الذى ألقاه أمام الجمعية العامة يوم 8 ديسمبر 1953، ويسجِل تصديق الولايات المتحدة على النظام الأساسى من جانب الرئيس آيزنهاور فى 29 يوليو 1957 الولادة الرسمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وخلال المؤتمر الصحفى الذى عُقد فى أعقاب حفل التوقيع فى حديقة روز جاردن بالبيت الأبيض فى واشنطن العاصمة، أشار الرئيس آيزنهاور إلى خطابه الذى ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ديسمبر 1953 والذى اقترح فيه إنشاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب الموقع الرسمى للوكالة.
وقال آيزنهاور فى خطابة: "إننا فى واقع الأمر لم نقم إلا ببلورة أمل كان ينمو فى الكثير من الأذهان فى الكثير من الأماكن ... فتجزئة الذرة قد تؤدى إلى توحيد العالم المنقسم بأسره."
وترتبط الوكالة الدولية للطاقة الذرية ارتباطاً وثيقاً بالتكنولوجيا النووية وتطبيقاتها المثيرة للجدل كسلاح أو كأداة عملية ومفيدة. وقد ساعدت الأفكار التى طرحها الرئيس آيزنهاور فى خطابه فى عام 1953على صياغة النظام الأساسى للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذى اعتمده 81 بلداً بالإجماع فى أكتوبر 1956.
وقد تأسست الوكالة باعتبارها المنظمة العالمية الرامية إلى "تسخير الذرة من أجل السلام" فى إطار أسرة الأمم المتحدة، ومنذ البداية، منحت الوكالة الولاية لتعمل مع دولها الأعضاء ومع شركاء متعددين فى كل أرجاء العالم من أجل ترويج التكنولوجيات النووية المأمونة والآمنة والسلمية، وتحدد المادة الثانية من نظام الوكالة الأساسى الأهداف المتوخاة فى مهمة الوكالة المزدوجة المتمثلة فى ترويج الذرة ومراقبتها.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعمل الوكالة على تعجيل وتوسيع مساهمة الطاقة الذرية فى السلام والصحة والازدهار فى العالم أجمع. وتسهر، وسع طاقتها، على ضمان عدم استخدام المساعدة التى تقدمها، أو التى تقدَّم بناء على طلبها أو تحت إشرافها أو رقابتها، على نحو يخدم أى غرض عسكري.
وفى أكتوبر 1957، قرر المؤتمر العام الأول إنشاء مقر الوكالة الرئيسى فى فيينا بالنمسا، وللوكالة الدولية للطاقة الذرية مكتبان إقليميان، أحدهما فى تورنتو بكندا منذ 1979، والآخر فى طوكيو باليابان منذ 1984، بالإضافة إلى مكتبى اتصال أحدهما فى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية منذ 1957، والآخر فى جنيف بسويسرا منذ 1965، وتدير الوكالة مختبرات متخصصة فى التكنولوجيا النووية افتتحت فى عام 1961 فى فيينا وزايبرسدورف بالنمسا، ومنذ عام 1961 فى موناكو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة