فى ظل التطور التكنولوجى، وإدمان مواقع التواصل الاجتماعى، يلجأ كثير من الأطفال للألعاب الإلكترونية للتسلية، نعم يجب مساعدة الأطفال على التفكير بشكل مبتكر ومبدع لاستثمار شغفهم من خلال الألعاب الإلكترونية التى تساعد الذكاء والفهم والتسلية الإيجابية، لكن الخطر كل الخطر فى الاستخدام السيئ، وهنا ندق - عبر مقالنا - ناقوس الخطر بعد تنامى هذه الظاهرة في مجتمعاتنا العربية لما لها من أضرار ومخاطر جسيمة على سلوك الأطفال.
فلك أن تتخيل عزيزى القارئ، ماذا سيحدث للطفل عندما يشاهد القوة وأصوات الرصاص والتفجير ومناظر الدم واستخدام الأسلحة بكافة أنواعها بل ويستخدمها، بالطبع ستعزز هذه المشاهد العنف بداخله، وتمنحه الشعور بالقوة والقدرة على التغلب على الخصم مهما كانت الظروف، فالخطورة فى أن هذه المشاهد والممارسات، وفقا لخبراء التربية، أنها تُعطى لعقل الطفل رسالة بأن العنف والعدوانية هما السبيل لمواجهة المواقف مهما كانت، وهو ما سيسعى إلى تطبيقه بشكل مباشر أو غير مباشر فى حياته العملية سواء باللعب مع أخوته أو زملائه في التعامل مع أى موقف في المنزل أو الشارع أو فى المدرسة.
وأعتقد، أن هناك كارثة أخرى، وهى الجلوس لساعات طويلة وممارسة هذه الألعاب بهذا الاستخدام السيئ، مما ينتج اندماجا كليا مع شخصية بطل اللعبة العنيف الذي يسعى للقتل والتدمير والمراوغة والخداع من أجل الوصول إلى هدفه، وسيتحول هذا البطل إلى القدوة والنموذج للطفل الذى يسعى أن يقلد هذا النموذج فى حياته وتعاملاته، بل الخطورة أنه عند التعرض لأى مشكلة يستدعى عقل الطفل صورة هذا البطل العنيف، وهنا مكمن الخطورة.
كما أن الخطر يزداد، عندما تسبب هذه الألعاب فى انعزال الطفل اجتماعياً، ويكون تفاعله مع الآلة، وفي المقابل لا يدرك الفرق بين العالم الافتراضي الذي تفرضه اللعبة والواقع، حيث أثبتت الدراسات أن الطفل دون السابعة لا يستطيع التمييز بين الخيال والواقع.
لذا، نتوجه بجرس إنذار لأولياء الأمور، بضرورة اختيار الألعاب المناسبة لسن الطفل والألعاب التي لا تميل للعنف والقوى، بل العمل على مساعدته في اختيار ألعاب تعليمية هادفة ومحفزة للفهم والذكاء، مع ضرورة المراقبة والاطلاع على الألعاب ومعرفة كافة تفاصيلها قبل أن يمارسها الأطفال، وإلا سيقع المحظور..