- بريطانى الجنسية وحلمت منذ طفولتى بالعودة لمصر للعمل بها.. أعشق منطقة الكيت كات بعد أن زرتها فى سن الـ16.. نعمل فى مصر على العديد من الملفات المتعلقة بتحسين حياة وصحة الأطفال والشباب
- الحكومة المصرية لعبت دورا قويا للاهتمام بالتأثير الاقتصادى خلال كورونا.. والاقتصاد المصرى هو تقريبا الوحيد فى المنطقة وواحد من القلائل عالميا الذى لم ينكمش خلال أزمة كوفيد 19.. كـ«يونيسف» سعدنا برعاية السيدة انتصار السيسى لمبادرة «دوى» لتمكين الفتيات فى مصر.. وسعداء ببرامج التنمية المتكاملة والمستدامة للحكومة المصرية فى سيناء
فى 1952 أى منذ أكثر من 70 عاما، تم إنشاء مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف فى مصر، للعمل مع الحكومة المصرية على دعم برامج تنمية الطفل والشباب، وتماشيا مع الأولويات الوطنية وصولا لرؤية مصر 2030
«اليوم السابع» أجرت حوارا مع جيريمى هوبكنز، ممثل «يونيسف» فى مصر فى أول لقاء صحفى له، الذى كشف من خلاله عن كونه زار مصر منذ طفولته، وتمنى العودة للعمل بها، مشيرا إلى برامج التنمية المتكاملة والمستدامة للحكومة المصرية فى سيناء، وأن الدولة المصرية ستصل لرؤيتها 2030 من خلال التطور الهائل فى كل المجالات، ومدى اهتمام مصر ببرامج الصحة النفسية للطفل وبرامج دعم الفتيات، وكذلك جهود مصر القوية فى مواجهة جائحة كورونا، ولفت إلى الحدث العالمى المهم، المعنى بالمناخ الذى تستضيفه مصر COP27.
حدثنا قليلا عن نفسك وطبيعة عملك كممثل لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» فى مصر؟
أنا مواطن كينى بريطانى، وأغلب دراستى كانت فى المملكة المتحدة البريطانية، بدأت العمل لدى الأمم المتحدة، ببرنامج الأغذية العالمى فى الصومال، ومن ثم انتقلت إلى يونيسف فى الصومال، عملت فى مجالات حماية الطفل من خلال برنامج يستجيب لاحتياجات ما يقرب من 3 ملايين طفل، ممن فقدوا آباءهم بسبب فيروس نقص المناعة البشرى، بالإضافة إلى عملى مع الشباب، وفيروس نقص المناعة البشرى وتغيير السلوكيات السلبية، عملت ممثلا لليونيسف فى جنوب السودان وفى بوروندى حتى أغسطس 2020 قبل الالتحاق بيونيسف فى مصر.ماذا عن وجودك كممثل لليونيسف فى مصر؟
من المثير للاهتمام وما قد لا يعرفه حتى زملائى، أن أجدادى هاجروا إلى كينيا فى القرن التاسع عشر من أوروبا الشرقية عبر قناة السويس والإسكندرية، أى أن عائلتى مرت بمصر منذ زمن طويل، وعندما كنت فى السادسة عشرة، جئت إلى مصر لأول مرة فى إجازة وأعجبتنى، وبعد أن درست اللغة العربية فى الجامعة، أمضيت فى مصر ستة أشهر وأحببتها كثيرا، ثم قلت لنفسى إننى يوما ما أود أن أعود إلى القاهرة وأعمل فيها، وقد كان.ما هو دور يونيسف فى مصر؟
يركز برنامج يونيسف فى مصرعلى تعزيز التنمية المستدامة والمساواة لكل الأطفال والنشء، ويهدف إلى تعزيز قاعدة المعرفة لتعزيز حقوقهم، مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجا والأطفال القادرون باختلاف.
وتشمل برامج عمل يونيسف، التعليم، والصحة والتغذية، وتنمية الطفولة المبكرة، وحماية الطفل من كل أشكال العنف، وتمكين الشباب والحصول على مياه الشرب والصرف الصحى والتوعية بالممارسات الصحية، وحشد الدعم لقضايا الأطفال والنشء.
ما مدى التعاون بين المنظمة والقطاع الحكومى فى مصر؟
تعمل يونيسف على دعم أولويات الحكومة المصرية ورؤية مصر 2030، وتشمل شراكات يونيسف الرئيسية وزارة التعاون الدولى، ووزارة الخارجية، ووزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، ووزارة الصحة والسكان، ووزارة التضامن الاجتماعى، ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، ووزارة العدل، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الاتصالات، ووزارة المالية، ووزارة الاستثمار، ووزارة الداخلية، بالإضافة إلى المجلس القومى للطفولة والأمومة، والمجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى للسكان، والمجلس القومى لحقوق الإنسان، والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، والمعهد الوطنى للتغذية.
وتشمل الشراكات أيضا العديد من المؤسسات الوطنية، والمؤسسات الدينية، والمجتمع المدنى، والمنظمات غير الحكومية، والأوساط الأكاديمية، والشخصيات المؤثرة وسفراء النوايا الحسنة.
كيف ترى استجابة مصر لجائحة كورونا؟
أعتقد أن جهود مصر كانت فعالة للغاية، وقد لعبت الحكومة دورا قويا، وأولت اهتماما للتأثير الاقتصادى للجائحة، بالإضافة إلى أن النظام التعليمى كان جاهزا بشكل جيد للتعليم عبر الإنترنت، فمصر كانت لديها رؤية استباقية للتعامل مع الأزمات، وكانت قادرة على تنفيذها بسرعة أكبر، فى رأيى أن ما استطاعت مصر تحقيقه فى مواجهة الجائحة هو محل تقدير.
ويمكننا أيضا أن نرى أن الاقتصاد المصرى هو تقريبا الوحيد فى المنطقة، وواحد من القلائل عالميا، الذى لم ينكمش خلال أزمة كورونا، وهذا مثير للإعجاب، فرغم أن جائحة كورونا كانت تحديا لكل الدول، لكن فى رأيى أن مصر أخذت الأمر بجدية، وحققت التوازن بين الإجراءات الاحترازية والاستجابة الاستباقية.
كما كان أداء مصر جيدا للغاية، فيما يتعلق بلقاحات فيروس كورونا، وحصل أكثر من 45 مليون مواطن على اللقاح حتى الآن، وقد التزمت مصر بتقديم اللقاح للعدد المطلوب لتحقيق المناعة على المستوى الوطنى، بالإضافة إلى هذا، فقد دعمنا سلسلة التبريد المتعلقة باللقاحات، حيث أصبح لدى مصر سلسلة تبريد فائقة تعمل بكفاءة.
كما وفرت يونيسف بالتعاون مع الشركاء 85.5 مليون جرعة من لقاحات كوفيد19، وفى فبراير 2022، قامت يونيسف بتوقيع مذكرة تفاهم مع حكومة اليابان، لإقامة مشروع تعاون جديد يحمل اسم «التوسع فى الحصول على لقاح كوفيد19 فى مصر» بمنحة تبلغ 3.4 ملايين دولار، كما تعمل يونيسف مع الاتحاد الأوروبى على تحسين سبل حصول اللاجئين والمهاجرين فى مصر على لقاحات كوفيد19 وتعزيز فرص وصولهم إلى التعليم، حيث قدم الاتحاد الأوروبى منحة تبلغ قيمتها 2.2 مليون يورو.
ماذا عن برامج تمكين الفتيات وما هى المبادرات التى تتبناها يونيسف فى مصر؟
تعد مصر موطنا لما يقرب من 20 مليون فتاة تحت سن 20، ويعد تعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين الفتيات ومنحهن الفرص التى يستحقونها أمرا أساسيا فى مجال عمل يونيسف، حيث قمنا بدعم المبادرة الوطنية لتمكين الفتيات «دوى» بقيادة المجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى للطفولة والأمومة، بالتعاون مع العديد من الشركاء الآخرين.
نحن سعداء جدا وممتنون لدعم مصر لمبادارات المرأة وتمكين الفتيات، وآخرها كانت المبادرة الوطنية لتمكين الفتيات «دوى»، مما سيساهم فى أن تستفيد جميع الفتيات والأولاد فى مصر من التدخلات والخدمات التى تقدمها هذه المبادرة.
وتم إطلاق المبادرة فى 21 محافظة، وهى تركز على خلق فرص للفتيات للتعبير عن قضاياهن وأحلامهن وتنمية مهاراتهن ليتمتعن بحقوقهن، وليكون لهن دور فاعل فى مجتماعاتهن، خاصة فى المناطق الأكثر احتياجا.
ماذا عن المشروعات القومية فى مصر «مياه الشرب والصرف الصحى»؟
قامت يونيسف بتوسيع نطاق دعمها، المقدم تحت قيادة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، بالتعاون مع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى وشركاتها التابعة والهلال الأحمر المصرى، فى مجال المياه والصرف الصحى قبل إعادة فتح المدارس، من خلال مشاريع البنية التحتية للمياه والصرف الصحى، من أجل المساعدة فى الحفاظ على سلامة الطلاب وصحتهم.
هناك 94 مدرسة فى محافظة شمال سيناء، و25 مدرسة فى محافظة الإسماعيلية، بالإضافة إلى 25 مدرسة فى محافظة جنوب سيناء، تم دعمها عن طريق تحسين مرافق المياه والصرف الصحى، بالإضافة إلى رفع كفاءة مرافق مياه الشرب والصرف الصحى بعدد 110 وحدات صحية فى 6 محافظات.
نحن سعداء ببرامج التنمية المتكاملة والمستدامة لتنمية سيناء، ويعد برنامج يونيسف لتوفير المياه والصرف الصحى فى المدارس، والاستجابة الموسعة لكوفيد19 فى سيناء جزءا من برنامج «الخدمات التعليمية المتكاملة للأطفال».
وبدعم من يونيسف وشركاء التنمية، وبالتعاون مع المبادرة الوطنية «حياة كريمة»، حصلت 5000 أسرة على وصلات مياه شرب فى منازلها، وستدعم يونيسف تنفيذ فكرة القرض الدوار فى 192 قرية مستهدفة فى المنيا.
كيف ترى برامج الحماية والضمان الاجتماعى فى مصر؟
برامج التضامن الاجتماعى المعنية بتحسين حياة الأفراد فى مصر رائعة، عملنا مع الحكومة المصرية فى 129 قرية ضمن قرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، من خلال برنامج الرعاية الصحية الأولية، كما ننفذ مبادرة «دوى» لتمكين الفتيات بشكل ميدانى فى قرى «حياة كريمة».
وبالنسبة لبرنامج «تكافل وكرامة»، الذى تنفذه وزارة التضامن الاجتماعى، فهو يصل حاليا إلى 4 ملايين أسرة تتضمن 20 مليون مواطن من الفئات الأولى بالرعاية، وهو برنامج رائد، نحرص فى اليونيسف على إتاحة كل الدعم الفنى له، الذى يتضمن التحليلات والأبحاث الدقيقة، التى تساهم فى دعم متخذى القرار فى تخصيص الموارد للتوسع فى الوصول للمستفدين من برنامج تكافل وكرامة.
كيف ترى تقرير التنمية البشرية لمصر 2021؟
حظيت بشرف إلقاء خطاب حول الحماية الاجتماعية، خلال فعاليات إطلاق تقرير التنمية البشرية، التى حضرها سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو شرف كبير لى، ولا بد أن أقول إننى كنت سعيدا للغاية بالاهتمام البالغ، الذى أبداه سيادة الرئيس تجاه القضايا المطروحة للنقاش.
مصر قدمت أداء جيدا للغاية، فالدولة المصرية لديها رؤية 2030، وأرى أنها ستصل إليها كما نرى، من خلال التطور الهائل فى كل المجالات، وسنستمر فى العمل مع الحكومة المصرية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهى جزء أساسى من رؤية مصر 2030.
ماذا عن برامج الصحة النفسية للطفل وجهود إنهاء ختان الإناث؟
بالنسبة للصحة النفسية، فلدينا وعى متنام حول العالم، حول كون الصحة النفسية جزءا أساسيا من الصحة العامة، وأعتقد أن ما تعلمناه من الجائحة هو أهمية الصحة النفسية، لذلك يسعدنى كثيرا أن مصر قد فتحت هذا النقاش، وبالطبع يونيسف لها دور فى العمل من أجل الأطفال، حيث إنهم قد يكونوا أحيانا ضحايا مشكلات الصحة النفسية أو يعانون منها أنفسهم.
ومن خلال هذه القضية، نعمل مع منظمة الصحة العالمية التى تقود هذا الملف، ونناقش مع وزارة الصحة كيفية القيام بهذا بالشكل الأمثل، حيث يتم تقديم الدعم النفسى والمجتمعى لأطفال المهاجرين واللاجئين من مختلف الجنسيات.
وحول ختان الإناث، مصر تتقدم بشكل ملحوظ فى هذا الملف، حيث تحسنت البيئة التشريعية والقانونية، وكذلك المجتمعية، وهناك الكثير من الآليات التى تضمن تواصل الانخفاض فى معدلات ختان الإناث، من خلال تجريم كل من يمارس ويروج لختان البنات، ووضوح السياسات والتوعية المجتمعية للقضاء على هذه الجريمة.
تحت قيادة اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، ومن خلال التعاون المشترك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وصلنا من خلال حملات طرق الأبواب إلى ثلاثة ملايين شخص هذا العام، إلى جانب رسائل رفع الوعى، التى وصلت إلى ملايين الأشخاص، من خلال الحملات المشتركة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى تحت شعار «احميها من الختان»، كما تدعم يونيسف القدرات المؤسسية لمقدمى الخدمات ولجان حماية الطفل بالمحافظات المختلفة.
ماذا عن دوركم فى COP27؟
يتحمل الأطفال دون سن الخامسة قرابة 90% من عبء الأمراض، التى تنتج عن تغير المناخ، وتعمل يونيسف مع شركائها على المستويين العالمى والمحلى، لضمان أنه بوسع الأطفال العيش فى بيئة آمنة وصحية.
ستشارك يونيسف مصر فى مؤتمر COP27، المقرر عقده فى شرم الشيخ، نوفمبر 2022، الذى يعتبر حدثا مهما بشكل خاص، لتسليط الضوء على أزمة المناخ كأزمة للأطفال وحقوقهم، ولتعزيز النهج الذى يساعد فى تقليل مخاطر المناخ بالنسبة للفئات الأكثر احتياجا، ودعم مشاركة الأطفال والشباب فى COP27 وفى صنع القرار المتعلق بتغير المناخ.
إذا كان هناك شىء واحد نرجوه من هذا الحدث، فهو أن ينظر لأزمة المناخ، التى تواجه العالم كأزمة تواجه أطفال العالم كذلك.
ولذلك تعمل يونيسف على عدة محاور تتعلق بتغير المناخ بشكل عام، أحدها بالطبع هو التأكد من أن الخدمات الاجتماعية فى كل الدول، ومن ضمنها مصر، يمكن مواءمتها للاستجابة لتغير المناخ وجعلها أكثر مرونة فى مواجهته.
هذا بالإضافة إلى عملنا على مستوى السياسات، حيث نعمل دوما على التعاون مع الجهات الفاعلة الأخرى فى الأمم المتحدة وخارجها، كما نحث الدول على العمل على تقليل انبعاثات الغازات.
لا بد كذلك أن نعمل بحذر وحرص على مواءمة نظم التعليم فى كل دول العالم، كى نتأكد من أن الأطفال يتعلمون ويفهمون ما هو تغير المناخ ويكتسبون المهارات اللازمة، كى يكبروا فى عالم صار فيه تغير المناخ تحديا يواجههم.
فيما عدا ذلك، نتبنى مبدأ المشاركة، حيث نحرص على إشراك الأطفال والشباب فى أى نقاشات حول تغير المناخ، وجعل صوتهم مسموعا فى هذا الحدث وغيره، حيث يكون تغير المناخ محلا للنقاش.
ماذا عن مبادرة «شباب بلد»؟
دور الشباب مهم فى جميع الملفات، التى نعمل بها والتى تواجه العالم، ومنها أزمة تغير المناخى، حيث إنهم سوف يقودون التغيير لحماية البيئة، وتعد «شباب بلد» مبادرة أممية تضم عددا من منظمات الأمم المتحدة، بقيادة وزارة التعاون الدولى، وبالتعاون مع العديد من الوزارات المعنية والقطاع الخاص، وهى تركز على الاستثمار فى الشباب وتعزيز مشاركتهم.
تم إطلاق مبادرة «شباب بلد» بنجاح فى منتدى شباب العالم، يناير الماضى، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونحن نثمن اقتراح فخامة الرئيس السيسى تخصيص عام 2023 للشباب العربى للاستفادة من معارفهم وقدراتهم.
ستساعد مبادرة «شباب بلد» على انتقال الشباب فى مصر بين سن 1024 من مرحلة التعلم إلى الكسب، حيث تمثل هذه الفئة العمرية فى مصر 28% من السكان «27 مليون شاب».
كما ستعمل المبادرة على إعداد الشباب لسوق العمل، من خلال التدريب والمهارات، وفرص التوظيف وريادة الأعمال، والوصول الرقمى والاتصال.
عينت الأمم المتحدة فى مصر سفراء من نجوم الفن والرياضة الشباب لمبادرة «شباب بلد»، للتواصل مع الشباب بشأن القضايا التى تهمهم، ونأمل أن يتفاعل الشباب مع المبادرة ويستفيدوا من كل تدخلاتها.