بدأ خطيب المسجد، خطبة الجمعة، أمس، حديثه قائلاً: "على نيتكم ترزقون" وشرح ذلك بأن الخطيب الأساسى للمسجد وقعت له ظروف منعته من المجيء، فاضطر هو للصعود على المنبر.
ويبدو أن نيتنا كانت صالحة فعلاً، فخطبة الرجل كانت من أعظم الخطب التى استمعت إليها لأن الرجل قال: "إن هذه أيام عيد مباركة، فاسعدوا أنفسكم، واسعدوا أهاليكم، واسألوا عن جيرانكم، وادخلوا الفرحة على اليتامى والفقراء".
نعم هذا كل ما قاله الرجل فى خطبته، لم يدخل بنا فى متاهات ولم يعد بنا إلى الحكايات، فقط حدثنا عن يومنا وواقعنا، قال بأن الحياة صعبة وتحتاج أن نهونها على أنفسنا، وطالبنا بألا نبخل على أبنائنا حتى بالقليل الذى نملكه، ففى فرحتهم فرحتنا وفى سعادتهم سعادتنا، أما الجيران والفقراء فاليوم فرصة كى نرسم على وجوههم بهجة، وكل ذلك من أول إسعاد أنفسنا إلى إسعاد الغرباء الذين لا نعرفهم في الشارع مما نتقرب به إلى الله.
لقد أعجبتني الخطبة جدا، وقلت في نفسى "من أجل هذا وجدت الخطب"، فالغرض منها أن تخاطبنا نحن الذين نعيش اليوم، تحدثنا عن حالنا، تصلح من شأننا، وتعلمنا أن التراحم سبيل طيب ينجو بنا من قسوة أيامنا وقسوة قلوبنا.
استمتعوا بعيدكم وأسعدوا أنفسكم بفعل الخير، فقد جعل الله أيام الأعياد كى يتزاور الناس ويسألون عن بعضهم، وكى نحمد الله على نعمه الكثيرة، وكل عام وأنتم بخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة