قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر سابقا - المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر: إن من أهم المعالم والصفات التي يتصف بها الفكر المتطرف: (الأخذ المباشر من نصوص القرآن والسنة دون اعتداد بآراء العلماء ولا بالتراث الفقهي والعقدي، اقتطاع النصوص عن سياقها، وأخذ بعضها دون البعض الآخر، كذا إهمال الأسس المنهجية لفهم النصوص).
وأكد الهدهد، أن المتطرفين لا يعترفون بفهم أي أحد للنصوص سوى شيوخهم، ومن خالف فهمهم للنصوص يكون على باطل، وهذا يعد إهدارًا لشريعة الإسلام والنصوص الشرعية، موضحا أن المتطرفين يرون أنه لابد من مجاهدة المخالفين لهم في الرأي.
جاء ذلك خلال ندوة "المسئولية الاجتماعية لمؤسسات التعليم في مواجهة التطرف والإرهاب"، والتي حاضر فيها أ.د/ إبراهيم الهدهد - المستشار العلمي للمنظمة، والتي عقدت بمقر المنظمة عبر تطبيق ZOOM، وبمشاركة عدد من العلماء من دول (تشاد - الكاميرون - نيجيريا).
واقترح د. الهدهد، خلال الندوة بعض الحلول التي يجب أن تقوم بها مؤسسات التعليم لمواجهة الأفكار المتطرفة، أبرزها: أن يكون ضمن مناهج التعليم مذكرات صغيرة تعرض هذه القضايا وترصد المستجدات منها، وتبين وجه الباطل فيها للطلاب والطالبات، كذا إضافة حصة يومية خلال اليوم الدراسي لتناول قضية من هذه القضايا، على أن يقوم بعرض هذه القضية معلم قدير محيط بهذه القضايا، يستطيع أن يحلل ويبين أوجه الفساد فيها، وغيرها من المقترحات.
وقال الدكتور على الغوني - رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر ببرنو – نيجيريا: إنه لابد من مشاركة المؤسسات التعليمية والاجتماعية والدينية في مواجهة الفكر المتطرف، ووضع خطة متكاملة لمشروع مشترك يستقي معلوماته من كتب الأزهر الشريف، وفي ختام كلمته وجه الشكر للمنظمة والقائمين عليها للرد على الشبهات وتفنيد الفكر المتطرف وذلك عن طريق الندوات التي يتم عقدها بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف وممثلي مختلف الدول.
وفي كلمته، أشار على محمد مرتلا - المشرف على صفحة أزهر فولاني الكاميرونية، إلى ضرورة تبني المؤسسات التربوية التعليمية قضية تعليم الإنسان وبنائه بشكل متكامل، وذلك بعدد من الوسائل، أبرزها: (وضع منهج علمي دقيق وتزويد الطلاب بعلوم ومعارف إسلامية صحيحة من العقيدة والفقه والعلوم السلوكية والعلوم الإنسانية والتجريبية، بناء الشخصية الإسلامية المتوازية بين المادية والروحية المتمثلة في الحضارة الإسلامية فكرًا وسلوكا متمسكا بالأخوة الإسلامية خاصةً الأخوة الإنسانية عامة، كذا تدريب المتعلمين على سعة الصدر وتقبل الغير واحترام المخالف، ونبذ التعصب والعنف بجميع أشكاله(.
وفي الختام، أوصت الندوة بضرورة إعداد محتوى تعليمي يناسب الفئات العمرية في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية تتضمن تفنيد الأفكار المتطرفة، تعاون المؤسسات التعليمية خاصة والأزهرية مع الجهات الحكومية لوضع المناهج الدراسية التي تكون مبنية على المناهج الأزهرية وتكون سلسلة لتفنيد الفكر المتطرف، مثمنين دور الأزهر وفروعه التي تمد هذه الدول بالكتب التي تحارب الأفكار المتطرفة، والتي يتم توزيعها على بعض المؤسسات الدينية و التعليمية، مطالبين بعقد ندوات وورش عمل لتدريب المدرسين على المواد الإسلامية، كذا تدريب الأئمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة