في تقريره نصف السنوي من العام الحالي، شهدت القارة الأفريقية (281) عملية إرهابية شنتها التنظيمات المتطرفة، لقي على إثرها (2768) شخصًا مصرعهم، وأصيب (981) بجروح، فيما اختطف (441) آخرين. وفي المقابل كان لجهود المكافحة العسكرية دور في تحييد (1685) إرهابيًا واعتقال (150) آخرين.
وبمقارنتها بعدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات في القارة الإفريقية في النصف الأول من عام 2021م، يتبين وجود انخفاض في عدد العمليات حيث كان (393) عملية إرهابية أدت إلى مقتل (2409) شخصًا، وإصابة (1082)، واختطاف (916) آخرين، فيما لقي (2217) إرهابيًا مصرعهم، واعتقال (227) آخرين.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن من بين أسباب ذلك الانخفاض الملحوظ الذي يعادل نسبة (28.5 %) عن النصف الأول من العام الماضي – على الرغم من ارتفاع عدد الضحايا - قد يرجع إلى عدة أسباب من بينها:
- المكاسب الأمنية التي حققتها جهود المكافحة الميدانية في تقويض النشاط العملياتي للتنظيمات الإرهابية في إفريقيا.
- التحالفات العسكرية للدول المتجاورة حدوديا والتنسيق فيما بينها لتأمين المناطق الحدودية مثل منطقة المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينافاسو، والتي قامت بالعديد من العمليات الجوية المشتركة بين النيجر وبوركينافاسو والتي تم هدم معاقل الإرهاب بعد تحديدها بدقة نظراً للتعاون الاستخباراتي بين الدولتين.
- تحالف دول غرب أفريقيا الاقتصادي (إيكواس) وما قدمه من دعم لدولة موزمبيق في ارسال قوات مكافحة الإرهاب أدي إلى احكام السيطرة على الأوضاع بها مما أسفر عن انخفاض العمليات الإرهابية هناك.
- ارسال الاتحاد الأفريقي لبعثة حفظ سلام مؤقتة (ATMIS)إلى الصومال كان هدفها مكافحة حركة «الشباب» وتدريب القوات الصومالية وتهيئتها لتحل محل تلك القوات على فترات بنهاية 2024م، بالإضافة إلى استقرار الأوضاع السياسية بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
- تحالف دول شرق أفريقيا الإقتصادي (EAC) والذي تترأسه دولة كينيا حالياً وتدخله لمنع تفاقم الخلافات بين الكونغو ورواندا، والعمل على السيطرة الأمنية والقضاء على الإرهاب والجماعات المتطرفة والانفصالية خاصة في المناطق الحدودية الوعرة والغابات بين الكونغو وأوغندا والتي أخطرها قوي التحالف الديمقراطي الموالية لتنظيم داعش الإرهابي.
- الاستعدادات الأمنية وحالة الاستنفار الأمني قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في العديد من الدول الأفريقية كدول مثل كينيا ونيجيريا وغيرهما أدى إلى حالة من الترقب والحذر للعناصر الإرهابية والاعتماد في أغلب الأوقات على عمليات إرهابية انتحارية أو فردية من وقت لآخر لمجرد إعلان وجود.
- إضافة إلى تراجع نشاط «بوكو حرام» في غرب أفريقيا خاصة بعد مقتل زعيمها أبو بكر شيكاو والمواجهات الشرسة اللي وقعت بين عناصر التنظيم وعناصر داعش الإرهابي، الأمر الذي أسفر عن استسلام عدد كبير من عناصر بوكو حرام للحكومة النيجيرية، ومن تبقى منهم انشطروا لقسمين بين مبايع للتنظيم على خوف وإكراه وطمع في الحصول على الدعم المالي واللوجستي، والقسم الآخر فر إلى الغابات متخفيًا فيها خوفًا من بطش التنظيم والعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية.
كما يشدد المرصد على مواصلة الجهود وتكاملها في آن واحد على جميع المستويات عسكريًا وفكريًا، وكذلك تجفيف مصادر تمويل تلك التنظيمات وقطع الدعم اللوجيستي عنها، وذلك لتضييق الخناق عليها والقضاء عليها بشكل جذرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة