كشف محمد عوض اليمانى، حفيد القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، «نجل ابنة شقيقته»، عن علاقة جده بأهل الفن "حسن الإمام، والسيدة أم كلثوم، والموسيقار محمد عبدالوهاب"، مؤكداً أن جده كان صديقا شخصياً للمخرج حسن الإمام، بالإضافة لصداقته لأم كلثوم التى توسطت له فى العديد من الموضوعات، وتلى القرآن الكريم يوم وفاة والدتها، وكان على علاقة طيبة بالموسيقار محمد عبد الوهاب، وكان يلتقى به أحياناً، كما كشف مشاركة جده فى 7 أفلام، أحدها مع شقيقه أحمد، حيث كانا على هيئة طالبين أزهريين يتلقيان العلم.
وقال اليمانى، تعددت المواقف الطريفة بين جده والمخرج حسن الإمام، فكان الإمام يسكن فى غرفة على سطح فندق بشارع محمد على، وكان جاره جده الشيخ أبو العينين شعيشع، وأخيه الشيخ أحمد، وكان السطح مكونا من 4 غرفات الأولى للإمام والثانية لجده والثالثة لطالب بكلية الطب، والرابعة لرجل هندى، وكان الشيخ شعيشع يقضى أغلب وقته فى غرفته جالساً على الكنبة يرتل القرآن أو يقرأ كتب التفسير والتجويد.
وأضاف اليمانى، كانت هناك مناسبات كثيرة تجمعهم منها، الأعياد، والغارات العنيفة التى يقذف فيها الألمان فوق القاهرة عشرات القنابل، وكانت أنباء هذه الغارات تشغلهم فكانوا يقضون الساعات فى الحديث عنها وعن ضحاياها، وكان الإيجار الشهرى للحجرات يبلغ 150 قرشاً.
وقال اليمانى، إن جده الشيخ أبو العينين شعيشع شارك فى 7 أفلام سينمائية بصوته من خلال تلاوة القرآن الكريم وأداء الأذان كاملًا فى كثير من مشاهد الأفلام، وأولها فيلم «النائب العام»، والذى شارك فيه هو وشقيقه الشيخ أحمد، من إخراج أحمد كامل مرسى ومن بطولة "سراج منير، مديحة يسرى، عباس فارس وزكى رستم"، وشارك فى فيلم "المرأة" عام 1949 وكان من بطولة أحلام، كمال الشناوى، محمد توفيق، وفيلم "بلد المحبوب" فى عام 1951 من بطولة الفنان إسماعيل يس، وأيضًا فيلم "فى صحتك" عام 1955 من بطولة الفنانة حورية حسن، حمدى غيث والعديد من الأفلام الأخرى.
وتحل اليوم الجمعة الذكرى الـ100 على ميلاد الشيخ أبو العينين شعيشع، والذى يُعد واحداً من أعلام دولة التلاوة فى مصر والعالم الإسلامى، حيث وُلد فى مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، فى 12 أغسطس من عام 1922م، وهو الابن الثانى عشر لأبيه، والتحق بكُتاب المدينة، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "يوسف شتا"، رحمه الله، وهو لم يتجاوز العاشرة من عُمره، وذاع صيته كقارئ للقرآن عام 1936م، وهو فى الرابعة عشر من عُمره، وذلك بعد مُشاركته بالتلاوة فى حفل أُقيم بمدينة المنصورة فى ذلك العام، والتى تبعدُ عن مدينة بيلا بنحو 27 كيلو متراً.
دخل "شعيشع"، الإذاعة المصرية عام 1939م، مُتأثراً بالشيخ محمد رفعت، حيث استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات "رفعت"، ولكنه اتخذ لنفسه أسلوباً فريداً فى التلاوة بدءاً من منتصف الأربعينيات، وكان أول قارئ مصرى يقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى المبارك.
عام 1969م عُين "شعيشع" قارئاً لمسجد عُمر مكرم بميدان التحرير، وسط القاهرة، ثم قارئاً لمسجد السيدة زينب عام 1992م، وناضل كثيراً فى بداية السبعينات من القرن الماضى لإنشاء نقابة القُراء مع كبار قراء القرآن الكريم فى مصر حينذاك، وقد انتُخب نقيباً لنقابة القراء منذ عام 1988م، خلفاً للقارئ الراحل الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد، وظل نقيباً لها حتى وفاته.
كما عُين "شعيشع" عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعميداً للمعهد الدولى لتحفيظ القرآن الكريم، وعضواً للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وعضواً باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف، وعضواً بلجنة عمارة المسجد بالقاهرة، وحصل على وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا، وفلسطين، وأوسمة من تركيا، والصومال، وباكستان، والإمارات العربية المتحدة، وبعض الدول الإسلامية.
تُوفى "شعيشع"، فى 23 يونيو من عام 2011م، عن عُمر يُناهز الـ89 عاماً، قضى خلالها رحلة عامرة فى تلاوة القرآن الكريم فى مشارق الأرض ومغاربها، ودُفن فى المقابر المُجاورة لكلية البنات بجامعة الأزهر بالقاهرة، وصُلى عليه صلاة الغائب فى مسقط رأسه بمسجد "أبو غنام"، أحد أكبر مساجد مدينة بيلا، وعدد من مساجد المدينة، وكان ذلك يوم الجمعة المُوافق 24 يونيو، وخُصصت خطبة الجمعة لذكر مناقبه ومآثره.
الشيخ أبو العينين شعيشع يقرأ القرآن وبجواره الفنان يوسف بك وهبي
الشيخ أبوالعينين شعيشع وابنته داخل الاستديو
صورة نادرة لعزفه على العود