يوم حزين وليلة باكية عاشها جميع المصريين، أمس، بعد اندلاع حريق فى كنيسة أبى سيفين فى منطقة امبابة، راح ضحيته العديد من إخواننا الأبرياء، الذين ذهبوا إلى ملكوت الله برحمته الواسعة.
مصاب جلل لا يمكن أن يشعر به إلا من أصابه جانب منه، فقط دعونا نتخيل أنك فى الصباح ترى طفلك أو أخيك وبعد ساعة واحدة تنقطع بينكما السبل فلا تلتقيان إلا على وهو على خشبة الموت فى رحلته الأخيرة، ستقول لنفسك ليتني ودعته كما ينبغي، ليتني أخذته في حضني وقبلته، ليتني منعته الذهاب، لكن قضاء الله مقضي وليس لأمنياتنا أن تؤخره أو تعطله.
ماحدث مؤلم أصابنا جميعا بالحزن، وجعل الناس فى الشارع واجمين، يتأملون في قضاء الله، ويترحمون على الأبرياء الذين صعدوا إلى السماء، ويدعون بالصبر لأهاليهم البسطاء الطيبين خاصة الأمهات المكلومات.
كان الله في عون الأمهات، وخفف عن قلوبهن ما يشعرن به من ألم لا يحتمله أحد، فليس مثل فقد الضنا من ألم، إنه جرج لا يندمل فى القلب، ووجع دائم في الروح، لا تخفف منه سوى السكينة ينزلها الله على قلوب عباده، كما يمنحهم الصبر الذى يرون من خلاله حكمته القديرة التى لا نراها نحن ولا نبصرها.
إن هذا الحدث الأليم جعل الشعب المصري جميعا على قلب رجل واحد، الناس تتابع الشاشات بعيون دامعة وقلب منكسر من الحزن، يتابعون الأخبار طوال الوقت متمنين النجاة للمصابين وراجين االله الرحيم أن يرحم من انتقل إليه.
اللهم ارحم الموتى وصبر الأحياء يا رب العالمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة