هى إحدى مدن محافظة قنا التى لها طابع تاريخى وظهر ذلك جليا فى افتتاح المتحف القومى بالفسطاط حينما عرض عدد من القطع المهمة لعصور ما قبل التاريخ لحضارة نقادة، ويرجع تاريخ حضارة نقادة إلى عصور ما قبل التاريخ فى مصر، حيث قسم المؤرخون تلك الحضارة إلى ثلاثة أحقاب، استغرقت حضارة نقادة نحو 1500 سنة قبل الأسرة الأولي، تطورت خلال تلك المرحلة الزمنية فى نقادة الصناعات والنسيج الاجتماعى والظروف السياسية، وتعتبر نهاية حضارة نقادة انتهت مع تأسيس الدولة المصرية القديمة وتوحيد الوجهين القبلى والبحري.
وترجع تسمية حضارة نقادة إلى مدينة نقادة جنوب محافظة قنا أو كما أطلق عليها نجادة قديما، واكتشف الباحث فلندرز بيترى نحو 3000 قبر فى تلك المنطقة خلال القرن التاسع عشر، يعود تاريخ تلك القبور إلى الحقبة التاريخية المصرية لحضارة نقادة قبل الأسرة الأولى، وحضارة نقادة الأولى أو العمرة 3900 - 3650 قبل الميلاد، كانت جبانة لإحدى المدن المصرية الهامة وهى مدينة نوبت بقرية كوم بلال، ومازالت بها طواقى فرعون وهرم نوبت التى كانت مركزا لعبادة الإله ست، وعثر فى جبانة نقادة على بعض الدبابيس وأدوات أخرى صغيرة مصنوعة من النحاس، أما عن مساكنهم فقد كانت بسيطة تشيد من اغصان الأشجار التى تكسى بالطين، وأما مقابرهم فقد كانت عبارة عن حفرة بيضاوية قليلة العمق، وكان المتوفى يدفن فى وضع القرفصاء ويلف أحيانا بجلد ماعز.
وشهدت حضارة نقاده تحسن صناعة الأدوات الحجرية وتطور تقنيات حرق الفخار، حيث تميز ففخار نقادة الأولى باحمراره، كما كانت عليه نقوش فى أشكال هندسية، ومع تطور نقادة إلى حضارة نقادة ثانية نحو 3500 قبل الميلاد، تقدم تصنيع الأوانى الحجرية وأتقنت صناعة الفخار كما بدأ المصرى القديم يزين القوارير الفخارية برسم الإنسان والحيوان والنباتات.
هرم نوبت أو جرن الشعير.. شيد كهرم مدرج وارتفاعه 12 مترا
يعد هرم نوبت أحد 7 أهرامات صغيرة أخرى فى مصر لم تستخدم للدفن، ربما ينتمنى إلى "حوني" وهو آخر ملك من الأسرة الثالثة من عصر المملكة القديمة، ويعق الهرم فى الجزء الشمالى من منطقة نقادة التى تتميز بالعديد من الجبانات والقرى من عصر ما قبل الأسرات التى يعود تاريخها إلى 5800 سنة مضت.
وكان ارتفاع هرم نوبت فى الأصل حوالى 12 مترًا وعرضة 18 مترًا ويتكون الهرم من الحجر الجيرى المحلي، وقد شيد كهرم مدرج من 3 إلى 4 مصاطب، ولقد تم تخريب الهرم بنزع أحجاره قديما وارتفاعه الآن لا يتعدى 4 متر ونصف، وكانت نوبت واحدة من ممالك الصعيد قبل توحيد مصر منذ 5000 عام ويقع الهرم بجوار نوبن "ابموس فيما بعد " وعبد للإله ست الذى يستخدم حتى المملكة الحديثة، وتعمل بعثة أثرية على ترميم الهرم والمساهمة فى إعادة شكله القديم.
طواقى فرعون ما زالت تخبئ أسرارها.. كانت المثوى الأخير للدفن بنقادة
هى أحد المناطق الأثرية التى تتواجد فى مركز نقادة، عبارة عن مقابر مستطيلة بارتفاع متوسط لا يزيد عن 3 أمتار، وبها 4 أعين مفتوحة للدخول وظلت متواجدة على هيئتها منذ سنوات وبعد اكتشافها، كما أدرجت الآثار منطقته ضمن ممتلكاتها، وسميت المنطقة التى تتواجد بها الطواقى قديمًا بمصنع النحاتين، حيث يقام طقس فتح الفم والعينين والأذنين، ويرتدى الكاهن جلد الفهد، حيث كان يبدأ الطقس بتطهير تمثال المتوفى ويضعه على قاعدة من الرمل موجهًا وجهه نحو الجنوب، ثم يقوم بطقس فتح الفم والعينين والأذنين، وذلك بلمس وجه الميت بآلات مختلفة يردد فيها ويتبع بعد ذلك بعض الطقوس لكى يستعيد الميت قدرته على تسلم الطعام الذى يقدم له يوميًا فى العالم الأخر.
وتحتوى المقبرة على أول حفر مستطيل بعد الحفر الدائرى وتكفين الموتى بالكتان والحصر، وكانت تسمى المنطقة بأرض الذهب وتصنع بها الفخار الذى يوضع فيه أعضاء الموتى ظنًا منهم أنه سيعود للحياة، وبعد اكتشاف العالم بيترى للطواقى بدأ الحفر العشوائى لكن المنطقة أهملت ولم يهتم أحد بها، كما أن تلك الطواقى عرفت بأنها مغارات جبليه وكهوف قديمة محفورة فى باطن الجبل وبداخلها حجرات للدفن.
وقال أحمد عبد النبي، باحث تاريخي، أن كتاب إقليم نقادة تناول طواقى فرعون وهى مغارات جبليه وكهوف قديمة محفورة فى باطن الجبل وبداخلها حجرة للدفن، وربما تعود فى أصولها إلى عصور ما قبل التاريخ، ويشير البعض إلى أنها بقايا لمعبد الإله ست "المعبود الرئيسى لأمبوس"، أما عن هرن جرن الشعير، فأوضح أنه هرم بدائى من مصطبة واحدة اشتهر باسم هرم نقادة عند علماء المصريات وينسبه البعض إلى الملك حونى من الأسرة الثالثة، وتعرضت أحجار الهرم للنقل من قبل الأهالى لاستخدامها فى تشييد المنازل.
بقايا-هرم-نوبت
طواقي-فرعون-بقنا
مداخل-غرف-الدفن
منطقة-حاجر-طوخ
منطقة-طواقي-فرعوني
هرم-أطلق-عليه-الأهالي-جرن-الشعير
هرم-فرعوني-بمدينة-نقادة-في-قنا
هرم-نوبت
هرم-نوبت-بقنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة