دسوق بمحافظة كفر الشيخ واحدة من المدن التاريخية فى مصر والتى عانت مثلها مثل مدن كثيرة من الإهمال وتدنى مستوى الخدمات فى فترات زمنية سابقة رغم ما تزخر به من مقومات هائلة كمدينة تجارية وسياحية وصناعية أيضا، وما بها من موارد لم يسن استغلالها حتى الآن.
فى الشهور الأخيرة وخلال زيارتى للمدينة وهى مسقط رأسى لاحظت نشاطا غير مسبوق لإعادة تأهيل البنية التحتية بالمدينة وعملية رصف واسعة لشوارعها وميادينها الرئيسية خاصة بعد تعيين المحاسب السيد عبد الستار رئيسا لمجلس المدينة.
الحقيقة أن رئيس المدينة الجديد يبذل مجهودا لافتا وتراه فى كل مكان تجرى فيه عملية اصلاح أو تأهيل سواء داخل المدينة أو فى القرى التابعة لها. ومدينة دسوق يتبعها حوالى 44 قرية منها 39 قرية رئيسية وتعتبر المدينة الثانية بالمحافظة من حيث المساحة وتعتبر هى العاصمة السياحية والدينية والتاريخية فى كفر الشيخ وربما هى المدينة الأشهر لوجود العارف بالله والصوفى المعروف الشيخ إبراهيم الدسوقي
المدينة تلقب باسم عروس النيل حيث تطل على فرع رشيد فى أقصى شمال مصر، وتضم عدداً من المعالم الشهيرة على المستوى الوطنى والعالمى، ومن أبرز معالمها مدينة بوتو القديمة التى كانت عاصمة مملكة شمال مصر فى عصر ما قبل توحيد القطرين ومسجد إبراهيم الدسوقى الذى يزوره أكثر من مليون زائر سنوياً، فالمدينة عضو مؤسس فى منظمة العواصم والمدن الإسلامية، بجانب العديد من المزارات والأضرحة الصوفية الأخرى التى تنتشر فى معظم أحياء ومناطق المدينة. وكنيسة مار جرجس من أقدم كنائس المحافظة، ومعهد دسوق الدينى الأزهرى الذى يُعد من أقدم ثلاثة معاهد أزهرية فى مصر وتخرج منه الزعيم سعد زغلول.
أيضا تندرج المدينة تحت تصنيف المدن السياحية الإقليمية، فهناك السياحة الدينية، السياحة التاريخية، السياحة الترفيهية، والسياحة النيلية.
دسوق مدينة تجارية من الدرجة الأولى، فالمشتغلون بالتجارة من سكان المدينة يشكلون نسبة 64,8% من جملة العاملين بالتجارة بمحافظة كفر الشيخ
المدينة ينتمى اليها وولد ونشأ فيها مشاهير العلم والدين والفن والأدب والصحافة فى مصر مثل الدكتور أحمد زويل والشيخ محمد عبد الطيف دراز وكيل الأزهر وأحد قادة ثورة 19 والفنان محمد رشدى ومحمد الدفراوى وكرم مطاوع والكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع وبطل العالم فى كمال الأجسام الشحات مبروك وغيرهم الكثير.
ورغم المجهود الذى يقوم به رئيس المدينة الحالى لكن تظل هناك أحلام كثيرة لأبناء المدينة لم تتحقق على أرض الواقع لاستغلال موارد المدينة فى ظل سياسة الدولة الحالية فى لامركزية الموارد والتنمية المحلية
أهم أحلام أهالى المدينة المشروع الضخم الذى اطلق عليه الأهالى مشروع دسوق الجديدة بالميدان الابراهيمى لاستغلال مساحة قدرها 4 آلاف متر مربع غير مستغلة من جمعية الشبان المسلمين لبناء فندق وقاعة احتفالات كبرى وقاعات اجتماعات ومبانى ادارية وسكنية يمكن أن تعد مصدر دخل للمدينة. وللإنصاف فاللواء أحمد بسيونى رئيس المدينة السابق قد بدا فى المشروع وحقق خطوات مهمة فيه لكنها توقفت بعد قرار نقله. وهو أحد أهم أحلام المدينة.
الحلم الآخر هو أزمة تطوير الميدان الإبراهيمى نفسه الذى يعتبر واحد من أكبر ميادين المساجد فى مصر ولكنه يعانى من العشوائية والفوضى ويطالب الأهالى بضرورة استغلاله استثماريا وتنظيمه مروريا وتخصيص نقطة شرطة خاصة به
المدينة تعانى من عدم وجود فنادق ولا قاعات سينما بها بعد هدم العديد من الفنادق ودار السينما الوحيدة بها بعد يناير 2011 ولذلك فالطموح أن تسعى الدولة من خلال مشروع الميدان لبناء قاعات سينما وفندق أو فندقين لاستيعاب زوار المدينة أسبوعيا أو ضيوفها.
أحاديث استغلال موارد المدينة تتردد بين الحين والآخر سواء إقامة عدة فنادق تناسب مكانة مدينة سياحية، وإقامة مقاهى ومطاعم جديدة فى مواقع الآثار المختلفة لخدمة الزائرين.
الحلم الأخر لأهالى المدينة وهو إقامة رصيف لقطار السكك الحديدية عند مدخل دسوق الشمالى بعد التوسع العمرانى الكبير ووجود العديد من المصالح الحكومية والمدارس والكليات التى يفد اليها الطلاب والموظفون من القرى المجاورة، وضرورة إعادة خطوط أوتوبيس وسط الدلتا التى توقفت فى التسعينات بدون سبب واضح وكانت تساهم فى توفير وسيلة نقل آمنة ومريحة ومنتظمة من المدينة إلى القاهرة وطنطا وكفر الشيخ والإسكندرية والمنصورة وبورسعيد.
المطلب الأهم أيضا هم ضرورة انشاء مدينة صناعية لتجميع كافة المصانع والورش الصغيرة المنتشرة داخل شوارع وميادين المدينة على غرار ما تقوم به الحكومة حاليا من انشاء التجمعات والمدن الصناعية خارج المدن
واحد من الأحلام أيضا هو إمكانية استغلال مجرى النهر فى فرع رشيد فى النقل النهرى سواء للسياحة من دسوق إلى قناطر ادفينا أو لنقل الركاب إلى القرى والمدن المجاورة فى المسافة من دسوق وحتى رشيد أو مطوبس وهو مشروع استثمارى يمكن أن يقوم به القطاع الخاص.
الأحلام كثيرة والمقومات متوافرة وتحتاج إلى الإدارة والإرادة فى اطار التوجه العام للدولة فى استغلال كافة موارد المدن والمحافظات المصرية... وهى أحلام فى المتناول وسهلة التنفيذ.