تهدف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 إلى تحديد اتجاه السياسات العالمية والوطنية المعنية بالتنمية، وإلى تقديم خيارات وفرص جديدة لسدّ الفجوة بين حقوق الإنسان والتنمية، وهي كذلك تشكّل إطارًا عامًا يوجّه العمل الإنمائي العالمي والوطني، وقد اعتمدتها الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة بالإجماع بأهدافها الـ17، وغاياتها الـ169 ومؤشّراتها الـ231 الفريدة عام 2015.
وذكرت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات تختلف أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر عن الأهداف الإنمائية للألفية لشموليتها كافة دول العالم، في حين أن الأهداف الإنمائية للألفية تنطبق على البلدان النامية فحسب، وهي أهداف متكاملة، تدرك أن العمل في مجال ما سيؤثر على النتائج في مجالات أخرى، وأن التنمية يجب أن توازن بين الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وعلى الرغم من أن صياغة أهداف التنمية المستدامة المحددة لم تتمّ من منظور حقوق الإنسان، إلا أن العديد منها يعكس محتوى المعايير الدولية؛ فعلى سبيل المثال، يعكس الهدف 1 (القضاء على الفقر) والهدف 2 (القضاء التام على الجوع) والهدف 3 (الصحة الجيدة والرفاه) والهدف 4 (التعليم الجيد) والهدف 6 (المياه النظيفة والنظافة الصحية) والهدف 8 (العمل اللائق والنمو الاقتصادي) والهدف 11 (مدن ومجتمعات محلية مستدامة)، الكثير من المحتوى الأساسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ما هو تقرير التنمية المستدامة؟
يعد تقرير التنمية المستدامة The Sustainable Development Report، التقرير الرسمي الوحيد للأمم المتحدة الذي يرصد التقدم العالمي في خطة التنمية المستدامة لعام 2030. فيعد تقييمًا عالميًا لتقدم البلدان نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو مكمل لمؤشرات أهداف التنمية المستدامة الرسمية والمراجعات الوطنية الطوعية.
ويمنح التقرير المجتمع العالمي فحصًا واقعيًا للآثار المدمرة للأزمات المتعددة التي تؤثر على حياة الناس وسبل عيشهم. ويتم إعداد هذا التقرير السنوي لأهداف التنمية المستدامة من قبل إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، بالتعاون مع النظام الإحصائي للأمم المتحدة بأكمله، والذي يتكون من أكثر من 50 وكالة دولية وإقليمية، استنادًا إلى بيانات من أكثر من 200 دولة وإقليم. وتم كتابة تقرير التنمية المستدامة لعام 2022 في مايو الماضي.
وأكد تقرير التنمية المستدامة 2022 -الإصدار السابع من التقييم السنوي– أنه للعام الثاني على التوالي، لم يعد العالم يحرز تقدمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ إذ انخفض متوسط درجة مؤشر أهداف التنمية المستدامة انخفاضًا طفيفًا في عام 2021. ووفقًا للتقرير، يرجع ذلك جزئيًا إلى التعافي البطيء أو غير الموجود في البلدان الفقيرة والضعيفة. بينما، خلال الفترة 2015-2019، كان العالم يتقدم نحو أهداف التنمية المستدامة بمعدل 0.5 نقطة في السنة (والذي كان أيضًا بطيئًا جدًا للوفاء بأهداف التنمية المستدامة في 2030)، وكذلك كان التقدم في أهداف المناخ والتنوع البيولوجي بطيء للغاية، لا سيما في البلدان الغنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة