على الرغم من مرور 53 عامًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى إلا أن ذكراها لا تزال حاضرة أمام أعين المقدسيين بوجه خاص والمسلمين بوجه عام، فهى واحدة ضمن عدة جرائم ارتكبها الاحتلال الصهيونى منذ عام 1948م بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية؛ بهدف طمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، ليسهل تحقيق الأطماع الصهيونية فيها.
ففى الحادى والعشرين من شهر أغسطس عام 1969م قام المتطرف ذو الأصل الأسترالى "مايكل دينيس روهان" بإشعال النيران فى المصلى القبلى بالمسجد المبارك؛ الأمر الذى أدى إلى تدمير أكثر من ربع المسجد الأقصى، بما فى ذلك منبر "صلاح الدين" التاريخي.
وتأتى الذكرى الثالثة والخمسين لإحراق الأقصى فى الوقت الذى يتعرض فيه المسجد المبارك لانتهاكات خطيرة من قبل الاحتلال الصهيونى، والتى تعد أخطرها سياسة الحفريات التى يقوم بها أسفل الأقصى المبارك، والتى من جرائها ظهرت بعض التشققات فى أرضيته من جهة باب الحديد، وسقوط حجارة من أعمدته خلال الشهور الماضية، هذا بخلاف الاقتحامات اليومية والتهويد والتهجير، وهدم منازل المقدسيين، وسرقتها لصالح المستوطنين.
وحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من مغبة استمرار سياسة الحفريات التى ينفذها الاحتلال تحت المسجد الأقصى، والتى تهدد بشكل مباشر سلامة المصلين بداخله، ويطالب المنظمات الدولية ذات الشأن بإلزام الاحتلال بوقف هذه الحفريات، ووقف جميع الانتهاكات التى يمارسها الاحتلال؛ والتى تهدف إلى تغيير الوضع الدينى والقانونى القائم للمسجد المبارك وساحاته.