قبل عامين من انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، يشهد المشهد السياسى العديد من التغيرات لاسيما مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى فى نوفمبر المقبل. ورغم تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن نيته الترشح باسم الحزب الديمقراطى، إلا أن عمره يمثل تحديا وفرصة لمرشحين آخرين لخوض السباق، بينما فقد الرئيس السابق دونالد ترامب الكثير من الزخم كمرشح مفضل للجمهوريين بعد مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزله.
ومع إمكانية خوض نائبة الرئيس كامالا هاريس للسباق الرئاسي، ذاع صيت حاكم كاليفورنيا الديمقراطى، جافين نيوسوم على الصعيد الوطنى كاسم يمكن أن يلتف الأمريكيون حوله حال قرر الترشح فى 2024.
وقالت صحيفة "بوليتكو" الأمريكية إن الأغلبية الساحقة من سكان كاليفورنيا – وهى إحدى ولايات الحسم الرئيسية- لا يريدون أن يسعى الرئيس بايدن إلى فترة ولاية أخرى ويرون الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم منافسًا رئيسيًا لخلافته ، وفقًا لاستطلاع جديد.
وأوضحت الصحيفة أن بايدن لطالما كان على أرضية سياسية هشة حيث أبلغ الديمقراطيون عن إحباطهم من رئيسهم وطالبوا ببديل. واعتبرت "بوليتكو" أن هذا الوضع خلق فرصة للديمقراطيين الطموحين مثل نيوسوم ، الذي نفى الاهتمام بالسعي للرئاسة في عام 2024 بينما كان يعمل بجد لتوسيع ملفه الوطني.
وأكد استطلاع جديد أجراه معهد بيركلي للدراسات الحكومية على الناخبين في كاليفورنيا الخطر الذي يواجه بايدن وإمكانية فوز نيوسوم. وقال 61 في المائة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع عبر الإنترنت في الفترة من 9 إلى 15 أغسطس إن بايدن يجب ألا يترشح في عام 2024 ، بما في ذلك حوالي نصف الناخبين الديمقراطيين ومعظم المستقلين. وكانت نسبة تأييد الرئيس على مستوى الولاية فاترة وبلغت 48 في المائة ، حيث قال ثلاثة أرباع سكان كاليفورنيا إن البلاد تسير في المسار الخطأ.
وتم ربط نيوسوم والسناتور بيرني ساندرز (الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا) - الذي احتل المركز الأول في انتخابات كاليفورنيا التمهيدية لعام 2020 - باعتباره الخيار الأول للناخبين الديمقراطيين والمستقلين ليحل محل بايدن ، تلته نائبة الرئيس كامالا هاريس. لكن النسبة الأكبر من الناخبين لم يحسموا أمرهم في إشارة إلى الحالة الغامضة لسباق 2024. وقال بايدن إنه يعتزم الترشح مرة أخرى. ولكي يكون لنيوسوم مسار ، سيحتاج بايدن إلى التنحي - ومن المحتمل أن يتحدى نيوسوم هاريس.
وفي تناقض حاد مع آراء الديمقراطيين الفاترة بشأن بايدن ، يظل الناخبون الجمهوريون متحمسين بشأن الرئيس السابق دونالد ترامب حتى عندما رفضه الناخبون في كاليفورنيا. وأراد حوالي ثلثي الجمهوريين في كاليفورنيا أن يترشح ترامب مرة أخرى ، وتفوق الرئيس السابق على حاكم فلوريدا رون ديسانتس كخيارهم الأفضل لعام 2024. إذا لم يترشح ترامب ، فإن ديسانتس سيكون المرشح الأوفر حظًا.
وأرجحت استطلاعات الرأي أن حاكم فلوريدا هو المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الجمهوريين حال عدم ترشح ترامب، ولكن بعد جلسات الاستماع المتعلقة بهجوم الكابيتول فى الكونجرس وكشفها عن تفاصيل تدين موقف الرئيس السابق من الانتخابات الرئاسية 2020، وبعد تفتيش منزله فى منتجع مار-إيه-لاجو بفلوريدا والعثور على مستندات سرية حصل عليها أثناء وجوده فى البيت الأبيض، كثرت التساؤلات حول مستقبله السياسى لاسيما حال تمت إدانته فى التحقيق الجنائى بشأن انتهاكه لقانون التجسس وعرقلة العدالة وتدمير سجلات فيدرالية.
وفى الوقت نفسه ظل حاكم فلوريدا يكتسب شعبية بين الجمهوريين حتى أن مجلة "نيوزويك" الأمريكية اعتبرت أنه صاحب أكبر فرصة للفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2024 بعد مداهمة منزل ترامب.
رون ديسانتيس
ووفقا لاحتمالات المراهنة لشركة "سماركيتس" يتمتع ديسانتيس بفرصة 23.26٪ للفوز في الانتخابات المقبلة ، بينما يحتل ترامب المركز الثاني بنسبة 20.41٪ .
وأدرجت الشركة ديسانتيس في قائمة المرشحين الحاليين ليكون الرئيس القادم للولايات المتحدة ، متقدمًا أيضًا على الرئيس الأمريكى جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس ، منذ بداية أغسطس.
ويشغل ديسانتيس حاليا منصب حاكم ولاية فلوريدا، ويتمتع بشعبية قوية فى الولاية ويبرز اسمه على الصعيد الوطنى الأمريكى. وعلى الرغم من أنه تجاهل ما تردد عن أنه سيدشن حملة رئاسية فى عام 2024، وقال إنه أولويته الأولى هى الفوز بولاية ثانية كحاكم، إلا لم يستبعد أيضا احتمال الترشح فى سباق الرئاسة صراحة. وعلى العكس من العديد من المنافسين المحتملين للرئاسة من الحزب الجمهورى، لم يلزم ديسانتيس نفسه بالتنازل عن السعى إلى البيت الأبيض إذا ترشح ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة