قال الدكتور محمد مصطفى منصور، أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، إن الكاتب وأول تراجم شعراء الأقاليم أبى منصور الثعالبى ولد فى منتصف القرن الرابع الهجرى، واستمر إلى انتهاء الربع الأول من القرن الخامس عام 429 هجريا على أرجح الأقوال، مشيرا إلى أن بلده كانت نيسابور وهي الشمال الشرقي من بلاد إيران أو بلاد فارس قديما.
وأضاف "منصور"، خلال استضافته ببرنامج "في المساء مع قصواء"، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، والمذاع على فضائية "CBC"، أن الثعالبى فى بداياته عمل فى جلد الثعالب ومعالجته، وكان يصنع منه بعض الملابس والأحذية، كما كان ماهرا بتلك الصنعة حتى اشتهر بـ"الثعالبى".
واستطرد: "الثعالبي كان لغويا له كتاب فقه اللغة وكتاب سحر البلاغة وسر البراعة وكتاب آخر فى الكناية، وهو ما يعنى أنه كان متعددا فى مواهبه، ولم يكن مقصورا علمه على فن دون فن، وقد أتى بتصنيفات مميزة لا يشابهها فيه أحد، ولم يكن فى تأليفه مقلدا لمن سبقه".
وأوضح أنه أصدر عددا من الكتب العامة ككتاب "طبقات فحول الشعراء" بداية من فترة الجاهلية وحتى العصر العباسي، "كل مقدمه لكتاب هي سر قراءته، وإن أردنا معرفه سر قراءة كتابه يتيمة الظهر لابد أن نقرأ المقدمة، والتي فيها شرح منهجه وقال إنه قد نظر في الكتب القديمة ووجد أنها قد أصابها البلى وأصيب الناس معها بالملاله حتى وجدت أن شعر العصريين لم يلتفت إليه أحد فذهبت إليه".
وقال الدكتور محمد مصطفى منصور، أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، إن الكاتب والمؤرخ أبي منصور الثعالبي قد أعطي مساحة لآراء الآخرين بأن يختلفوا معه، كما قسم الشعراء إلى 5 أقسام، وأعطى كل قسم وصفا من عنده، وهي رؤيته.
وأضاف أن الثعالبي وبعد فترة من البحث وجد بأن الإسلاميين كانوا أرق شعرا من شعر الجاهلية، كما أن المحدثين شعرهم ألطف مما كان قبلهم، والمولدون فقد وصف لهم الإبداع.
واستطرد: "أما من ساق المحاسن كلها وجمعت فيه فهم العصريون، كما ووجد بأن المؤلفين السابقين لم يهتموا بالعصريين، فآثر أن يقتحم المجال وقصر كتابه على المعاصرين له أو من قبله بقليل، وهو أمر لم يتعرض له أحدا من قبل، لذلك فلا نستطيع أن نجزم بأنه قد نقل عن من قبله، ولكنه قام بالكثير من المبادرات، حتى كانت مبادراته طفرة فى عالم التأليف فى هذا المجال".
وأوضح أن الثعالبي قام بتقسيم الشعراء في كتابه "أول تراجم شعراء الاقليم" بناءً على البلاد، حتى جعل قسما لشعراء آل حمدان ومصر والشام ومن جاورهم، حتى وصل إلى المغرب العربي، وجعل قسما لأهل العراق وأخر لشعراء بلاد فارس، وقسما لخرسان وبلده إيران، ثم شعر بعد ذلك أنه أراد أن يتمم كتابه، لكن لم يسعفه العمر.
وتابع: "كان الثعالبي حريصا على أن يأتي بما يعرفه من سيرة الشعراء وأخبارهم وأشعارهم التي استمع إليها مباشرة أو عن طريق بعضا من أصدقائه، وكان لهذا الانتقاء مصحوبا بالاراء النقدية، ولم يكن مجرد ناقل لهذا الأمر فحسب، ولكنه كان مصحوبا بالأراء نقدية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة